خواطر سينمائية
لعلها أشهر نجمة فرنسية في تاريخ فرنسا, ولكن المؤكد أنها أشهرهم في مصر عبر كل العصور والأجيال, أنها برجيت باردو النجمة الفرنسية الشهيرة التي تحتفل بعيد ميلادها الخامس والسبعين هذا العام من خلال احتفال مهيب في فرنسا يقام علي شرفه معرض لأهم متعلقاتها التي ظهرت بها في السينما لعل من أهمها دراجة نارية من ماركة( هارلي دافيدسون) كتبت عليها الحروف الاولي من اسم النجمة المحبوبة, لم يخرج منها مصنع الدراجات البخارية الشهير سوي عشر نسخ فقط.وشهرة برجيت باردو في مصر لا تأتي فقط من كونها نجمة السينما الأشهر في تاريخ فرنسا ولكن مما تثيره من ضجة حولها عبر تصريحاتها ضد المسلمين والتي وصلت إلي حد الحكم عليها بغرامة مالية ضخمة لاتهامها بإطلاق تصريحات عنصرية ضد المسلمين.
والسيدة باردو رئيسة لمنطمة باردو لحماية الحيوانات وتري أن قتل المسلمين لخروف العيد يعتبر عملا غير انساني وبربريا حيث يتم ذبحه بوحشية من قبل المسلمين, وبما أننا نعيش في مرحلة يهتم فيها( بعض المسلمين) بما يقال عنهم وعن ممارساتهم الدينية أكثر من اهتمامهم بما وصل إليه المسلمون من حال والت إليه دولهم من مرتبة من بعد أن كانوا في عداد الإمبراطوريات الكبري, فان أمثال السيدة باردو يكونون محط أنظار الجميع وتسلط عليهم الأضواء في كل وقت وحين, ولعل السيدة باردو تشكر الكثيرين في بلادنا العربية الإسلامية الذين جعلوها محط الاهتمام ومركزا للأضواء وهي في خريف السبعينيات. ومؤخرا انتقدت باردو مصر بشدة لذبحها الخنازير( بدم بارد), ولكن الحمدلله لم يعد هناك من ينتفض لمصر وألا كنا قد شهدنا سلسلة من القضايا المرفوعة عليها من هواة الشهيرة لتصبح مركزا للأضواء الإعلامية من جديد. النجمة التي تحتفل بعيد ميلادها الخامس والسبعين ولدت يوم28 سبتمبر1936 في العاصمة الباريسية لأب من أغنياء باريس كان مفتونا بالسينما فصور بنته وهي طفلة في العديد من أفلام السينما مقاس8 مللي, وتلقت تعليما يليق بأبناء الطبقات الميسورة بما فيها دروس للرقص والموسيقي. في سن15 سنة تم التعاقد معها من قبل أكبر دوريات الموضة الفرنسية, والتي كان رؤساء تحريرها أصدقاء لوالد ووالدة برجيت كوجهاء مجتمع الموضة الفرنسي. تصبح ميس باردو نجمة الغلاف لمجلة الموضة الفرنسية الشهيرةELLE ليتم لفت أنظار السينما إليها وتقدم أول أفلامها في عالم الشاشة الفضية عام1950. لم يحقق الفيلم نجاحا يذكر ولكنها تتعرف علي شاب يعمل كمساعد مخرج وتقع في حبه ليكون هذا الشاب هو مصمم قدر بيرجيت باردو في عالم السينما بعد ذلك...انه المخرج روجيه فاديم تتزوج برجيت من فاديم عام1952, لتقدم العديد من الأدوار الصغيرة ولكنها لم تلفت الأنظار الا من خلال مهرجان كان عام1954 حين تابعتها عدسات المصورين كرمز من رموز المرأة المتحررة لتبدأ التعاقدات معها لتصبح حديث فرنسا في ذلك الوقت. في عام1956 كان انطلاق برجيت كرمز للمرأة المتحررة والفتاة الحديثة لفترة ما بعد الحرب من خلال فيلم روجيه فاديم( وخلق الله المرأة) الذي قدم برجيت في نموذج الفتاة الغربية المتحررة المختلفة عن فتاة ما قبل الحرب. لم يحقق الفيلم نجاحا كبيرا في فرنسا, ولكن عند عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية نجح الفيلم نجاحا باهرا وقامت بعض ولايات أمريكا المحافظة بمنع عرضه, دفع هذا النجاح منتج الفيلم لعرضه من جديد في فرنسا عام1957, خلق الله المرأة كان هو شهادة الميلاد التي منحها روجيه فاديم لهذه الشقراء لتصبح نجمة النجوم في ذلك الوقت, ويكتب عن ظاهرة باردو العديد من رموز الأدب في فرنسا مثل جان كوكتو وسيمون بوفوار, ويتم طلاقها من فاديم. في الستينيات تصبح رمزا للأنوثة في العالم وترفض الذهاب إلي هوليوود وتبدأ اهتماماتها بعالم الحيوان, وتدخل عالم الغناء بالكثير من الأغنيات ليبدأ عالم النجومية في الأفول والاندثار, تترك باردو عالم السينما في السبعينيات وتتوجه لعالم الحيوانات ورعايتها. وبرجيت باردو هي رمز لعصر كانت فيه أوروبا ما بعد الحرب تدخل مرحلة السلعية و الاستهلاك وهي المرحلة التي أصبحت فيها المرأة سلعة أو رمزا لسلعة, حيث بدأت مرحلة الدعاية والإعلان المصحوبة بصور المرأة في الظهور بقوة.. ا
نتهت تلك الفترة لتنتهي معها برجيت باردو كنهاية فترات كثيرة كانت المرأة فيها وسيطا ورمزا سلعيا.
لم تترك باردو أي فيلم يمكن من خلاله تخطي باردو الظاهرة إلي باردو الممثلة, وحتي فيلم جان لوك جودار الخالد( الاحتقار) وهو الفيلم الذي ظهر فيه المخرج فريتز لانج ليقدم دوره الشخصي كانت باردو تلعب فيه شخصية برجيت باردو النجمة أثناء تصوير فيلم من أفلامها, وهو الدور الذي طالما أجادته... أن تكون برجيت باردو.
الاهرام المسائى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق