الاثنين، 28 سبتمبر 2009

بناء المسجد الذي‮ ‬يزعج الجار‮..‬أمرغير جائز


ورد إلي دار الافتاء سؤال يقول‮: ‬هل يجوز للجار أن يبني مصلي في المساحة المتروكة بينه وبين الجار،‮ ‬حيث إن كلاً‮ ‬منهما يترك ثلاثة أمتار،‮ ‬ويدعي حرمة هدمها لأنها بيت الله،‮ ‬ثم يأتي بعدها ويبني الدور الثاني فوقها مانعاً‮ ‬حق الجار في الهواء والشمس والصوت والرؤية،‮ ‬ويكون جارحاً‮ ‬لحجرات الجار؟ يجيب د‮. ‬علي الجمعة مفتي الجمهورية قائلاً‮: ‬لا يجوز شرعاً‮ ‬مخالفة ما تنص عليه النظم والقوانين التي سنها ولي الأمر في المساحة المتروكة بين الجيران،‮ ‬حيث إن له تقييد المباحات لغرض المصالح‮ ‬الشرعية العامة بين أفراد المجتمع،‮ ‬وقد قال‮ ‬تعالي‮: ‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا‮ ‬اله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم‮ ( ‬النساء‮ ‬59‮).‬ ‮ ‬والتعدي علي القوانين التي سنها ولي الأمر مما ليس فيه مخالفة شرعية يعد من معصية رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم التي هي بدورها من معصية الله تعالي،‮ ‬قال صلي الله عليه وآله وسلم‮: ‬من أطاعني فقد أطاع الله،‮ ‬ومن عصاني فقد عصي الله،‮ ‬ومن أطاع أميري فقد أطاعني،‮ ‬ومن عصي أميري فقد عصاني‮ ‬متفق عليه،‮ ‬والخروج علي ذلك يعد من الافتئات علي الإمام،‮ ‬وهو محرم ولا يسوغ‮ ‬الخروج علي هذه القوانين تحت دعوي بناء دور للعبادة كالمساجد والمصليات وغيرها،‮ ‬لأن الله تعالي طيب لا يقبل إلا طيباً،‮ ‬فالله تعالي‮ ‬غني عن بناء بيت له علي حساب ضياع راحة عباده وكشف عوراتهم وتحجيم حريتهم،‮ ‬ولتكن طاعة الله‮ - ‬ومنها بناء دور العبادة‮ - ‬حيث تنفع الناس ولا تؤذيهم قال تعالي‮: ‬ياعبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون‮ ( ‬العنكبوت‮ ‬56‮) ‬وهذه القوانين ما سنها الحاكم إلا لنشر الأمان والسلام بين أفراد المجتمع وكفالة لحرياتهم،‮ ‬فما لم يتنازلوا طواعية‮ ‬عن شيء من حقوقهم وخصوصياتهم فلا حق لأحد في الاعتداء عليها واقتحامها قهراً‮ ‬علي أصحابها،‮ ‬وحينئذ تكون دعوي الاعتداء علي الحرمات العامة لبناء دور العبادة دعوي حق يراد بها باطل‮.‬ هذا كله فضلاً‮ ‬عن انتهاك حقوق الجار التي أوصي بها الوحيان‮: ‬القرآن والسنة



روز اليوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق