أثار قرار أسامه الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون تخصيص 300 مليون جنيه لدخول التليفزيون شريكا رئيسيا فى إنتاج الأعمال الدرامية ردود أفعال متباينة، ففيما رحب به المنتجون باعتباره خطوة مهمة لإثراء حركة الإنتاج الدرامى وتحريره من سيطرة رأس المال الخليجى، أعرب أصحاب القنوات الفضائية الخاصة عن مخاوفهم من احتكار التليفزيون لعرض المسلسلات أو فرض شروطه فى بيع حقوق العرض فى أفضل الأحوال، محذرين من «فتنة» بين التليفزيون الحكومى والقنوات الخاصة. المنتجون أكثر الأطراف المستفيدة من قرار أسامة الشيخ حيث أعربوا عن سعادتهم بالخطوة باعتبارها «قبلة الحياة» للإنتاج الدرامى» بعد أن عانوا طويلا من أزمة السيولة التى أطاحت ببعض الأعمال من قبل. ويرى المنتج إبراهيم أبو ذكرى، رئيس اتحاد المنتجين العرب، أن القرار تأخر كثيرا وكان من المفترض اتخاذه منذ فترة خاصة وأن الهدف منه هو تدعيم المسلسلات المصرية بعيدا عن التمويل الخليجى وأن يكون إنتاجنا مصريا خالصا ويحسب للتليفزيون المصرى. وأوضح أن أنس الفقى وزير الإعلام كان قد مهد لتلك الخطوة العام الماضى حينما ضخ 180 مليون جنيه فى سوق الدراما وحرر الدراما المصرية من تحكم القنوات العربية لينقذ المنتجين من كارثة محققة كادت «تخرب بيوتهم» . وأضاف: أتصور أن تلك الخطوة من شأنها أن تأخذ منحنى جديدا فعندما تتبنى الدولة هذا الاتجاه فعليا ستتحقق الاستفادة الكبيرة من الكوادر المصرية بدلا من الاستعانة بأنصاف الموهوبين من الدول العربية توفيرا فى النفقات فى الإخراج والتمثيل كما أنها فرصة حقيقية لاكتشاف موهوبين وصناعة جيل جديد من النجوم بدلا من هؤلاء الخمسة المبشرين بالإعلانات الذين أصبحوا مقررين علينا كل عام. وفيما يخص مسألة التسويق قال أبوذكرى: لا أتصور أن يكون الهدف من وراء قرار الشيخ احتكار السوق الإنتاجية لأن هذا ليس فى صالحه بكل تأكيد، ولكن أتوقع أنه يريد تغذية الـ 12شهرا بأعمال جديدة بدلا من حصر عرض الأعمال الجديدة فى رمضان فقط. وأبدى المنتج هشام شعبان سعادته الكبيرة بهذا القرار، وقال: أنا وغيرى من المنتجين خاصة الذين ينتجون أكثر من عمل فى العام الواحد سعداء بهذا القرار لأننا سنحظى بمساندة جهة قوية مثل التليفزيون المصرى، وهذا أمر مهم للغاية وسوف ننتج ونحن نشعر براحة نفسيه لأن هناك جهة تؤمننا ماديا وتوفر لنا الإمكانيات التى كان يصعب على المنتج الفرد أن يتحملها. وقلل شعبان من شأن المخاوف التى أبداها البعض فيما يتعلق بالتسويق، وقال: لا أحد يستطيع أن ينكر حق أسامه الشيخ فى سعيه للمنافسة بقوة وسط سوق لا ترحم والمبلغ الذى ضخه فى سوق الإنتاج الدرامى يمنحه الحق فى أن يحتفظ بالعرض الحصرى على قنواته فهى محاولة جادة لإعادة المشاهد المصرى لتليفزيون بلده الذى نجح فيها الشيخ منذ أن تولى رئاسة القنوات المتخصصة. وتساءل شعبان: ما المانع أن يسعى الشيخ، وهو مسئول عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أن يضمن تأمين نفسه وأن يحقق السبق والانفراد بعرض دراما متميزة على قنواته إلى جانب أنه من غير المعقول أن يعرض رئيس الاتحاد كل الإنتاج الدرامى حصريا على شاشات التليفزيون المصرى دون منح القنوات الأخرى سواء عربية أو مصرية فرصة العرض. وفى المقابل تبقى القنوات الفضائية الخاصة هى الطرف الأكثر تضررا من خطوة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حتى إن المسئولين عنها لم يخفوا غضبهم من القرار، محذرين من أن القرار قد يؤدى إلى أزمة حقيقية فى تلك القنوات ستظهر بوضوح خلال شهر رمضان. وفى هذا السياق دعا الدكتور محمد خضر مدير قناة «دريم» لتأسيس اتحاد يجمع القنوات الخاصة للتعامل مع مثل هذه المشكلات بموقف موحد، خاصة أن ما يحدث هو بداية لمشكلات أخرى قادمة، مشيرا إلى أن الأزمة لا تتعلق بالمنتج الدرامى فقط، فهناك مشكلة أخرى تتعلق بالمنتج الرياضى مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى بدأ يفرض شروطه. ورغم اعتراف وحيد حلمى المتحدث باسم قنوات مودرن بأن الدراما ليست من أولويات القناة فإنه لا يستبعد مواجهة مشكلة كبيرة على المدى البعيد، وقال إن الجميع يعلم أن هذا القرار يهدف بالأساس إلى تحصيل العائد الإعلانى فى شهر رمضان خاصة أن هذا الشهر يحظى بالنسبة الأكبر من الإعلانات التى تقدر بـ31%من إجمالى الإعلانات طوال العام. وأوضح حلمى أن لكل فعل رد فعل وبالتالى فالحل سيكون فى تحالف القنوات المتضررة مع القنوات العربية فى تمويل عدد من الأعمال الدرامية لإنقاذ نفسها من مشكلة حقيقية كمحاولة أخيرة لكسر احتكار الشيخ، مضيفا: أغلب الظن أن هذه المحاولة ستجد صدى لدى القنوات العربية التى ستتضرر بدورها من سياسة الاحتكار الدرامى الذى يطبقه رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون. أما معتز صلاح الدين المستشار الإعلامى لقنوات الحياة فأعرب عن غضبه الشديد من القرار، وقال: إذا كان الشيخ يفكر بهذه الطريقة فهو الخاسر لا محالة لأنه سيكون فى هذه اللحظة «منتجا» والمنتج يسعى لتسويق منتجه وبيعه لأكثر من جهة وأتصور أن فكرة احتكاره لهذا المنتج وعدم بيعه للقنوات الخاصة ستعرضه لخسائر ضخمة. وتابع أن خبرة قناة الحياة، التى سبق أن خاضت تجربة الإنتاج الدرامى أيضا، تؤكد أن المنتج الدرامى لم يعد يحقق هذا الهدف المادى خاصة أن الاعمال الدراميه تعاد باستمرار وفى أوقات مختلفة وقد تعرض الحلقة الواحدة على مدار اليوم من 3 إلى 4 مرات.
الشروق - إيناس عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق