الجمعة، 6 نوفمبر 2009

تاريخ هجرة الشراكسة يرويها فيلم أردني عن حب شاب و فتاة


تسعى قصة حب بين شاب شركسي وفتاة بدوية الى تسليط الضوء على تاريخ هجرة الشراكسة الى الاردن، وقصة الحب الخيالية التي تحمل اسم "الشراكسة" يجري تصويرها في فيلم بمدينة جرش الرومانية القديمة في الاردن وتتناول صراع الشراكسة المهاجرين في مطلع القرن العشرين من أجل التكيف مع حياتهم في بيئتهم الجديدة بالشرق الاوسط.


والشركس مجموعة أعراق تعيش في شمال القوقاز حاربت الامبراطورية الروسية في أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، وبعد انتصار الروس في الحرب اضطر الشركس الى ترك بلادهم والهجرة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ليستوطنوا مناطق في الامبراطورية العثمانية منها الشام، واستقرت غالبيتهم في الاردن وسوريا.


ويعرض الفيلم الاردني قصة شاب شركسي اضطر للرحيل عن بلده بسبب الحرب ثم وصل الى الاردن بعد انهيار الامبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين حيث يبتسم له القدر أخيرا عندما يعثر على حب حياته وهي فتاة بدوية رائعة الجمال.


ويقول محيي الدين قندور مخرج الفيلم أنه يريد أن يحكي قصة لا يعرفها معظم الاردنيين ولا حتى الشراكسة، وقال "هذا الموضوع لم يكتب أو يقدم عنه أي شيء، كان مهمل، حتى الشركس اللي في عمان اليوم.. في الاردن.. الشباب.. لا يعرفون كيف وجدوا أنفسهم في هذه المنطقة، ومعظم الاردنيين لا يعرفون".


وانتقد المخرج أحوال صناعة السينما في الاردن قائلا "الهيئة الملكية..نشاطها.. انها تبدأ تشجع وتدرب شباب لصناعة السينما، لا يكفي أن يحضر أجانب ليصوروا أسبوعا أو أسبوعين ثم يرحلون، نحن يجب أن تكون لدينا صناعة سينمائية".
ويقول خبراء في قطاع السينما ان صناديق استثمار الثروات العربية الحريصة على شراء أصول انخفضت قيمتها في قطاعات السينما بالخارج يتعين أن تنفق المزيد من المال في مناطق قريبة من ديارها حيث يجاهد صناع الافلام للحصول على تمويل وقنوات توزيع.
ويؤكد صناع السينما العرب أن التركيز ما زال منصبا على أفلام هوليوود والافلام الاوروبية دون انتباه يذكر أو تمويل لانتاج الافلام المحلية.
وقال رسلان فيروف وزير الثقافة بجمهورية كباردينو بلكاريا الذي يشارك في انتاج الفيلم "اهتممت به الفيلم جدا لانها أول مرة يحدث فيها أمر من هذا القبيل عن شعبي وبلدي والمأساة التي مر بها الشراكسة عندما اضطروا لمغادرة بلدهم".
وقالت الممثلة الاردنية سحر بشارة التي تؤدي دور الفتاة البدوية الشابة التي يحبها المهاجر الشركسي "خلاصة أو عبرة من الفيلم نقدر نأخذها ان كل شيء بالحوار وطريقة طيبة في الكلام ممكن تحل أكبر مشكلة".
والشراكسة حاليا مندمجون تماما في المجتمع الاردني ويتحدثون عدة لغات نتيجة لماضيهم الحافل ويشاركون بدور كامل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المملكة كما يشغل كثير منهم مناصب مرموقة في الحكومة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق