الأربعاء، 2 يونيو 2010

مسؤول بـ الأمم المتحدة : الفقر المائى قادم لـ مصر لا محالة








رغم تحذيرات الطبيب لها، تستيقظ تهانى ربيع، من أهالى منطقة كرداسة فى الجيزة، الحامل فى شهرها السادس، فجر كل يوم داعية أن تفتح الصنبور فتتدفق منه المياه، لأن المياه عادة ما تكون منقطعة عن منزلها الواقع على بعد ١٠ كيلومترات من نهر النيل.
قالت تهانى «١٨ سنة»: «الطبيب حذرنى مراراً من خطورة الحركة، وطلب منى أن ألزم الفراش، لكنى أستيقظ فى الخامسة فجر كل يوم، لأنه إذا كانت هناك مياه فى الصنبور، فإنها تنقطع فى السابعة».
ومن «تهانى» إلى جارتها «منى» التى تقول شاكية: «مرت ٤ أيام منذ آخر مرة شربنا فيها من هذا الصنبور، واعتدنا الأمر، رغم أنه لا يمكن وصف ما نعيشه بأنها حياة، نحن ندفع الفواتير، لكن أين هى هذه المياه». تلخص قصتا تهانى ومنى حياة آلاف المصريين الذين يعانون مشكلة شح المياه، فى وقت تخوض فيه الحكومة بداية حرب مياه بين دول حوض النيل.
وحول تلك الأزمة يقول الخبير الجيوسياسى حبيب آية، الباحث فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن واحداً من كل ٤ مواطنين لا يحصل على القدر الكافى له من مياه الشرب، وإن كمية المياه التى تصل إلى المنازل لا تلبى الحد الأدنى من احتياجات السكان،
موضحاً أن مصر ليس أمامها سوى إعادة النظر فى تقسيم مصادر المياه، وقال رئيس البرنامج الإنمائى للمياه التابع للأمم المتحدة، حسنى خورداجى: «المشكلة أن ٨٥٪ من مياهنا تذهب للرى، ومن الصعب إعادة تقسيم حصص المياه المخصصة لكل جهة، نظراً للعائد الاقتصادى».
وأضاف خورداجى: «أنه حتى إذا لم تقتطع الاتفاقية الجديدة حصصاً جديدة من المياه المخصصة لمصر، فإن فقر المياه الآتى حقيقة لا تقبل الجدل، مع نمو عدد السكان بنسبة مليون ونصف المليون نسمة سنوياً».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق