الأربعاء، 16 يونيو 2010

سوناتا لتشرين لـ أسامة أنور عكاشة


في مقدمته لرواية سوناتا لتشرين الصادرة مؤخرا بالقاهرة‏,‏ كتب أسامة أنور عكاشة‏:‏ جرفتني جاذبية الدراما وخطورتها وتميزها بقدرتها الفائقة علي استقطاب أكبر قاعدة بشرية من المتلقين
وحملتني أمواجها الي شواطئ بعيدة‏.‏ لم استطع ان اقاوم التيارات التي حملتني علي ضفافها‏..‏ فانغمست فيها حتي أذني سابحا ومبدعا ومستمتعا‏..‏ لكني لم أستطع أبدا نسيان الحب الأول وظللت متشبثا بالارض التي شهدت فجر موهبتي‏..‏ وحرصت علي بقاء انتمائي الأول لأصولي الروائية والقصصية‏..‏ حيث يمارس الكاتب فيها حريته الكاملة ويتسع أمامه فضاؤها غير المحدود‏..‏ وآليت علي نفسي ان أكتب رواية أو مجموعة قصصية وأقدمها للناس كل عام وجاءت سوناتا لتشرين لتكون رواية هذا العام‏..‏ أقدمها وأنا ارتجف انفعالا وخجلا‏..‏ متسائلا‏:‏ هل يغفر لي قرائي غياباتي وندرة انتاجي؟ أم تراهم يلتمسون لي شيئا من العذر؟ أم سيؤجلون الحكم الي ما بعد تذوق الثمرة؟يستهل الكاتب الكبير الراحل مؤخرا روايته متسائلا علي لسان بطلها الصحفي صلاح كامل لماذا تأتي الأشياء الصحيحة في التوقيت الخطأ؟ ولماذا تتحقق الأمنيات بعد فوات الأوان؟ ففي غمرة يأسه يداعب الأمل جوانحه تقتحم حياته من جديد‏,‏ وبعد عشر سنوات طالبته السابقة في كلية الاعلام‏,‏ التي تصر علي معرفة سر ابتعاده عن الأضواء واستقالته وهو في قمة مجده الصحفي‏,‏ ويدرك كامل ان مطاردة تلميذته له لم تكن سوي من أجل الظفر بسبق صحفي‏.‏وقد لجأ الكاتب الي تقنية المذكرات حتي لا تقع روايته في التقريرية والخطاب المباشر‏,‏ وجاءت علي شكل تسجيل صوتي علي شريطين‏,‏ مع المزاوجة بين زمنين‏..‏ السرد الآني والفلاش باك‏/‏ الاعترافات‏,‏ دون ان ينسي التغزل بفاتنته مدينة الاسكندرية‏,‏ التي اختارها البطل منفي اختياريا له‏.‏لغة الرواية متعددة المستويات‏,‏ ما بين العادية والشاعرية والقريبة من السيناريو التي تقوم علي الخيال البصري‏,‏ وهناك قدرة فنية هائلة علي كسر توقعات القارئ ومفاجآته في كل لحظة بما لا يمكن توقعه من أحداث‏..‏ كما في غالبية أعماله‏,‏ حيث تتشابك خيوط الحب والسياسة والمكائد والأحلام والانكسارات‏,‏ بأسلوب بوليسي مشوق مع عمق الاحساس بأن شخوصه من دم ولحم‏,‏ وليست مجرد كائنات من ورق‏,‏ ابتدعها خيال روائي‏.‏

الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق