الاثنين، 14 يونيو 2010

محمود عبد العزيز : عدت للتمثيل بعد ان بعت الصحف بـ النمسا



سر نجاحه بساطته وإنسانيته، فارس الإسكندرية وقبطانها،فلمحمود مذاق خاص يؤدى للإدمان، بخيل فى حفلات تكريم نفسه» بتلك الكلمات الرقيقة، قدم الأب بطرس دانيال الفنان محمود عبدالعزيز للجمهور فى يوم تكريمه بالمركز الكاثوليكى، بينما أشار الناقد السينمائى طارق الشناوى الذى أدار اللقاء إلى أنه لا يستطيع إضافة شىء لما قاله الأب بطرس دانيال عن الفنان القدير، ولكنه وجه الشكر للمركز الكاثوليكى لأنه أصبح بالفعل منارة للإشعاع الثقافى ولعب دورا فى التوفيق بين الدين والفن، لأن جزءا كبيرا من التطرف الموجود الآن سببه المسافة الكبيرة بين الدين والفن.
قال محمود عبدالعزيز: الآن أتذكر مشوارى بأكمله فى التمثيل ورغبتى فى البداية أن أكون ممثلا والتى تفتحت مع تقليدى لبعض الشخصيات فى العائلة وكنت أرى نظرات الاستحسان والإعجاب فى عيونهم، فبدأ وقتها وعيى يتفتح وقررت أن أكون ممثلا. وتذكر محمود صدامه مع والده فى البداية عندما أراد أن يدخل معهد الفنون المسرحية ورفض والده دخوله المعهد فالتحق بكلية الزراعة، وتذكر أيضا أنه ما إن دخلها حتى بحث عن المسرح بها ولم يبحث عن المواد التى سوف يدرسها. كما تحدث عن ذكرياته فى مسرح الجامعة ولقائه بكرم النجار صديق عمره ــ الذى حرص على الوجود فى القاعة وقت التكريم ــ وقال عبدالعزيز إن كرم هو من نصحه بالنزول إلى القاهرة لأنه سيجد بها نفسه. ولم يخف عبدالعزيز أنه فى بداية اشتغاله بالتمثيل صار مأخوذا ببعض مظاهر الترف والعز وصداقة الفتيات، ولكنه بعد ذلك عرف معنى كلمة والده له عندما قال «لقد اخترت الطريق الصعب» لأن الفنان يحب دائما أن يتوخى الكمال فى فنه.
وذكره الشناوى بالصدمة التى حدثت له فى بداية مشواره عندما ترك مصر وسافر إلى النمسا وعمل ببيع الصحف.. فسرد محمود تلك القصة بالفعل عندما قال له أحد المخرجين فى بداية مشواره «أنت مالكش فى الفن» فسافر ليعمل فى الخارج بائعا للجرائد وقال عن تلك المرحلة: هاجرت إلى فيينا وعملت كبائع جرائد أمام الأوبرا فى النمسا وهى قمة الفن هناك بالطبع، وكنت أرى الممثلين فى الكواليس وتعرفت على الفن الحقيقى بطريقة جعلتنى أقرر العودة إلى مصر بعد أن قضيت شهرين ونصف الشهر فى النمسا، وعدت إلى الإسكندرية وقمت بعمل دراسات عليا فى الزراعة تحديدا فى دراسة النحل، وكان وقتها راتبى 16 جنيها و87 قرشا من عملى كباحث مساعد فى الجامعة حتى جئت للقاهرة وتعرفت على المخرج نور الدمرداش وعملت معه كمساعد مخرج وكانت أهم مرحلة فى حياتى حيث تعرفت على كثير من الفنانين والمخرجين.
كما تحدث عبدالعزيز عن مبدأ مهم اكتشفه فى حياته وهو أنه إذا أراد شيئا فالكون كله يتآمر لتحقيقه، وهى المقولة التى وجدها فى كتاب باولو كويلو «ساحر الصحراء» وقال إنه اكتشف ذلك الآن ولم يكن يدركه وقتها بالطبع ولكنه الآن متأكد منه، فهو وقتها كان يريد أن يكون ممثلا وكان يريد أن يلتقى رمسيس نجيب ويريد ان يكون هو من يقدمه، وقد تحقق هذا بالفعل وطلبه رمسيس نجيب لملاقاته بعد مشاهدته فى أحد الأعمال.
وعن بعده 6 سنوات عن الساحة بعد فيلم «الساحر» قال: ليس زهدا ولكنها رغبة فى عدم تقديم شىء لا يضيف إلىّ ولا يمتعنى لأن كلمة أى شخص من الجمهور عندما يقول لى «إيه اللى أنت عامله ده!» تؤلمنى جدا لذا ابتعدت حتى اجد ما يمتعنى ويمتع جمهورى.
ولم يخل الحوار من الحديث عن دور «عبدالملك زرزور» الذى قدمه فى فيلم «إبراهيم الأبيض» وقال عنه: كان من أصعب أدوار حياتى لأنه يحتاج تحضيرا كبيرا ودخلت إلى الشخصية من بعض الكلمات فى السيناريو جعلتنى أملك الشخصية وأفهم تفاصيلها، فسأله الإعلامى وائل الإبراشى: ألم تشعر بأن الفيلم به قدر كبير من الدموية.. فقال عبدالعزيز: هذا موجود فى الحقيقة بالفعل فمصر بها مناطق عشوائية كثيرة، وقد تكون وجهة نظر المخرج أن يحذر من ظاهرة ما قادمة. وقال صديقه السيناريست كرم النجار: محمود أحد اثنين عاصرتهما منذ بداياتهما ولمست فيهما رغبة فريدة فى النجاح واختلافا شديدا عن الآخرين، والشخص الثانى هو أحمد زكى رحمه الله.وفى نهاية الاحتفال قدم المركز الكاثوليكى تورتة خاصة للاحتفال بعيد ميلاد الفنان الذى واكب تكريمه، واحتفل معه جميع الموجودين من أصدقائه القدامى والصحفيين ومنهم: ميرفت أمين، كرم النجار، مجدى أبوعميرة، عاصم حنفى وطارق الشناوى وهانى عزيز وآخرون.


الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق