الثلاثاء، 15 يونيو 2010

إسرائيل تنشئ لجنة للتحقيق بـ"اعتداء الحرية" .. تركيا تطالب بالحياد


باراك يلغى زيارته لباريس خوفا من ملاحقته قضائياً
صادقت الحكومة الاسرائيلية بالاجماع على انشاء لجنة عامة مستقلة بمشاركة مراقبين اجنبيين اثنين للتحقيق في الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية، وفق ما علم من مصدر رسمي. في هذه الاثناء أكدت حركة حماس أن هذا القرار هو تهرب مباشر وواضح من الضغط الدولي الذي يطالب بتشكيل لجنة دولية.
يأتي هذا بينما قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين إن تركيا لا تثق في ان اللجنة التي شكلتها تل ابيب حول الهجوم الاسرائيلي الدامي على سفن مساعدة غزة ستؤدي الى تحقيق محايد.
وقال الوزير التركي للصحفيين "ليست لدينا بتاتا الثقة في ان اسرائيل التي ارتكبت مثل هذا الهجوم على قافلة مدنية في المياه الدولية ستجري تحقيقا محايدا".
واضاف اوغلو ان تركيا تصر على تشكيل لجنة تحقيق تحت الاشراف المباشر للامم المتحدة وعلى تحقيق محايد بمشاركة تركيا واسرائيل. وتابع ان اي تحقيق تجريه اسرائيل من طرف واحد لن يكون له اي قيمة في نظرنا.
كما أعلن الرئيس الفلسطيني أن اللجنة التي وافقت إسرائيل على تشكيلها للتحقيق في الهجوم الدامي لا تلبي مطالب مجلس الامن الدولي. وقال عباس عقب لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان اقتراح اسرائيل بشأن لجنة التحقيق لا يتوافق مع طلب مجلس الامن.
من جانبه، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان رفض اسرائيل تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مجزرة الحرية هو ادانة ذاتية لحكومة الاحتلال، وتهرب اسرائيلي مباشر وواضح من حالة الضغط الدولي الرسمي المطالب بتشكيل لجنة دولية".

زيارة باراك لفرنسا
من ناحية اخرى، أرجعت مصادر رسمية إسرائيلية إلغاء زيارة إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى للعاصمة الفرنسية باريس الى خوفه من ملاحقته قضائيا جراء الهجوم الذى تعرضت له مؤخرا قافلة المساعدات الانسانية التى كانت متجهة لقطاع غزة والمعروفة "بأسطول الحرية".
وقالت المصادر- وفقا لما ذكرته جريدة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية على موقعها الالكترونى الاحد- إن باراك عدل عن هذه الزيارة بعد أن هددت جماعات متضامنة مع الشعب الفلسطينى بملاحقته قضائيا واعتقاله للتحقيق معه بشأن ارتكابه جرائم حرب وإصداره أوامر بمهاجمة أسطول الحرية مما أدى لمقتل وإصابة عدد كبير من النشطاء العزل.
يشار الى ان باراك كان سيفتتح خلال الزيارة جناح إسرائيل في معرض الصناعات العسكرية في باريس كما كان من المقرر أن يلتقي نظيره الفرنسي ارفيه موران ووزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد أعلن الاحد أن قاضى المحكمة العليا السابق يعقوب تيركل سيترأس لجنة التحقيقات الإسرائيلية التى ستنظر فى الأحداث المحيطة بالهجوم على أسطول الحرية لدى توجهه إلى غزة منذ نحو اسبوعين.

تخفيف الحصار
وفي سياق آخر، صرح توني بلير- مبعوث اللجنة الرباعية للسلام الخاص في الشرق الاوسط أن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على تخفيف الحصار الذي تفرضه على غزة بشكل كبير بحيث ستسمح بدخول السلع اليومية وتضمن في الوقت ذاته عدم دخول الاسلحة او مواد عسكرية الى القطاع.
ويأتي هذا التطور الذي قال مسئولون في الاتحاد الاوروبي إن تطبيقه قد يستغرق "اسابيع او اشهرا" نتيجة ضغوط دولية قوية اعقبت الهجوم الاسرائيلي على "اسطول الحرية" الذي كان يحمل مساعدات الى القطاع المحاصر.
وقال بلير للصحفيين- بعد محادثات في لوكسمبورج مع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي خلال المحادثات التي اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو- إن هناك موافقة اسرائيلية من حيث المبدأ" على السماح للسلع بعبور القطاع.
وأضاف أن الاسرائيليين سيواصلون الحصار المفروض على الاسلحة والمواد القتالية الا انهم مستعدون للسماح بعبور السلع الضرورية للحياة الطبيعية.
وذكر دبلوماسيون اوروبيون ان اسرائيل تفكر في فتح معبر كارني (المنطار) وكرم ابو سالم او احدهما لعبور السلع مشيرين الى احتمال خضوع هذه السلع للتفتيش من قبل الامم المتحدة مع استعداد الاتحاد الاوروبي لتمويل النظام الجديد.
واوضح بلير ان اسرائيل ستلغي قائمتها للمواد المسموح بعبورها الى غزة وتضع قائمة بالسلع الممنوعة. وقال بلير "هذا تغيير كبير، واعتقد وامل في ان نتوصل خلال الايام المقبلة الى وضع سياسة خاصة بغزة تخدم امن اسرائيل وتكون انسانية لسكان غزة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق