الاثنين، 14 يونيو 2010

التانجو الأرجنتينى غير مقنع .. نسور نيجيريا "بلا أجنحة"


بدأ الفريق الكورى الجنوبى مشواره فى المجموعة الثانية لكأس العالم بمستوى قوى وفوز مستحق على حساب اليونان، وكشف سر دفاعات الملك ريهاجل التى مكنته من قيادة اليونان للفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية ٢٠٠٤.
وساهمت سرعات لاعبى الفريق الكورى، خاصة نجم مانشستر يونايتد «بارك جى سونج» فى صنع التفوق، وأحبطت أى محاولة لتمويت اللعب، كما كان يريد اليونانيون، فقد نجح الكوريون فى التحكم فى رتم المباراة واستغلال بطء وسوء التغطية لمدافعى اليونان، وتمكن جون سو، المدافع، من تسجيل أسرع هدف لكوريا فى تاريخ كأس العالم فى الدقيقة الثامنة من عمر المباراة.
أما الفريق اليونانى فقد بدا لاعبوه وكأنهم مجموعة من الأغنياء يتسلون بلعبة كرة القدم فى أحد الملاعب الخضراء خاصة نجومهم تروسيداس، وجيكاس، وببادوبلوس الذين يحتاجون إلى التقاعد، فالفريق الكورى يلعب كرة سريعة وهجومية تعتمد على امتلاك مساحات كبيرة داخل الملعب لسرعة لاعبيه وحسن انتشارهم وتفاهمهم التلقائى، وهو ما جعل خطوطهم تبدو متناسقة، فأنهوا المهمة بنجاح وتوجوا جهودهم بفوز مستحق وكان «بارك جى سونج» صاحب الهدف الثانى الذى استثمر الخطأ القاتل من المدافع اليونانى هو نجم المباراة الأول بلا منازع.
■ وفى مباراة كان من المتوقع أن تشاهد فيها الجماهير هجوماً كاسحاً من ثلاثة لاعبين سجلوا فى أقوى دوريات أوروبا ٨٢ هدفاً، حيث سجل ميسى مع برشلونة «٣٤ هدفاً» وتافيز سجل مع مانشستر سيتى «٢٢ هدفاً»، وهيجوين سجل مع ريال مدريد «٢٧ هدفاً»، لتصبح مباراتهم مع نيجيريا اختباراً قوياً لدفاع النسور «يوبو، وتشيتو، وتايو» وخلفهم العملاق «أنياما» فبدأت المباراة بهجوم من الجانب الأرجنتينى وأسفر تناقلهم السريع للكرة عن هدف سجله هاينزا،
وفى الوقت الذى توقع فيه الجميع فوزاً ساحقاً للفريق الأرجنتينى لم ينجح حتى فى إقناع جماهيره بأنه سيواصل المشوار بنفس القوة التى تحملها أسماء لاعبيه، ووضح أن الأرجنتين تلعب بأسلوب الضغط على الدفاع مع عدم الاحتفاظ بالكرة فى وسط الملعب، لخلق مساحات يتحرك فيها المهاجون المهرة الثلاثة،
فمثلاً حينما يضغط دميكليس أو هاينزا على يوبو المكلف برقابة ميسى لا يجد مساحة كافية للرقابة، مما يعطى الفرصة للنجم الأرجنتينى للتحرك بسهولة، لكن تحركات ميسى كانت قليلة ولم تكن بالخطورة الكافية داخل منطقة الجزاء، ووضح أنه مازال يخبئ الكثير من مهاراته.
الحارس أنياما هو نجم المباراة بعد استخدام رشاقته وجسمه الطائر فى تحويل مسار كرات ميسى ورفاقه خارج الشباك، لتخرج المباراة فى شوطها الثانى أقل بكثير من شوطها الأول، وتفوز الأرجنتين بأولى مبارياتها ولكن مع علامة استفهام كبيرة، حيث تتساءل الجماهير لماذا يتألق ميسى مع برشلونة ولا يجد نفسه فى الأرجنتين؟
■ الأرجنتين ليس برشلونة
وضح أن أسلوب أداء الفريق الأرجنتينى الذى يعتمد على فكر مدربه مارادونا لا يجد الإقناع الكافى عند الجماهير، فهو يعتمد على الضغط على الدفاع النيجيرى لإعطاء المساحات الكافية لمواهب هيجوين وتافيز وميسى لممارسة هواية الاقتراب من المرمى والتهديف، والضغط غالباً يأتى من ماسكيرانو أو فيرون أو دميكليس، فيبدو الفريق الأرجنتينى سريعاً فى الثلث الأخير من ملعب الفريق النيجيرى خاصة حينما يتبادل اللاعبون مراكزهم مع التناقل السريع للكرة، وواضح أن الاعتماد على الكرات الطويلة يجعل المهاجمين ميسى وتافيز وهيجوين يستقبلونها وظهورهم مواجهة للدفاع النيجيرى، وهو ما جعل لاعب مثل ميسى يلعب المباراة وهو غير مرتاح.. لماذا؟
ميسى لاعب يجنح دائماً إلى أطراف الملعب لاستقبال الكرة بقدمه اليسرى وهو لا ينطلق طولياً بجانب الخط ولكنه يستخدم قدمه اليسرى والكرة معه فى المراوغة فى مساحات ضيقة ووجهه للخصم، أى أنه لا يفضل اللعب وظهره للخصم عند امتلاكه الكرة، ولذلك حينما يستلم الكرة بطريقته المفضلة فإنه ينطلق دون توقف مما جعله أسرع لاعب فى العالم والكرة بين قدميه وهى الميزة التى يوفرها له فريق برشلونة حالياً.
■ مارادونا مازال لاعباً
وضح أن أسلوب إدارة النجم الكبير مارادونا يعتمد على العصبية التى تربك لاعبيه وتفقدهم الاتزان المطلوب، فمارادونا لديه مجموعة رائعة من اللاعبين لكنه يلعب معهم المباراة ولا يعلمهم كيف يلعبون المباراة، لم يشكل خطورة حقيقية تعطى الإيحاء بأن الأرجنتين فريق مرشح للبطولة، فالخطوط غير مترابطة، لأن العقل المفكر خارج الملعب يحتاج إلى الاتزان، ولذلك أرى أن الأرجنتين ستواجه صعوبات فى المباريات المقبلة.

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق