بيان من الوفد إلي الأمة
المصدر : جريدة الوفد
يوم انتخابي آخر يتم إجهاضه.. مثل العديد من الأيام الانتخابية التي سبقته طوال أكثر من نصف قرن، والتي تتحمل مسئوليتها النظم السياسية السابقة، وآخرها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. في الطبعات الصحفية الأولي لكل الصحف المصرية.. ظهر مصطلح »الاكتساح« للاستيلاء علي مقاعد مجلس الشوري، وأصبح دليلاً علي اتجاه الحزب الوطني لانعدام التنافسية.، وحدث ما يعد إهداراً لأبسط قواعد الممارسة الديمقراطية. إننا كنا نتطلع إلي أداء أفضل، والتزام شريف بالقواعد الأخلاقية رغم كل التجارب السابقة، ووضعنا آمالنا في تصريحات رئيس الدولة قبل أيام معدودة، والتي أكد فيها علي نزاهة الانتخابات وشفافيتها، وفوجئنا بالأمس بممارسات الحزب الوطني، الذي حشد الجهازين الحكومي والتنفيذي وراءه. وظهر الإرهاب، والترويع، والتسويد، والصناديق المتحركة خارج اللجان، وانتشار بطاقات الانتخاب بين الأيدي خارج اللجان، وفوجئنا بأن يوم عرس الديمقراطية تحوّل إلي مأتم للديمقراطية بعد أن فقد المعاني المعروفة عن الانتخاب الحقيقي. إن حزب الوفد الذي مارس الديمقراطية كما يجب أن تكون، والذي ضرب المثال.. لن يكون شريكاً في مسرحيات ترتدي عباءة الديمقراطية ولا تؤمن بها، ولن يكون مخادعاً للمصريين الذين عزفوا عن المشاركة بصورة غير مسبوقة فقد أصابهم كما أصابنا خيبة أمل عميقة، خاصة عندما ننظر الي تجارب مجاورة، آخرها في السودان، الذي وصف العالم تجربته بأنها »انتخابات شابها تجاوزات«، ولو وصفنا ما حدث بالأمس.. لن نجد سوي وصف »تجاوزات شابها انتخابات«. إن هذه التجاوزات لن نقف أمامها عاجزين، وسنتخذ كل الخطوات المتاحة لحماية حق أصيل بأن يقول المصريون كلمة حق، وأن تكون هذه الكلمة مسموعة برغم ما يمثله الأمس من مؤشر خطير. إننا ننظر بقلق ومخاوف حقيقية إلي الانتخابات القادمة.. انتخابات مجلس الشعب بكل ما فيها من ضراوة، وشراسة، وتشابك، لكن الحذر لن يمنعنا أو يحجبنا أو يباعد بيننا وبين ما قطعناه عهداً. أن نكون فاعلين ومؤثرين وليس شهود زور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق