الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

"قلبى دليلى" يذكرنا بكارثة السندريللا


الشكل الذى بدأ وانتهى عليه مسلسل "قلبى دليلى" عن حياة ليلى مراد يذكرنا بكارثة مسلسل السندريللا، بل يزيد عليه المط والتطويل ورسم شخصيات مشوهة ليس لها ملامح حقيقية من واقعها، وكان من الواضح جداً أن مجدى صابر حاول أن يرسم شخصيات لا يبرز سلبياتها تجنباً لأى اشتباك قد يتعرض له، وفى الوقت نفسه حاول التلميح على هذه الشخصيات بصفات معينة مثل زكى مراد الذى حاول تلميعه، ولكنه لم يكن يستطيع أن يخفى حياته مع النساء والخمر، ولكنه حاول إظهارها بخفة دم ليخفف من حدة واقعها على المشاهد، ورغم ندالته فى أن يترك أسرته ويهرب إلى أمريكا، لكنه عاد ليصبح البطل المحبوب ومحور الأحداث.أما أنور وجدى فقد ظهر شخصية مشوهة وكأنه مخبول أفعاله عصبية وغير متزنة، ولم تظهر الدراما سبب هذا إذا كان طمعه أو رغبته فى استغلال زوجته أو ذكائه الانتاجى والدعائى.وهكذا مروراً بمعظم شخصيات المسلسل نجدهم أبيض أو أسود، ملائكة وشياطين أشراراً أو خيرين، ولم يظهر المسلسل أن كلاً من محمد عبد الوهاب وأحمد سالم كلها شخصيات ملائكية تعشق ليلى مراد وتنتج لها فقط إعجاباً بفنها، وليس لأنها الدجاجة التى تبيض ذهبا وكل المنتجين رغبوا فى استغلالها، وهو الطبيعى فى حال صعود أى نجمة زمان أو حاليا.هذه الطريقة فى رسم الشخصيات أحد سمات السيناريست مجدى صابر، فهو مستقى الدراما المصرية بحذافيرها وكل عيوبها، وأدواته معروفة "المط و التطويل"، وتفاصيل أخرى لا تفيد قد انقرضت من الدراما مثل مشهد نجد فيه خبطاً على الباب فنرى تفاصيل فتح الباب فى 5 دقائق مثلاً، وهو الخطأ الذى سقط فيه هو والمخرج محمد زهير رجب الذى بالتأكيد لم يساعده الوقت لتصوير كل ما كتبه مجدى صابر، فاختصر أهم الأحداث فى حياة ليلى مراد فى آخر حلقتين، بعد أن استغرق 30 حلقة يسرد ويستطرد فى أحداث عن حياة ليلى مراد فى طفولتها وبدايتها، ربما لا تهم جمهورها، أو كان من الممكن أن يذكرها بشكل كافى فى الحلقات الأولى فقط حتى يستمتع المشاهد بمعرفة تفاصيل مشوارها الفنى الذى بدأ مع أنور وجدى، وانتهى بنهاية مأساوية، وأظن أن هذه المرحلة من حياة قيثارة الغناء تهم معجبيها أكثر من تفاصيل إعجابها بمحمد عبد الوهاب.وإذا كانت مواطن الضعف بدأت من السيناريو فكان هناك أمل ولو ضئيلاً فى أن يكون مجموعة الممثلين تحمل متعة الأداء والتقارب الشكلى مثل تلك التى حملها مسلسل أم كلثوم قبل بضع سنوات، و إبهار المشاهد بالتقارب الشكل الكبير وحتى فى الأداء بين شخصيات المسلسل والواقع، وكذلك فى أسمهان والملك فاروق، ولكن اختيار الممثلين كان نقطة الضعف التى قضت على المسلسل وجميع الممثلين تقريبا ميس كاست، فتخيل أن أحمد فلوكس وهو قصير القامة هكذا، يجسد أنور وجدى الذى كان طويلا وعريضا، وكذلك شخصيات المسلسل مثل أحمد سالم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما من الممثلين وحتى صفاء سلطان إلى الآن نبحث عن سبب اختيارها لتجسيد شخصية ليلى مراد، فهو اختيار غير صائب فى الشكل والأداء.



اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق