الاثنين، 14 يونيو 2010

ليبيا و سويسرا على طريق حل خلافهما و تطبيع العلاقات


توقيع وثيقة بعنوان (خطة عمل)
خطت ليبيا وسويسرا خطوة مهمة باتجاه اعادة العلاقات بينهما الى وضعها الطبيعى وانهاء حالة التوتر السائدة بين البلدين منذ عامين، على اثر حادث القبض على "هانيبال القذافى" نجل الزعيم الليبى معمر القذافى والاساءة اليه على يد شرطة جنيف فى يوليو 2008.وتتمثل هذه الخطة فى توقيع وثيقة بعنوان (خطة عمل) من جانب وزيرا خارجيتى ليبيا موسى كوسا وسويسرا ميشلين كالمى رى . كما وقعها الى جانبهما كضامنين كل من وزير خارجية اسبانيا انخيل موراتينوس الذى ترأس بلاده الاتحاد الاوربى حاليا، وسفير المانيا فى طرابلس ماتيوس ماير الذى توسطت بلاده فى حل الخلاف الليبي السويسرى .
وفى وثيقة "خطة العمل"، جددت سويسرا الأحد إعتذارها رسميا، عن نشر صور عملية القبض غير المبررة وغير الضرورية التي قامت بها شرطة جنيف بتاريخ الـ15 من يوليو 2008 ، تجاه الدبلوماسي الليبي " هانيبال معمر القذافي " وأسرته والأفعال المصاحبة من قبل شرطة جنيف ومسؤولين سويسريين آخرين.وأعربت سويسرا مجددا في خطة العمل عن إعتذارها عن النشر غير القانوني لصور الدبلوماسي الليبي " هانيبال معمر القذافي " في 4-9-2009 وهو ما يشكل خرقا للخصوصية بموجب القوانين السويسرية.
ونصت خطة العمل على أن حكومة "كانتون جنيف" تستنكر نشر هذه الصور، وتعترف بمسئوليتها، وأن الحكومة السويسرية تلتزم بسير التحقيق الجنائي الجاري الآن حول نشر صور الدبلوماسي الليبي "هانيبال" والذي سيتم من خلاله إحالة الجناة إلى العدالة وفقا للقانون المعمول به.
وفي حالة عدم تحديد هوية المسئولين عن هذا الفعل تقوم الحكومة السويسرية بدفع تعويض للشخص المتضرر يتفق على قيمته الطرفان.وعقب التوقيع على وثيقة خطة العمل الليبية السويسرية بمقر مجلس الوزراء فى طرابلس الأحد، أدلى الاطراف الاربعة وزراء خارجية ليبيا وسويسرا واسبانيا وسفير المانيا فى طرابلس بتصريحات للصحفيين حول مضمون الاتفاق والامال المعقودة عليه فى انهاء الخلاف بين طرابلس وبرن.وأعلنت وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمى رى، أن مواطنها ماكس جولدى الذى يقضي عقوبة بالسجن 4 اشهر فى طرابلس لمخالفته قوانين الاقامة والعمل، قد تم الافراج عنه وسيغادر العاصمة الليبية فى وقت لاحق الليلة. وقد يغادر جولدى بصحبة وزيرة الخارجية عائدا الى سويسرا.
وكانت قد تمت تبرئة زميله رجل الاعمال السويسرى رشيد حمدانى من نفس التهمة وغادر طرابلس فى فبراير الماضى.وعبر موسى كوسا امين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجى والتعاون الدولى"وزير الخارجية" الليبى فى مستهل المؤتمر الصحفى عن الشكر لكل من ساهم فى التوصل الى توقيع خطة العمل لانهاء الخلاف الليبى السويسرى.واعطى موسى كوسا الكلمة الى وزيرة الخارجية السويسرية التى قالت ان سويسرا تعبر فى الوثيقة التى تم توقيعها اليوم عن اعتذارها عن النشر غير القانونى لصور هانيبال القذافى من محاضر الشرطة السويسرية وهو ما يشكل اختراقا لقانون الخصوصية وللقانون السويسرى.واكدت ان الحكومة السويسرية ملتزمة طبقا لهذا الاتفاق باحالة الجناة فى حادث الاساءة الى هانيبال القذافى ونشر الصور الى العدالة وفق القانون السويسرى، كما اكدت ان المواطن السويسرى ماكس جولدى سيغادر طرابلس الليلة.
وقالت ان تلك بداية لتطبيع العلاقات بين البلدين، معربة عن ثقتها بأن العلاقات سوف تجد طريقها الطبيعى، وان هذه هى رغبة البلدين.وعقّب وزير خارجية ليبيا على تصريح وزيرة خارجية سويسرا، معربا عن شكره لاعتذارها عن حادثة اهانة هانيبال القذافى واسرته فى جنيف ، بتهمة تمت تبرئته منها وهى الاساءة الى اثنين من خدمه. وقال ان ما تعرض له هانيبال مخالف لكل القوانين والاعراف الدولية والقانون السويسرى، ونتمنى ان يسامح الشعب الليبي سويسرا على ما حدث.
واشار الى الحكم القضائى الذى حصل عليه هانيبال فى سويسرا بالتعويض فى القضية وقال ان هذا فى حد ذاته تبرئة له.وأكد ان ليبيا حريصة على ان يجرى تحكيم فى القضية وقال ان ذلك ضرورى لاحقاق الحق وسنعمل على تنفيذ هذا المطلب بالتعاون مع الاصدقاء الاسبان والالمان ويظل ذلك مسئوليتهم معنا الى ان ينتهى هذا الموضوع.من جانبه قال وزير خارجية اسبانيا ان اتفاق الأحد يضع حدا لفترة طويلة من سوء التفاهم والفهم بين بلدين صديقين لاسبانيا . وقال ان ليبيا وسويسرا صديقان لاسبانيا وكان علينا ان نساعدهما كما ان مدريد ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبى.وقال موراتينوس اننا تفهمنا حساسية الطرفين واشكر السلطات فيهما على السماح لنا بالتدخل فى اوقات عصيبة ولنقدم عرضا للوصول الى حل نهائى والى تطبيع علاقات البلدين.وأعلن ان ثاباتيرو رئيس وزراء اسبانيا (رئيس الاتحاد الاوربى حاليا) سيقوم بزيارة الى ليبيا للقاء القائد معمر القذافى وذلك قبل نهاية الشهر الحالى، موضحا ان مباحثات الجانبين ستتناول العلاقات الليبية الاوروبية والدخول فى مرحلة جديدة من هذه العلاقات.ويشار الى ان ليبيا والاتحاد الاوروبى تتفاوضان من اجل التوصل الى اتفاق اطار للتعاون والشراكة بينهما وقد عقدا لهذا الغرض 7 جولات من المفاوضات كان اخرها الاسبوع الماضى فى طرابلس.وقال اننى سوف التقى غدا مع وزير خارجية ليبيا فى لوكسمبورج لبحث موضوعات تعاون ما بين ليبيا والاتحاد الاوروبى منها موضوع التأشيرات والتحضير للقمة الافريقية الاوروبية المزمع عقدها فى ليبيا اواخر العام الحالى.
واعلن موراتينوس من جانبه ان وزيرة خارجية سويسرا ستصطحب مواطنها ماكس جولدى معها على الطائرة بعد الافراج عنه فى طرابلس.من جانبه، قال سفير المانيا بطرابلس فى المؤتمر الصحفى اننا جيران لسويسرا ونبذل ما فى وسعنا من اجل هذه العلاقة وقد حاولنا بناء الثقة بين ليبيا وسويسرا ونأمل ان يكون الفصل المتعلق بماكس جولدى قد انتهى وليكن ذلك خطوة جيدة للمستقبل.
وأضاف ان المانيا تعمل على اعادة الصداقة بي ليبيا وسويسرا من جديد، وأكد وزير خارجية ليبيا فى الختام، ردا على سؤال، ان التوصل الى اتفاق الأحد والافراج عن جولدى، لاينطوى على اى نوع من الصفقة، وقال ان المسألة ليست بيعا وشراء فهى اعمق واكبر من ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق