الأربعاء، 16 يونيو 2010

سينما فرنسية تلغي عرض فيلم إسرائيلي


ألغت شبكة دور عرض سينمائي فرنسية تدعي‏‏ يوتوبيا‏‏ عرض الفيلم الاسرائيلي‏(‏ علي بعد خمس ساعات من باريس‏)‏ والذي كان مزمع عرضه في الثالث والعشرين من الشهر الجاري‏
بررت الشبكة قرارها بأنه‏(‏ احتجاجا علي العنف الاسرائيلي في مواجهة السفن السلمية التي توجهت نحو غزة‏).‏ واعترفت يوتوبيا بأن الفيلم المحذوف من برنامجها لا يمت للسياسة بصلة فهو عن قصة حب بين سائق تاكسي ومدرسة موسيقي‏.‏ لكن أن ماري فوكون المالكة المشاركة لشبكة دور العرض قالت بأن الفيلم شارك في تمويله‏(‏ اسرائيل فيلم فاند و اسراتيم‏)‏ وهما من المؤسسات الحكومية الاسرائيلية‏.‏والمخرج مواطن اسرائيلي انتخب حكومة يمينية تمارس القتل والترويع‏).‏واضافت السيدة فوكون‏(‏ ان ما نقوم به فعل رمزي لهدف محدد‏.‏ ولهذا وضعنا مكان الفيلم الاسرائيليي فيلم فلسطيني‏-‏ فرنسي عنوانه‏(‏ راشيل‏)‏ عن الناشطة الامريكية راشيل كوري التي قتلت تحت دبابة اسرائيلية والفيلم اخراج اليهودية من اصل مغربي سيمون بيتون‏).‏ ثم ختمت كلامها قائلة‏(‏ منذ ان قررت اسرائيل أن تضرب عرض الحائط بكل قرارات الامم المتحدة‏.‏ ماذا يتبقي أمامنا نحن كمثقفين الا أفعال كهذه‏.(‏الثقافة لم تخلق لننام‏).‏ بقي القول ان ساسلة يوتوبيا هي سلسلة دور عرض فن وتجربة موجودة بقوة في مدن جنوب فرنسا بتولوز وأفينيون ومونبيلييه‏.‏وهي دور مستقلة عن الحكومة وان كانت تتلقي دعم منه ككل المؤسسات والمستقلين هناك‏.‏بالطبع لم يرق موقف يوتوبيا لكثير من المؤسسات الفرنسية الرسمية بفرنسا والتي تظهر دائما دعمها الغير مشروط لكل ما هو اسرائيلي‏.‏ فخرج عمدة مدينة باريس برتران ديلانوي الذي قال‏(‏ ان سحب الفيلم عبثي وغير عادل بمعاقبة مبدعين عن أفعال حكوماتهم‏.‏والسينما الاسرائيلية كانت دائما تقدمية ومعارضة‏).‏ أما وزير الثقافة الفرنسي فردريك ميتران فقد أعرب عن أسفه لإلغاء برمجة عرض الفيلم الإسرائيلي في شبكة قاعات يوتوبيا وقال ميتران في رسالة وجهها الي مسئولي القاعات‏(‏ أود أن أعرب لكم عن عدم فهمي وتنديدي بهذا القرار‏)‏ مضيفا ان الغاء برمجة الفيلم مؤسفة وغير مفهومة‏.‏ويعزي الكثير من المثقفين تحرك المحافظ والوزير من الاعتراضات التي اطلقها اتحاد المنظمات اليهودية بفرنسا والتي اتهم علي أثرها يوتوبيا بالعنصرية وهو الاتهام الذي كررته بقوة جريد لو فيجارو الفرنسية بل وقالت ان الشبكة تمارس الارهاب الفكري ضد الاسرائيليين وتمارس ما تمارسه محاكم التفتيش في عصور الظلام الذين كانوا يقتلون القطط والسحرة‏.‏ أما جريدتي لوموند وليبراسيون الذائعتي الصيت بفرنسا قد أكدتا ان الشبكة اعادت عرض الفيلم الاسرائيلي لبرنامجها‏.‏ وهوما نفته يوتوبيا لوكالة الانباء الفرنسية‏.‏لكن المشكلة أمام المعرضين لسحب الفيلم ان دائرة مقاطعة اسرائيل و الاسرائيليين تتسع عالميا بشكل كبير وايضا داخل فرنسا تحديدا‏.‏فنجوم الروك المشاهير مثل سانتانا والفيس كاستيلو جوريلاز وكلاكسون الغوا حفلاتهم المزمع اقامتها داخل اسرائيل‏.‏والعديد من الفعاليات الثقافية بأوروبا الغت دعوة فنانين اسرائيليين لها‏.‏ وجدد المخرج البريطاني كين لوتش لدعوته لمقاطعة المهرجانات التي تعرض افلاما اسرائيلية أيا كان توجهها وهي الدعوة التي اطلقها العام الماضي وقت مهرجان ميلبورن بالاضافة لدعته لمقاطعة مهرجان تورونتو بعد اكتشاف حصوله علي مبلغ كبير من اسرائيل لاقامة برنامج احتفالي عن مدينة تل أبيب‏.‏أما السينمائيين العرب وعلي الأخص المصريين فمامول أن يكون لهم اسهاما فعليا في هذه الحملة العالمية‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق