الجمعة، 23 أكتوبر 2009

نيك جرافين .. كابوس جديد لمسلمي بريطانيا


في تطور من شأنه أن يهز مصداقيتها وصورتها أمام العالم ، اقتحم مئات المتظاهرين يوم الخميس الموافق 22 أكتوبر / تشرين الأول مقر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " احتجاجا على استضافة أحد برامجها لزعيم الحزب الوطني البريطاني المتطرف نيك جرافين المعروف بعدائه للمهاجرين بصفة عامة وللمسلمين بصفة خاصة .


الحادث السابق جاء بعد ساعات من محاصرة مظاهرات ضخمة لمقر الـ "بي بي سي" شارك فيها طلبة جامعات ونقابات بريطانية ، بالإضافة للجالية العربية والمسلمة ، وذلك لمنع برنامج "كويستشان تايم" الشهير الذي تقدمه بي بي سي من استضافة جرافين .


وكانت جهات بريطانية كثيرة أعربت عن معارضتها لقرار بي بي سي وأبرزت صحيفة "التايمز" احتجاج القوات المسلحة البريطانية في تقرير لها بعنوان " الجنرالات يتو

حدون في معارضتهم لاختطاف الحزب الوطني البريطاني المعروف اختصارا باسم BNP للقوات المسلحة".
ونشرت الصحيفة في هذا الصدد رسالة وقعها عدد كبير من الجنرالات السابقين للقوات المسلحة البريطانية يحذرون فيها من خطر اختطاف القوات المسلحة من قبل اليمين المتطرف لخدمة أغراضه الدفينة ويتهم الجنرالات الحزب بتلطيخ سمعة القوات المسلحة البريطانية عن طريق إقران دعاياته العنصرية والمتطرفة بتضحيات العسكريين.
وتقول الرسالة التي وقع عليها الجنرال سير مايك جاكسون والسير ريتشارد دانات القائدين السابقين للجيش وعدد كبير من كبار العسكريين المتقاعدين :"نقول لأولئك الذين يحاولون اختطاف الاسم النقي للعسكرية البريطانية من أجل مصلحتهم الخاصة ، أن يكفوا عن ذلك ، فقيم هؤلاء المتطرفين، وكثير منهم عنصريون حقيقيون ، تتعارض في جوهرها مع قيم العسكرية البريطانية الحديثة وقوامها التسامح والعدالة".
وأضافت الرسالة أن نسبة 10% من جنود الجيش البريطاني ينحدرون من دول الكومنولث وأنه لا يحق للمتطرفين السياسيين مشاركة العسكرية البريطانية في فخرها الذي حازته عبر قرون من الخدمة في مناطق شتى بالعالم.ومن جانبه ، وصف بيل رامل وزير الدولة البريطاني لشئون القوات المسلحة جرافين بالفاشي الذي يسيء لسمعة بريطانيا وقيمها القائمة على التعددية واحترام حقوق الإنسان .
أما صحيفة "الجارديان" فقد انتقدت بشدة رفض هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الإذعان لضغوط الحكومة والاحتجاجات العامة لإلغاء ظهور جرايفين في "كويستشن تايم ".
ولم تكتف الصحيفة بالانتقاد ، بل إنها نشرت قائمة مسربة تضم أسماء أعضاء الحزب المتطرف وعناوينهم في عموم بريطانيا ، الأمر الذي شكل إحراجا جديدا للحزب ولـ بي بي سي .
وأضافت "الجارديان" أن المعلومات المسربة - لو صحت - تفيد بأن عدد أعضاء الحزب يبلغ 11560 بينهم لورد واحد ، كما أن ثمن أعضاء الحزب من النساء وغالبية الأعضاء تتركز في مقاطعات ليسترشير، ولانكشير، ديربشير ، ولنكولنشير.
ومعروف أن الحزب الوطني البريطاني المتطرف يعمد إلى ربط دعايته بالصورة العسكرية لبريطانيا وجنودها وصور ونستون تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية وقد نجح الحزب في الحصول على أول تمثيل له في البرلمان الأوروبي عندما انتزع مقعدين ومليوني صوت في الانتخابات الأوروبية الأخيرة .
وتبرر بي بي سي اصرارها على استضافة جرافين بالتزامها بالحياد وعرض كافة وجهات النظر ، بالإضافة إلى حصول الحزب على مقعدين في الانتخابات الأوروبية الأخيرة ، إلا أن هذه التبريرات فيما يبدو لا تقنع كثيرين وخاصة الجالية العربية والمسلمة ولعل الواقعة الشهيرة حول غزة تظهر عدم حياد بي بي سي في تغطية قضايا العرب والمسلمين ، بل وانحيازها أيضا لصالح إسرائيل .
وكانت بي بي سي رفضت نشر إعلان حول جمع تبرعات لضحايا الحرب الهمجية الإسرائيلية الأخيرة على غزة ، الأمر الذي جلب لها انتقادات واسعة من جانب منظمات حقوق الإنسان الدولية وفي العالمين العربي والإسلامي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق