أكد كارلوس كوليهو دا سيلفا، مخرج وبطل فيلم «إميليا» إنتاج 2008، ومدته 127 دقيقة، خلال الندوة التى عقدت بعد عرض الفيلم أن اختياره لتقديم قصة حياة ملكة موسيقى الفادو البرتغالية «إميليا رودرجز» فى فيلم سينمائى، يعتبر شرف وفخر كبير له، لأن «إميليا» هى أشهر وأقوى مطربة برتغالية خلال القرن الماضى، مشيرا إلى أنه رغم شهرتها الكبيرة إلا أن حياتها لم تكن معروفة لجمهورها الذى يعشقها، وذلك لأنها كانت تخفى حياتها الخاصة، ولا يعرف أسرارها سوى المقربين منها فقط
وأضاف: الفيلم ليس مأخوذا عن سيرتها الذاتية، ولا من خلال مذكرات كتبتها بنفسها، ولكنه جاء نتيجة قراءتى لمجموعة من حواراتها الصحفية والتلفزيونية التى أجرتها خلال مشوارها الفنى، وفى آخر أيام حياتها قبل أن تتوفى। وأكد أن صعوبة الفيلم كانت فى دمج حياتها الفنية مع حياتها الخاصة، وكما توقعت، فإن المشاهدين اختلفوا على الفيلم فهناك من أحبه كثيرا وهناك من كرهه بشدة، ومن لم يعجبه الفيلم كان لأننى لم أتناول حياتها بشكل مستفيض، موضحا أن البرتغاليين يعتقدون أنها كانت عشيقة الرئيس، والبعض كان يتهمها بأنها فاشية، رغم أنها كانت تؤكد فى كل أعمالها أنها بعيدة كل البعد عن السياسة। وأشار إلى أنه لجأ إلى أختها «سيليست» ليعرف منها الكثير عنها، وعرض عليها معالجة الفيلم والكتابة الأولية له، إلا أنها لم تتعاون معنا على الإطلاق، فلجأت إلى أصدقاء موسيقيين كانوا مقربين منها وأكدوا لى صحة معلوماتى التى استقيتها من ملفها الإعلامى، ولكن شقيقة إميليا لم تهدأ وتقدمت ضد الفيلم بدعوى قضائية تطالب بعدم عرضه، مؤكدة أن المعلومات الموجودة بالفيلم غير حقيقية ومزورة، وادعت أننا قدمناها بفجاجة شديدة، رغم أننى التزمت بما قالته بنفسها للإعلام॥ لكن لم يستمع القضاء لادعاءاتها وجاء الحكم لصالح الفيلم فى هذه القضية। وأكد كارلوس كوليهو أن هذا الفيلم يعتبر من أهم أفلام السينما البرتغالية لأنه أول فيلم يقدم عن حياة «إميليا» معشوقة الملايين، كما أنه أول فيلم يتناول سيرة ذاتية لأحد مشاهير البرتغال. وعما إذا كانت الأغنيات التى قدمت بالفيلم بصوت «إميليا» الحقيقى، أو بصوت مطربة أخرى، قال إنهم استعانوا بالأسطوانات الأصلية لـ«إميليا»، ولكن كانت هناك بعض الأغنيات كانت غير متوافرة فاستعنا بمطربتين تعلمتا خصيصا غناء «الفادو»، مؤكدا أن الجمهور البرتغالى لم يفرق بين صوت المطربتن وصوت إميليا، من كثرة تقمصهما وتقليدهما لصوتها الذى تدربتا عليه كثيرا. فيلم «إميليا» يروى قصة حياة المطربة البرتغالية الشهيرة «إميليا رودرجز»، معشوقة الملايين، والتى تطاردها حسرتها على أختها، ويغلف حياتها خليط من الحب، والحزن، والتوتر السياسى، فقد نشأت فقيرة، وحققت شهرة عالمية لموسيقى الفادو. وقد رصدت البرتغال لهذا الفيلم أكبر ميزانية عبر تاريخها السينمائى، لأنه يسرد حياة أسطورة البرتغال، التى أصبحت ظاهرة عبر العالم كله رغم الحزن والوحدة التى كانت تسيطر عليها طوال حياتها. وأشار مخرج الفيلم فى نهاية حديثه إلى أن البرتغال هذه الأيام تحتفل بذكرى رحيلها التى مر عليها 10 سنوات، وتم تعليق صورها فى كل الشوارع والميادين، كما أن التليفزيونات والإذاعات والصحف ليس لها أى حديث إلا عن «إميليا».
الشروق - أحمد فاروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق