اشحن البطارية يا باشا وخد التليفون معاك الحمّام
فى الصورة أحمد زكى وعمر الحريرى فى فيلم معالى الوزير
بدأ موسم التعديلات الوزارية.. كل تعديل وانتم طيبين، الشائعات زى عرايس المولد مزهزهة والتكهنات زى الأحصنة الحلاوة منها الأبيض ومنها الملون بألوان غير صحية، والتحليلات عميقة المغزى والمعنى تمتد وتتوغل من الوزراء إلى المحافظين، والشعار المرفوع، لا صوت يعلو فوق صوت التعديل.قديما، يعنى قبل اختراع المحمول، كان الباشا من دول يجلس على كرسى الصالون بجوار ترابيزة التليفون المدهب بالبيجامة والروب الساتان المشجر، منتظرا، يتحرك يتمشى فى الصالة مثل المفكر المزنوق فى مصطلح ثم يجلس مرة أخرى، ويا ويله اللى يحاول يشغل التليفون، أو يا بخته الأسود اللى يتصل من المعارف والأقارب.. أيوه عايز إيه.. بعدين بعدين.. أمال.. الباشا مستنى المكالمة إياها المختومة بالجملة الشهيرة: بكرة الساعة 7 صباحا علشان تحلف اليمين.حديثا، أى بعد اختراع الموبايل، الوضع لم يختلف كثيرا إلا على مستوى الجغرافيا المنزلية، المشتاق من دول سواء كان من القيادات الأمنية السابقة أو مستشارى الوزارات أو أساتذة الجامعات المسنودين، يقضون معظم أوقاتهم وهم يتأملون شاشة الموبايل، متوزعين بين الأمل والتمنى.. هيرن.. مش هيرن.. هيرن.. مش هيرن ..ولو رن التليفون برقم غريب أو قريب..
كنسل على طول إحنا مش فاضيين دلوقتى.. مفيش مانع تليفون للدكتور مجدى راضى نفكره بأنفسنا.. إزاى معاليك يا معالى الباشا نحن هنا، وعندنا مشاريع كتير وطموحات أكبر لخدمة البلد.. البلد محتاجة المخلصين بجد اللى عايزين يخدموها بضمير.الإفيه اللى ماشى فى موسم التعديلات الوزارية طريف ولاذع فى نفس الوقت.. مشتاق بيقول لمشتاق: اشحن البطارية يا باشا وخد الموبايل الحمام .. ممكن يتصلوا فى أى وقت وانت متردش تضيع الفرصة.. ومفيش مانع من تسريب الاسم للأصدقاء فى الجرايد بتاعتنا.. الحضور مهم والاسم لما يبقى تحت العين ممكن جهة من الجهات اللى بتقدم الترشيحات تلقطه.. الحركة مطلوبة يا باشا.
اليوم السابع - كريم عبد السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق