رأى دبلوماسيون وسفراء عرب وأفارقة ان منتدى التعاون الصيني الأفريقي، المقرر عقد مؤتمره الوزاري الرابع غدا يومي 8 و 9 نوفمبر الجاري في منتجع شرم الشيخ المصري،"مبادرة صينية" تشير الى "الرغبة الأكيدة" لدى بكين في مساعدة الدول الأفريقية، وشددوا على أهمية المؤتمر المقبل في تحقيق المزيد من توطيد العلاقات.
وقال الممثل الشخصي للرئيس المصري حسني مبارك في أفريقيا رئيس الجمعية الأفريقية السفير أحمد حجاج، إن منتدى التعاون الصيني الافريقي جاء ب"مبادرة صينية" تؤكد رغبة بكين الأكيدة في مساعدة الدول الأفريقية في التغلب على مشاكلها وقضاياها، خاصة الاقتصادية، وتحقيق معدلات نمو أكبر تكون عوضا لهذه الدول عما تعرضت له من فترات استعمار غربي استنزفت ثرواتها وخيراتها.
وتابع حجاج أن العلاقات بين الصين وأفريقيا تشهد تناميا مضطردا، مدللا على ذلك بالاستثمارات الصينية المتزايدة في القارة السمراء، التي تصب في مصلحة مختلف الأطراف، الى جانب ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الجانبين، بشكل أصبحت معه بكين شريكا اقتصاديا هاما للقارة الأفريقية.وأكد المسؤول المصري أهمية اللقاءات التي تجمع بين أفريقيا والصين على مختلف المستويات والأصعدة نظرا للتأثير الايجابي لمثل هذه اللقاءات على التعاون المشترك.ويعد منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك)، الذي تأسس بمبادرة صينية، الإطار الرئيسي للتشاور والحوار بين الصين والقارة الأفريقية،ويضم في عضويته الصين و 49 دولة افريقية، حيث تغيب عن هذا التجمع دول بوركينا فاسو، وجامبيا، وساوتومى وبرنسيب، وسوازيلاند.ويعقد المنتدى كل ثلاث سنوات بالتناوب بين بكين والدول الافريقية،على أن يسبق مؤتمره اجتماع تحضيري لكبار المسئولين، وعقد مؤتمره الوزاري الأول في بكين عام 2000. من جانبه، قال سفير الجزائر بالقاهرة السفير عبد القادر حجار، إن منتدى تعاون الصين وأفريقيا يأتي لتحقيق المزيد من تعظيم وتوطيد العلاقات الأفريقية الصينية، مشددا على عمق العلاقات بين الجانبين على المستويات الاقتصادية والثقافية والسياسية.وتابع حجار أن الدول الأفريقية تتطلع إلى المنتدى بمزيد من التفاؤل والترقب لما يمكن أن يسفر عنه من نتائج ملموسة على أرض الواقع تصب في النهاية في صالح المواطن العادي، مؤكدا اهتمام بلاده "البالغ" بهذا المنتدى المهم. وشدد حجار على حرص الدول الأفريقية على تحقيق المزيد من التعاون مع الصين لما في ذلك من تحقيق المصالح الوطنية لها، وتدعيم لمواقفها في قضاياها السياسية المختلفة، وتأكيد على امكانية تحقيق التعاون والتبادل بين دول الجنوب الجنوب، الذي تنادي به دول الجنوب منذ فترة طويلة.ومن المقرر ان يرأس الممثل الشخصي للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة الوزير عبد العزيز بلخادم وفد بلاده الى الاجتماعات، بحسب حجاج.بدوره، قال سفير جيبوتي لدى القاهرة السفير موسى محمد أحمد، إن منتدى التعاون الصيني الأفريقي "طرح ثماره"، موضحا ان ذلك بدا جليا في توسع وتعمق العلاقات الاقتصادية ودخول رجال الأعمال والشركات الصينية إلى إفريقيا. واضاف أن العلاقات الصينية الأفريقية ليست وليدة اليوم، وانما تعود لسنوات طويلة مضت، مشيرا الى انها قطعت شوطا كبيرا نحو التعاون المتبادل المثمر الذي يصب في مصلحة الجانبين.وتابع أن المؤتمر الوزاري الرابع وما يسبقه من اجتماعات لكبار المسئولين ورجال الأعمال في الصين والدول الأفريقية من شأنه أن يسهم في المزيد من توثيق العلاقات بين دول القارة السمراء وبكين باعتبار ذلك هدفا استراتيجيا للطرفين. واكد أحمد أنه يمكن الاستفادة من هذه العلاقات بتوسيع منتدى رجال الأعمال الصيني الأفريقي، ووضع استراتيجية محددة لتعميق العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين الطرفين.وأشار السفير الجيبوتي إلى أن وزير التعاون الدولي أحمد على سيلاي سيرأس وفد بلاده إلى المنتدى.وكان دبلوماسيون عرب قد اعتبروا مؤخرا منتدى التعاون الصيني-الافريقي فرصة كبيرة لتحقيق منافع متبادلة وزيادة التعاون الاقتصادي بين الطرفين. واشادوا بالتواجد الصيني فى افريقيا، وطالبوا بكين بمزيد من هذا التواجد المرحب به من قبل القارة السمراء، لاسيما ان سياسة بكين نحو افريقيا "صادقة وواضحة وتفيد الكثير من البلدان الافريقية".ومن المقرر ان يفتتح الرئيس المصري حسنى مبارك اجتماعات المؤتمر الوزارى الرابع للمنتدى فى منتجع شرم الشيخ فى الثامن من نوفمبر الجاري، بمشاركة 49 دولة إفريقية والصين، وبحضور رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق