أفرزت دراما رمضان هذا العام مجموعة من الشخصيات الفنية التي أحسبها شكلت كوكبة تصل إلي مرحلة الظـواهر الفنية، غادة عبدالرازق من خلال مسلسليها »الباطنية« و»قانون المراغي« أثبتت أنها ڤينوس دراما رمضان، تمكنت من الوصول إلي وجدان المشاهدين ببساطة وعمق وتركت بصمة واضحة لنجمة ليست جديدة علي الجمهور، إلا أنها تتجدد في كل عمل تقدمه، وأما ما يلفت نظرك أيضا ذلك النفس التراچيدي المتوغل بإيقاعه الحميمي الذي يشعل المشاهد ويجعلها مخلدة تعيش في الذاكرة..
ولكن غادة عبدالرازق هذا العام كانت تسكن التحدي حيث إن الدورين في المسلسلين متناقضان، وملامح رسم الشخصية متباعدة بحيث إن لكل واحدة خريطة خاصة بها.. بل إن لكل شخصية ترتيبها الزمني، فالأحداث في »الباطنية« تمر بسنوات التكوين لفتاة عاملة في مصنع أخشاب يتطور بها الأمر حتي تصبح المعلمة الأولي في حي المخدرات.. هذا التصاعد الدرامي يأتي بنتوءات وانكسارات وانتصارات وانبعاث وموت وغير ذلك.. ثم تأتي بشخصية متناقضة في »قانون المراغي« لتكسر شوكة الكائن الشعبي بداخلها. تأكدت نجومية غادة عبدالرازق ووصلت إلي ما كنا نصبو إليه ونرجو ألا تتراجع..
وبمرور الزمن أصبح الرسم والرسام فرعاً خاصاً في حرفة الممثلة المجتهدة.. اندمج التشخيص مع الواقع واستوي تحت شمس الفن. أما سوسن بدر فهي طاقة عملاقة.. كنت أحسب أنها صعدت إلي عنان الإبداع حين قدمت رائعة يسري الجندي مسرحية »القضية« فوق الهناجر.. إلا أنها كانت في كل عمل لاحق لهذا التألق تزداد وهجاً وبريقاً وإشعاعاً حتي يخيل لك أنها تغرس أصابعها في طين الأرض وتكاد تنصهر بكل ما يحمله من تراث وحزن وفرح وتاريخ.. قدمت هذا العام أربعة مسلسلات، إلا أن سوسن بدر في »الرحايا« أمام النجم نور الشريف تجاسرت علي القمة فاقتلعتها وامتطت جواد اليقين وسط شكوك الفن وعشوائيته.
ليلي علوي هذا العام كثفت من الحوار لصالح الدراما حتي حولت مسلسليها القصيرين إلي حالة اندماج جعلتنا ننتظر طلتها علي الشاشة، خاصة مع باسم سمرة أو مع خالد أبوالنجا.. ليلي علوي غفرت لمسلسلات المط والتطويل آثامها وخطاياها وما فعلته فيها ورسخت في الذاكرة كياناً فنياً أتمني أن تكون هي رائدته. منة شلبي: في »حرب الجواسيس« اكتملت أداؤها التي أصرت عليه منذ بداياتها وكونت مع الشامخ هشام سليم »دويتو فنياً حميمياً« أتمني أن نراهما في أعمال أخري. حجاج عبدالعظيم: كتلة من المشاعر التراچيدية تضاف إلي شخصيته الكوميدية، تحتاج إلي اهتمام صناع الدراما. أحمد فلوكس: فنان شاب ترك بسرعة علامة مهمة مع الجماهير. دينا فؤاد: برنسيسة دراما رمضان هذا العام، انتظرها في السينما نجمة ذات لون خاص.
حسن الرداد: ابن العملاق يحيي الفخراني في المسلسل، وهو ابنه أيضاً في النجومية والتفرد بشخصية جديدة غير معادة. أميرة هاني: آخر عنقود دراما رمضان، تذكرني بشقاوة سندريلا الشاشة سعاد حسني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق