السبت، 25 فبراير 2012

"فى بيتنا شبح".. تحاول الإجابة عن سؤال: مين العفاريت اللى فى مصر؟!


فى الصورة لينين الرملى
ربما تكون الفكرة قديمة، وربما تكون قد شاهدت القصة فى أعمال قديمة أو حديثة، لكن الكاتب الكبير لينين الرملى استطاع أن يصوغ أحدث أعماله المسرحية "فى بيتنا شبح"، والتى بدأ عرضها مؤخراً على مسرح ميامى بطريقة لا تملك إلا أن تتفاعل معها.

المسرحية من إخراج عصام السيد، بطولة الفنان الكوميدى ماجد الكدوانى والفنانين أشرف عبد الغفور وسامى مغاورى وسلوى عثمان وياسر الطوبجى وأميرة عبد الرحمن ومحمد رضوان ووصال عبد العزيز وكمال سليمان والسيد هندواى.

الفكرة الرئيسية التى يقوم عليها النص المسرحى تعتمد على تيمة الأشباح، وهل هناك بالفعل أشباح أم أنها مجرد خيالات تصنعها عقول البشر، وذلك من خلال 7 من الأقارب يتوفى جدهم "آدم"، ويقوم المحامى باستدعائهم لتوزيع الإرث عليهم، وبتوالى الأحداث نتعرف على شخصيات هؤلاء الأقارب، فمنهم الصحفى المثقف ذو المقالات اللاذعة، إلا أنها تتميز بالتعقيد الشديد وأخيه المريض نفسيا، أما الثالث فهو رجل ثرى متعالى على أقاربه، أما الرابعة فهى امرأة تأتى مع زوجها المتدين تدينا ظاهريا، والخامس شاب يعمل بالمحاسبة ورزقه قليل، والسادس هو "منصور"، والذى يجسد دوره ماجد الكدوانى الشاب المثقف والفقير، والذى يأتى مع حبيبته "أمل" ليحصل كل منهما على نصيبه من الإرث.

يتجمع الورثة مع المحامى فى البيت الكبير فى مكان ناء فى مرسى مطروح، ويبدأ المحامى حصر تركة جدهم، فيفاجئوا بأنه لم يترك لهم سوى البيت الكبير بسبب مديونياته، ويشترط عليهم ألا يبيعوه، ومن هنا تبدأ المفارقات الدرامية والكوميدية النابعة عن رغبة كل منهم فى الحصول على أكبر عائد من القصر، فتنكشف لنا الشخصيات والنماذج التى تعبر عن النماذج الموجودة حالياً فى الشارع المصرى، وبمرور الوقت يشعرون بوجود أشباح داخل البيت وينقسمون على أنفسهم ما بين مؤيد لوجود الشبح والرافض لتلك الفكرة، ويحاول فيها منصور إقناع من معه بأن تلك الأشباح ما هى إلا خيال يخدعون به أنفسهم.

العمل ملىء بالإسقاطات السياسية العميقة عبر عنها الكاتب الكبير لينين الرملى دون إشارة واحدة عما يقصده، فهاجم الرملى العقول السلبية، والتى لا ترى إلا ما تريد وتترك نفسها فريسة للسلبية، على الرغم أن الحقيقة جلية بوضوح.






المصدر : اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق