دعا البيان الختامي لاجتماعات وزراء الخارجية العرب أمس لكسر الحصار المفروض على غزة بشتى الوسائل، وفتح جميع المعابر. وأجمع الوزراء في اجتماعهم الطاريء بمقر الجامعة العربية علي ضرورة اللجوء لمجلس الأمن لإدانة الحصار الإسرائيلي على القطاع.
ومن جهتها أكدت لمصادر عربية رفيعة المستوي, أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية المحتلة هو المسئول عن تفاقم كل المشكلات القائمة والسبب الرئيسي في حالة عدم الاستقرار بالمنطقة وهو ما يؤكد عبثية المفاوضات مع إسرائيل سواء مباشرة أو غير مباشرة إذا استمرت إسرائيل في سياساتها المناهضة للسلام وانتهاجها لأساليب تقوم علي العدوان مثلما حدث في حالة الهجوم علي سفن قافلة الحرية.وكان مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين قد استكمل اجتماعاته ظهر أمس قبيل عقد اجتماع وزراء الخارجية مساء أمس, وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية, إن الجامعة العربية تتابع منذ اللحظات الأولي لشن الهجوم الدموي علي المتضامنين مع قطاع غزة في المياه الدولية, ما يحدث, وتجري الاتصالات مع مختلف الأطراف المعنية لعمل كل ما يلزم, وفضح حقيقة الجريمة الإسرائيلية. و أشار إلي أن الجامعة العربية اتصلت مع تركيا والدول المعنية بالموضوع, وأن مندوبي الدول العربية درسوا ما يمكن القيام به في ضوء التطورات القائمة علي الأرض.وأوضح أن مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري, حدد طبيعة الخطوات الواجب القيام بها ضد العدوان الإسرائيلي ومحاسبة إسرائيل, وملاحقة مقترفي الجريمة.وشدد علي أن مهاجمة أسطول الحرية هي محاولة إضافية من قبل إسرائيل لإفشال المساعي المبذولة لإعطاء دفعة لعملية السلام إلي الأمام.وطالب اللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدم الاكتفاء بإدانة ما جري, بل القيام بخطوات عملية رادعة تضمن فك الحصار عن قطاع غزة, وكذلك ردع إسرائيل لعدم القيام بانتهاكات مماثلة في المستقبل.ومن جانبه أكد السفير بركات الفرا مندوب فلسطين لدي الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة, ضرورة تدخل اللجنة الرباعية الدولية والولايات المتحدة لوضع حد لانفلات الاحتلال والجرائم الإسرائيلية. وطالب الفرا باستغلال الاهتمام الدولي بهذه القضية للضغط علي القوي الكبري لكي تجبر إسرائيل علي انهاء حصارها علي قطاع غزة ووقف هذه الممارسات والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني, وبحق النشطاء المتضامنين معه.وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي, قد أكد في تصريحات صحفية له الليلة قبل الماضية, أن الحصار علي قطاع غزة مرفوض من دول العالم كلها, ويجب أن يرفع أو يكسر, مشيرا إلي أن هناك محاولات عالمية جارية حاليا لتحقيق ذلك, وقال: لا يمكن العمل علي تجويع الناس ثم يطلب السكوت عن ذلك. وأشار إلي أن الجامعة العربية تجري مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب والأوروبيين وغيرهم في هذا الشأن.وأكد موسي أن عنوان هذه المرحلة يجب أن يكون رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة أو كسره ويجب أن يصل إلي نهاية فورية.وردا علي سؤال حول قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح أشاد بالقرار, ووصفه بأنه خطوة منطقية ومهمة, وقال إن المشاركين في الاجتماع اعتبروها خطوة صحيحة ومشكورة.وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي من الحادث, قال موسي إن البيان الذي سمعناه من الجانب الأمريكي كان واضحا فيه رفضهم للاعتداء العسكري علي المهمة الإنسانية, أما بيان مجلس الأمن, كان يجب أن يكون أقوي من ذلك, وأن يشكل رسالة رفض لما حدث وألا يتكرر, وأن يؤكد أن موضوع الحصار يجب أن يصل إلي نهاية فورية.وحول تأثير هذا الهجوم علي المفاوضات غير المباشرة.. قال إنه مما لا شك فيه أن الهجوم الإسرائيلي يؤثر في الجو الذي يمكن في ظله إجراء مفاوضات مثمرة ومفيدة, لافتا في الوقت ذاته إلي أن الفلسطينيين, يعتبرون أن المفاوضات تدور بينهم وبين الادارة الأمريكية.وكشف مصدر دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع عن أن دولة قطر طالبت بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة ووضع آليات محددة لفك الحصار. وقال المصدر إن مندوب قطر في الجامعة العربية السفير صالح ابوالعينين, أكد خلال الاجتماع ضرورة اتخاذ جميع الخطوات القانونية من أجل تقديم الذين يقفون وراء الهجوم للمحاكمة خاصة أنها ارتكبت في أعالي البحــار علي بعد70 ميلا بحريا من الشواطيء الإسرائيلية, وهذه تعتبر من أعمال القرصنة البحرية, التي يجرمها القانون الدولي.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق