الاثنين، 14 يونيو 2010

القاعدة تفرض ضرائب على المخدرات في صحراء بلاد المغرب


مقابل ضمانات وصولها إلى أوروبا
يعرض تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي حمايته على العصابات التي تهرب المخدرات عبر الصحراء .واكدت مصادر متطابقة في موريتانيا واوروبا والولايات المتحدة ان مقاتلي تنظيم القاعدة يضمنون عبور قوافل الكوكايين والهيروين المتوجهة الى اوروبا ويجبون عليها الضرائب.لكن هذه المصادر تضيف انهم لا يزالون حتى الان مجرد مقدمي خدمات تجذبهم ما تدره هذه التجارة من ارباح.وشارك مقاتلو تنظيم القاعدة منذ نحو 15 سنة في منطقة تقع بين اقصى جنوب الجزائر وشمال مالي وشرق موريتانيا في كل نشاطات التهريب لاسيما السجائر.
وفتح لهم تهريب المخدرات لاسيما الكوكايين القادم من امريكا الجنوبية آفاق ارباح طائلة لكنه طرح عليهم معضلة.
واوضح قاض متخصص في الملف رفض كشف هويته في نواكشوط "انهم في الواقع منقسمون بشأن المخدرات".واضاف القاضي "هناك من يعتبر ان المخدرات حرام ولا يتعاطونها وهناك من يحمون مهربيها ويحرسون قوافلهم ويتقاضون ضريبة مقابل حمايتهم لاسيما انها مخصصة لتسميم الشباب الغربي".وافادت وكالة الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة انه يتم كل سنة تصدير ما بين 50 الى 60 طنا من الكوكايين القادم من امريكا الجنوبية وما بين 30 الى 35 طن من الهيروين الافغاني القادم من شرق افريقيا الى اوروبا مرورا بغرب افريقيا والساحل والصحراء.وفي فبراير/شباط ضبط الجيش الموريتاني في شمال البلاد قافلة مخدرات كان يحرسها مسلحون واكد مصدر عسكري موريتاني ان "ذلك يدل على تواطؤ مع المهربين".واعتبر دبلوماسي غربي في نواكشوط ان "هناك نقاط تواصل ونوع من التنسيق" بين القبائل ومجموعات المتمردين والمهربين والعصابات والارهابيين الذين ينشطون تقريبا بكل حرية في تلك المناطق.الا انه اعتبر ان عناصر القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المتورطين في تهريب المخدرات يمارسون ذلك "بشكل فردي" مؤكدا ان "بعضهم من عناصر القاعدة وينتمون في الوقت نفسه الى شبكات اجرامية".ويقول الجنرال الامريكي مايكل براون قائد عمليات مكافحة المخدرات سابقا ان "الكرتالات الكولوبية اقامت علاقات اعمال مع القاعدة" مؤكدا "انها تسلك طرق تهريب المخدرات التي يستعلمها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب منذ زمن طويل لعبور شمال افريقيا في اتجاه اوروبا".وتابع ان "الكولومبيين ماهرين جدا في هذا المجال" مؤكدا "انهم يقيمون نفس العلاقات التي اقاموها مع العصابات المكسيكية قبل 25 سنة، عندما توصلنا تقريبا الى اغلاق الطريق نحو الكاريبي في وجههم.وانهم كانوا يعلمون ان المكسيكيين لديهم وسائل لدخول الولايات المتحدة منذ قرن... واذا لم تتخذ تدابير للحؤول دون ذلك فاننا سنشهد قريبا في افريقيا ما يجري في المكسيك".
وفضلا عن تمويل الارهاب يثير النفوذ الذي تمنحه المخدرات ولاسيما الكوكايين في بلدان الساحل الفقيرة قلق الخبراء.واعتبر باحث في باريس متخصص في المنطقة طلب عدم كشف هويته ان "عمليات التهريب تعود الى قوافل الملح والى زمن غابر".
لكنه اضاف "بالكوكايين تتغير المقاييس لان الاموال التي تدرها، طائلة وبامكانها التسبب في الفساد وعلى غرار ما يجري في بعض دول افريقيا السوداء، ومن المؤكد ان بعض الدول في المنطقة بدا ينخرها الفساد في مستويات عالية جدا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق