الخميس، 3 يونيو 2010

قراصنة المتوسط و الهسبرا الإسرائيلية


مجلس الأمن لن يدين إسرائيل وجرائمها إلا إذا أظهر أوباما نية حقيقية للتغيير من أجل السلام. قد أكون متفائلا هذه المرة وربما أتوقع أن يدين المجلس وينحسر الفيتو الأمريكي الجاهز دائما لحماية جرائم إسرائيل شيئا فشيئا انتصارا للسلام. أوباما يفهم جيدا أن علاقته مع العالم العربي والإسلامي أصبحت أهم من علاقته مع إسرائيل! هل يفعلها؟ قد يبدو البيان الفوري للبيت الأبيض دليلا على ذلك. إذا حدث العكس، فلا أمل لكم في أمريكا خاصة وأن الظلم بين كما كان وأن الاختلاف الوحيد هو وجود رئيس في البيت الأبيض يدعو للتغيير في علاقته مع العالم العربي والإسلامي.وما ارتكبته إسرائيل فجر الاثنين ليس إلا جريمة قتل جديدة بدم بارد مصورة ومسجلة على النت للتاريخ وقد تمر كما مر أبشع منها إلا إذا أظهر أوباما نية حقيقية في التغيير. المجتمع الدولي، خاصة في الغرب، بدأ يشعر بالغثيان شيئا فشيئا من هذه الأفعال المصحوبة بأدلة مسجلة على الانترنت تكشف وجه إسرائيل القبيح. صحيح أن الإعلام الغربي لا يبث هذه الأفلام أو الأخبار بنفس التفاصيل التي نراها في العالم العربي، وبرغم الصياغة الغربية التي تحاول كثيرا الدفاع عن موقف إسرائيل، ولكن دماء الضحايا تتحدث بصوت أعلى.ورغم أن إسرائيل خططت في الظلام بإحكام لجريمتها وقطعت كافة الاتصالات وشوشت عليها لطمس معالم جريمتها ضد "قافلة الحرية" فقد عماها الله عن أجهزة البث الفوري لإحدى قنوات التلفزيون التركي المستقلة التي نقلت على الهواء مباشرة ما جرى لحظة بلحظة ليشاهد العالم الجريمة بأم أعينه ويعرف أن الرواية الإسرائيلية كاذبة كالمعتاد. فيديو الاعتداء على "قافلة الحرية" مسجل الأن للتاريخ على شبكة الانترنت في مواقع عديدة. في الثلاثين من يونيو 2009 ارتكبت إسرائيل جريمة قرصنة مماثلة حين اعتدى الجنود الإسرائيليون في المياه الدولية بالبحر المتوسط على سفينة "روح الإنسانية" و اختطفوا واحدا و عشرين شخصا من طاقمها الممثل لإحدى عشرة دولة وضمنه عضو الكونجرس الأمريكي السابقة سينثيا ماكيني والفائز بجائزة نوبل "ميريد ماجير"، واستولوا على حمولة معونات طبية، وأشجار زيتون ومواد بناء ولعب أطفال كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار الذي كان عمرة عامين أنذاك. لم يتحرك العالم أنذاك. هذه المرة، قافلة الحرية كانت في غاية الذكاء وضعت مسؤولي الدولة العبرية في خانة اليك (في أزمة حقيقية) والصهاينة كانوا بلهاء وخرقاء ولم تترك لها خيارات.إما احتجاز سفن القافلة وإرغامها على الرسو في ميناء أسدود وبالتالي فهم لن يختلفوا بذلك عن قراصنة العالم القديم عالم اللاقانون. وإما اعتراض السفن وإغراقها وبالتالي تظهر إسرائيل بمظهر الدولة الإرهابية التي فقدت صوابها كالكلب المسعور وإما أترك السفن تصل لغزة وبهذا تنجح القافلة في اختراق الحصار المفروض على الفلسطينيين في غزة منذ ثلاث سنوات! جيش إسرائيل على النت:مؤيدو إسرائيل على الانترنت مازالوا يراقبون المواقع الإخبارية الأكثر نفوذا في الغرب بأمر من وزارة الخارجية الإسرائيلية والاستخبارات ويغرقونها بالتعليقات المدافعة عن إسرائيل ويستخدمون أسماء غير إسرائيلية بل وبعضها أسماء عربية، تماما مثلما يفعلون في تعليقاتهم المعادية للإسلام والتي تحمل أسماء إسلامية، للتشويش وكسب مصداقية للموقف الإسرائيلي!هذه البروباجندا الدعائية تسميها الخارجية الإسرائيلية واستخباراتها "هسبرا" أي "دبلوماسية عامة" بالعبري، وهي جزء من القوة الناعمة في عصر الانترنت - ولكنها في الواقع دعاية قبيحة ولي للحقائق بهدف كسب القلوب والعقول لصالح الدولة العبرية! هذا ما فعلته إسرائيلي عندما لاحظت أنها تخسر حملة العلاقات العامة إبان الحرب على غزة في ديسكبر 2008 بسبب مقاطع الفيديو التي أظهرت أشلاء أطفال الفلسطينيين التي مزقتها صواريخ الاحتلال الاسرائيلي.غزة الأن تشبه معسكر الاعتقال النازي "أوشفيتز" يحتجز فيها مليون ونصف مليون فلسطيني تسيطر إسرائيلي على حياتهم! أين قلب المجتمع الدولي الذي يرفع شعار حقوق الإنسان؟ أليس في قلوبهم رحمة؟ كيف عمت عيون العالم عن أبشع جريمة في القرن الواحد وعشرين: جريمة الاحتلال؟

ضياء بخيت - ايجيبتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق