بدأت قنوات شبكة راديو وتليفزيون العرب (art) تصنيف الأفلام التى تعرضها وفقا للشرائح العمرية، وبدأت بفيلم «عمارة يعقوبيان» الذى وضعت عليه «كاشة» تظهر طوال فترة عرضه مكتوبا عليها «للكبار فقط»، وكذلك فيلم «الملائكة لا تسكن الأرض»، كما وضعت على تترات بداية بعض الأفلام كاشة أخرى مكتوبًا عليها «فوق ١٢ سنة» ومنها فيلم «زوج تحت الطلب» و«شمس الزناتى» و«كابوريا» و«الهروب».
يقول الدكتور يحيى بسيونى، مسؤول الرقابة والمتابعة فى تليفزيون (art): لدينا لائحة تشتمل على هذا التصنيف وجميع المحظورات الرقابية، وهى تهدف لحماية المجتمعات العربية بوجه عام، وحماية النشء بوجه خاص، لكننا اخترنا أن ننفذها بشكل تدريجى، وكنا نقوم بعمل بعض الحذوفات لمشاهد الرقص أو العنف غير المبرر أو مشاهد المخدرات الموجودة فى خيوط درامية ثانوية بأى فيلم وليس لها مبرر درامى، وبدأنا مؤخرًا وضع تلك الكاشة على بعض الأفلام بحيث يكون ذلك مرشدًا لأولياء الأمور فى المنازل العربية حفاظًا منا على تماسك الأسرة وقيم المجتمع.
وتحدث بسيونى عن التصنيفات العمرية التى بدأ عملها بالأفلام فقال: هناك مشاهد لا ينبغى ان يراها النشء تحت سن ١٢ سنة، ولهذا اخترنا أن نكتب على تلك الأفلام «فوق ١٢ سنة» لان هذه السن فى مرحلة من النمو البدنى والعاطفى يحتاج لرعاية تربوية، ونحن كأجهزة إعلام يجب ان نكون شركاء فى تلك العملية، لأن ظروف الحياة تجعل الاب واحيانا الام منشغلين لفترات طويلة بوظائفهما واعمالهما خارج المنزل وبعيدا عن الاولاد،
ثم ان مسألة تصنيف الافلام عمريا تعد مطلبا للسينمائيين انفسهم، وهم يفضلون هذا عن الحذف الذى قد يبتر مشهداً له دلالة درامية اذا كان الرقيب ليس لديه وعيا كافيا بصناعة السينما، وبالاضافة لكل ما سبق فإن مسألة التصنيف طبقا للشرائح العمرية موجود فى اوروبا وامريكا ودول كثيرة حول العالم، ويهدف فى النهاية لتنظيم عملية عرض الافلام.
واشار بسيونى الى ان شبكة (art) لديها رقابة قبل الانتاج،حين تشارك فى انتاج بعض الافلام، ورقابة اخرى قبل العرض، مؤكدا انه كرقيب اصبح اكثر تحررا مما كان عليه قبل ١٠ سنوات، وانه لا يحذف اى مشهد له ضرورة درامية وقال: حين يذهب البطل والبطلة الى غرفة النوم ويد كل منهما على كتف الاخر، بالتأكيد سيتوقع المشاهد ما سيحدث داخل الغرفة، وبالتالى فليس هناك اى مبرر لتصوير القبلات بالداخل طالما ان المعنى وصل للمشاهد، وعلى هذا الأساس نمارس رقابتنا على الأعمال.
وعن الافلام التى تعرضها art وتكتب قبل بدايتها «فوق ١٢ سنة» قال بسيونى: وضعنا تلك الكاشة على كل الأفلام التى يتخللها عنف زائد مثل «شمس الزناتى» و«الهروب» و«جزيرة الشيطان» وكذلك الأعمال التى بها بعض العلاقات غير الشرعية ولكنها لا تحتوى على مشاهد جنسية، خاصة إذا كانت تلك العلاقات هى التى تلعب دورًا رئيسيًا فى تطور الأحداث،
ومنها مثلا فيلم «كابوريا»، والجملة نفسها نكتبها على الأعمال التى تحتوى على تمرد على الأعراف الاجتماعية، لكنها لا تتجاوز إلى حد السخرية، ومنها مثلاً فيلم «زوج تحت الطلب»، وكذلك الأعمال التى تدعو إلى العنف مثل أفلام «عنبر الموت» و«كتيبة الإعدام»،
وهناك أفلام نعرضها وطوال مدة عرضها يشاهد المتفرج جملة «للكبار فقط» مكتوبة على كاشة، وذلك بسبب مناقشتها قضايا دينية وسياسية واجتماعية بطريقة تناول لا تناسب مستوى فهم الأطفال والشباب دون ١٨ عاما، وبالمنطق نفسه نتعامل مع كل الأفلام التى تتناول المخدرات والجنس كمحاور لأحداثها، وتناقشها بشكل أخلاقى، ومنها أفلام «فرحان ملازم آدم» و«عفاريت الأسفلت»، وكذلك الأعمال التى يكون العنف محور أساسى فيها، مثل «مسجل خطر» و«الهلفوت»، وكل هذه الأفلام نضع عليها عبارة «للكبار فقط» قبل بدايتها وفى الإعادات كما تظهر تلك العبارة طوال مدة عرضها.
وذكر بسيونى أن هناك أفلام ترفض art عرضها تماما لاعتبارات مختلفة، منها أن كانت تبنى أحداثها على الانحرافات الأخلاقية مثل «سمكة وأربع قروش»، وكذلك أفلام المقاولات التى تثير الغرائز مثل «الصعلوك والهانم» و«كيد العوالم» و«خميس يغزو القاهرة»، والأعمال التى تبيح الممارسات الجنسية مثل «اغبى طفل فى العالم».
علق على أبوشادى الرئيس السابق للرقابة على المصنفات الفنية على تصنيفات art قائلاً: أعتبرها مبادرة طيبة جدًا وأتمنى أن تنتقل للسينما فى دور العرض، لكن طبعًا لن تكون بنفس درجة الالتزام الأخلاقى المتبعة فى art لأنها قنوات لها مبادئها ومعاييرها وحدودها الأخلاقية ولن نستطيع كسينمائيين أن نناقشهم فيها، فهم أحرار، لكن الفكرة فى حد ذاتها جيدة ومتبعة فى تليفزيونات أوروبا، وقد اتبعها من قبل تليفزيون الأوربت وقنوات شو تايم، ولكن لم تكن كاشة تظهر للمشاهد طوال الوقت كما فعلت art، وإنما كانت عبارة تكتب قبل بداية الفيلم، وأعتقد أن كتابتها طوال أحداث الفيلم سيكون أفضل.
وقال ممدوح الليثى نقيب السينمائيين: هذا نوع من التنظيم يعكس الالتزام الأخلاقى لصاحب الشبكة، ونحن كسينمائيين نعرف أن art تلتزم بمبادئ تربوية تجاه الأسر العربية، وطالما أنهم لا يبترون الأعمال السينمائية بشكل يخل بالسياق الدرامى لها فلا توجد مشكلة، ومرحبا بهذا الإجراء كنوع من التنظيم وأن كنت أرى أن ذلك تأخر بدرجة ما وأتمنى أن تتحلى كل الأجهزة الرقابية بتلك الفضيلة ويصنفوا الأفلام طبقًا لشرائح عمرية كما هو متبع فى تليفزيونات الدول المتقدمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق