الاثنين، 12 أبريل 2010

اتهامات "لرغبات ذاك الخريف" بأنه تطاول على الدين و الجنس و السياسة


الروائية ليلى الاطرش وصفته بالعمل الجميل
اتهمت رواية ليلى الأطرش الجديدة " رغبات..ذاك الخريف" بأنها انتهكت المحرمات التقليدية الثلاثة في عالمنا، فتحدثت عن الدين والجنس والسياسة.
وتبدو الرواية للقارىء نسيجا من الشعر والصور ومن الأحداث اليومية والتاريخية والجغرافيا واأحلام والخيبات. وهي، خاصة في القسم الأول منها، نسيج ذو جاذبية قد لا يمكنك التخلص منها إذا أردت..وإنك على الأرجح لن تريد.
وقراءة هذا النسيج الذي قد يكون مذهلا أحيانا كثيرة تستحضر إلى الذهن صورة عما يطلق عليه تعبير "المسح الجوي"، فهو سريع في تنقله لكنه يلتقط كل الأشياء أو جلها ويقدمها لك باختصار، لكنك تستطيع أن تقرأ فيها الواقع، فهي تنطوي عليه.
ولم تتناول ليلى الأطرش في روايتها هذه، كما في أعمال سابقة لها، موضوعات هذه المحرمات لإاثارة جنسية رخيصة أو لانتهاك محظورات دينية أو حتى سياسية من أجل إثبات الذات أو لفت الانتباه إليها فهي دون شك ليست بحاجة إلى ذلك وبعيدة جدا عنه..انها كاتبة هادفة ملتزمة حق الإسان وكرامته، وهي تسلط الضوء على سلبيات اجتماعية وأنانيات وأنواع من التحكم الظالم، مما يسعى دون حق إلى التستر بالدين. وهي في ذلك ربما بدت للقارىء مدافعة عن الأوامر والنواهي الدينية الأصيلة لا منتهكة لها.
ومما يتميز به هذا المسح الذي تجريه ليلى الأطرش، بالإضافة إلى كل ما ذكر، أنه أيضا "مسح داخلي" نفسي يسجل المشاعر والأفكار ويرسم الشخصيات.
رواية ليلى الاطرش -الكاتبة الأردنية الفلسطينية ورئيسة فرع الأردن فى "منظمة القلم العالمية"- جاءت في 322 صفحة متوسطة القطع، وقد نشرتها وزارة الثقافة في العاصمة الأردنية عمان. لوحة الغلاف كانت للفنانة ناتاشا دحدلة.
وأبلغت ليلى الاطرش وكالة رويترز، في لقاء في بيروت خلال مارس الماضى وفي بيان بعثت به اليها لاحقا، عن الضجة التي أثيرت حول روايتها الفائزة بمنحة "التفرغ الإبداعي" لعام 2009 من وزارة الثقافة الأاردنية "مما يعني امتلاك الوزارة للملكية الفكرية لهذا النص."
وقالت في البيان: "لقد تعرضت الرواية لسابقة لم يعرفها الوسط الثقافي الأردني حين أوقف طباعتها مدرس ثانوي أوكلت له الوزارة إخراج جميع كتبها رغم انه موظف حكومي، فأخرجها بشكل سيء، مما أوجب تدخل المؤلفة، فالتقط بعض كلمات في صفحاتها فتقدم بشكوى ضد الرواية للوزير، متهما النص بالتطاول على الدين والكتابة في السياسة وتناول مسائل جنسية محرمة.فأوقفت الوزارة طباعتها ثم طعنت في قرار اللجنة العليا للتفرغ التي أجازتها واتهمتها بأنها لم تقرأ النص، وهي تضم رؤساء جامعات ونقادا كبارا. ثم طلبت من اللجنة إعادة القراءة وتغيير تقريرها فرفضت اللجنة ذلك." ورفضت ليلى الأطرش تغيير كلمة. وطالبت الوزارة بإعادة الملكية الفكرية إليها متهمة إياها بمخالفة شروط العقد مع الكاتبة.
وتم التوصل إلى نهاية "سعيدة" نسبيا، اإذ "رضخت الوزارة وقررت طباعتها بعد أن اشترطت على اللجنإقناع المؤلفة بحذف "آية قرآنية كان يتذرع بها أحد أشخاص الرواية "السيئين" لكن "مع إبقاء ما يشير إليها." وحملت الرواية ما يلي: "يتحمل المؤلف كامل المسئولية القانونية عن محتوى مصنفه ولا يعبر هذا المصنف عن رأي دائرة المكتبة الوطنية أو أي جهة حكومية أخرى."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق