الجمعة، 23 أكتوبر 2009

المتهمون أعلنوا عن "جريمة المقطم" بإطلاق الزغاريد و توزيع الشربات


باشرت نيابة الخليفة أمس التحقيقات فى مقتل شاب على يد ٤ متهمين، بمساعدة من عمه فى المقطم، وصرحت بدفن الجثة، وإرسال فوارغ طلقات الرصاص والمسدس المضبوط إلى المعمل الجنائى، وتبين من التحقيقات التى باشرها إيهاب حمدان، مدير النيابة، أن المتهمين بعد أن تخلصوا من الضحية ونفذوا الجريمة، عادوا إلى منزلهم فى منشأة ناصر، وأعلنوا الخبر بالزغاريد وتوزيع الشربات احتفالاً بتمكنهم من الأخذ بالثأر، وفى نفس التوقيت كان والد الضحية عائداً من الصعيد ساعياً للصلح مع المتهمين، إلا أنه عقب وصوله إلى القاهرة أخبره أحد الجيران بما فعله المتهمون، فظل يبحث عن نجله ساعات طويلة، حتى علم بأن المباحث عثرت على جثة شاب فى العقد الثالث من عمره، واكتشف أنها جثة ابنه.


وقال محمد عبداللطيف، والد الشاب الضحية فى تحقيقات النيابة، التى جرت برئاسة وليد السنباطى، إنه منذ أسبوعين ذهبت ابنته «إيمان» لزيارة شقيقتها «حنان»، وأثناء صعودها فوجئت بحماتها توجه لها السباب والشتائم، وتتهمها بالتنصت عليها، ونشبت بينهما مشاجرة، استخدمتا فيها الأيدى والحجارة، فتدخل أحد أقارب حماتها، وسقط أرضاً نتيجة إصابته بضربة على رأسه، وتم نقله إلى المستشفى وفارق الحياة متأثراً بإصابته بعد يومين.
وأضاف أن والد المتوفى رفض تلقى العزاء، واتهم شقيقى بالاعتداء عليه، وتم حبسه على ذمة القضية، إلا أن والد المتوفى توعد العائلة بالثأر، ونصحنى أحد الضباط فى قسم منشأة ناصر بترك المنطقة حتى يتم الصلح، استأجرت شقة فى منطقة المقطم للابتعاد عنهم، حاولت الصلح مع الأسرة، إلا أنهم رفضوا وقرروا الانتقام والثأر، تركت زوجتى وأولادى ونبهت عليهم بعدم الخروج من المنزل أو التوجه إلى منشأة ناصر، وتوجهت إلى الصعيد لبذل مساع للصلح مع أسرة المتهمين، لكن دون فائدة وعدت إلى القاهرة،
وفوجئت عقب وصولى باتصال تليفونى من أحد معارفى فى منشأة ناصر يطمئن علىّ وعلى الأولاد ويخبرنى بأن المتهمين أعلنوا فى المنطقة أخذهم بالثأر ويوزعون الشربات، وأسرعت إلى المنزل لأطمئن على أولادى فوجدت زوجتى تخبرنى بأن ابنى «الضحية» خرج ولم يعد منذ ساعات طويلة، ظل القلق يراودنى ورحت أبحث عنه فى كل مكان حتى علمت أن المباحث عثرت على جثة شاب ملقاة أسفل جبل المقطم، وكانت صدمتى حينما اكتشفت أنها جثة ابنى.
وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية فى التحقيقات، التى أشرف عليها المستشار محمد غراب، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، وقال المتهم الأول إنه منذ أسبوعين قتل نجله «عصام» فى مشاجرة نشبت مع أسرة الضحية، بعد أن اعتدى عليه عمه «عاطف» بالضرب وفارق الحياة بعد صراع مع الموت ليومين،
وأضاف أنه رفض تلقى عزائه وقرر الانتقام له بالاتفاق مع ابنه الثانى وآخرين من الأقارب حاولوا التوصل إلى المجنى عليه بعد هروبه مع والده من المنطقة، وتوصلوا إليه عن طريق عمه، الذى استدرجه عبر مكالمة تليفونية بحجة مشاهدة مباراة الأهلى والمنصورة، وعقب وصوله إلى منزل عمه اتصل بنا وأخبرنا بأنه وصل إلى منزله.
واستكمل المتهم كلامه بأن انتظر بصحبة باقى المتهمين أسفل العمارة وعقب نزول القتيل اعتدوا عليه بالضرب حتى فقد الوعى وحملوه واتجهوا به إلى أسفل الجبل وأطلقوا عليه ٦ أعيرة نارية وبعد التأكد من الوفاة تركوه وسط الجبل وأعلنوا الخبر فى المنطقة.
وقال المتهم الثانى إنه قرر الانتقام لشقيقه، الذى قتل منذ أسبوعين فأطلق الأعيرة النارية على المجنى عليه بعد أن ساعده والده المتهم الأول وباقى المتهمين على استدراجه، وأنه غير نادم على ما فعله لتمكنه من إعادة كرامته بعد مقتل شقيقه غدراً.
واعترف عم الضحية بأنه تعرض لتهديدات من باقى المتهمين لإرشادهم عن مكان نجل شقيقه للتخلص منه، رفض فى البداية ومع كثرة التهديدات أرشد عن مكانه بعد الاتفاق مع المجنى عليه على الحضور إليه لمشاهدة مباراة كرة القدم، وعقب وصوله أخبره بأنه على ميعاد مع أحد الأشخاص، وأنه لم يتمكن من مشاهدة المباراة ومضطر للخروج، فنزل المجنى عليه وكان فى انتظاره باقى المتهمين الذين تخلصوا منه.
التقت «المصرى اليوم» والد المجنى عليه، الذى كان مصاباً بحالة ذهول، بعد أن عرف أن شقيقه أرشد عن ابنه وسلمه بيده للمتهمين لقتله، ودخل فى نوبة بكاء شديد مردداً: «حسبى الله ونعم الوكيل» ابنهم مات خطأ وحاولت التصالح معهم، حرام عليهم يحرمونى من ابنى وأول فرحتى ضيعوا شبابه»، وصمت الأب لحظات وظل يمسح دموعه التى أغرقت ملابسه.
واستكمل كلامه قائلاً: «إن ابنته حنان متزوجة منذ ٥ أشهر من أحد جيرانهم، واعتادت حماتها التشاجر معها، ومنذ أسبوعين توجهت شقيقتها الصغرى لزيارتها، وأثناء صعودها على السلم فوجئت بحماة شقيقتها تتهمها بالتنصت وتوجه لها السباب والشتائم فنشبت مشاجرة بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأصبت أنا وابنتى بجرح قطعى فى الرأس، وأثناء المشاجرة أصيب أحد أقارب هذه العائلة، وتوفى بعد يومين، تركت المنطقة وذهبت إلى المقطم، وعلمت أن أسرة الصبى المتوفى تبحث عن نجلى للثأر فتوجهت إلى الصعيد سعياً للصلح واتفقت مع بعض الأقارب هناك وعدت للقاهرة فعلمت بخبر وفاته.
قال أحمد السيد -جد الضحية- إنه حضر من الإسكندرية سعياً إلى الصلح مع المتهمين، إلا أنهم رفضوا فعاد منذ أيام واتفق مع والد الضحية على الذهاب إلى أقاربهم فى الصعيد للتدخل، لكنهم نفذوا جريمتهم وقتلوه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق