الثلاثاء، 15 يونيو 2010

مهرجان روتردام‮ ‬يلعب بالنار ‮.. ‬فتنة فيلدرز‮ ‬عرض مستمر


كثيراً‮ ‬ما نخسر معاركنا العادلة لمجرد عدم امتلاكنا وسائل الدفاع او الهجوم علي خصومنا الضعفاء لأننا ببساطة لا نستخدم سوي سلاح الصراخ الذي‮ ‬يمكن اعتباره معادلاً‮ ‬موضوعياً‮ ‬لسياسة الشجب والاستنكار التي‮ ‬تنتهجها الانظمة العربية،‮ ‬وكثيرة هي‮ ‬المعارك التي‮ ‬خسرناها والتي‮ ‬كان آخرها قضية الرسوم والافلام المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم،‮ ‬وموقف مهرجان روتردام الاخير الذي‮ ‬اعلن رئيسه خالد شوكات عن دعوة النائب الهولندي‮ ‬جيرت فيلدرز للمشاركة في‮ ‬الدورة القادمة لمهرجان روتردام للفيلم العربي‮ ‬وعرض فيلمه المثير للجدل‮ "‬فتنة‮" ‬خطوة نحو الحوار مع الآخر واثبات تطرفه وعنصريته من خلال تفنيد حججه،‮ ‬والرد عليها بما‮ ‬يليق بمثقفين‮ ‬يمتلكون القدرة علي الجدل والحوار للدفاع عن عقيدتنا ورسولنا الكريم بأسلوب علمي‮ ‬يناسب معتقدات وافكار الغرب‮.‬ ولكن بعيداً‮ ‬عن المبادرة التي‮ ‬قد تهدف لإثارة الجدل اكثر مما تهدف لتصحيح صورة الرب والمسلمين في‮ ‬اوروبا خاصة ان الفيلم مضت عليه فترة طويلة تجعلنا نفكر في‮ ‬اسباب اختيار هذا الفيلم في‮ ‬الدورة القادمة لا في‮ ‬الدورة السابقة مثلاً،‮ ‬ولكن ما‮ ‬يجب ان نؤكد عليه ان دعوة فيلدرز لمهرجان روتردام للفيلم العربي‮ ‬ومناقشة أفكاره لا فيلمه الردئ شيء جيد وايجابي‮ ‬اذا ما تم من خلال ندوة تقام علي هامش المهرجان رغم ان هذا الدور الذي‮ ‬نشكر ادارة المهرجان عليه‮ ‬يجب أن تتولاه جهات واشخاص آخرون مثل وزراء الخارجية والثقافة العرب الذين لا‮ ‬يقومون بواجبهم من تصدير الثقافة العربية والاسلامية للآخر والعمل‮ ‬علي‮ ‬تحسين العلاقات الخارجية بين الدول لمزيد من التقارب بين الثقافات المختلفة لتفادي‮ ‬أي‮ ‬صدام قد‮ ‬يحدث في‮ ‬المستقبل‮.‬ ولكن الاعلان عن مشاركة فيلم‮ "‬فتنة‮" ‬او علي الاقل عرضه داخل المهرجان‮ ‬يعتبر اساءة للمهرجان لا لمشاعر المسلمين التي‮ ‬قد‮ ‬يطالب الكثير منهم بمقاطعة المهرجان واعبتاره أحد المروجين للاساءة المتعمدة للرسول الكريم لأن المهرجان ليس مهرجانا لحوار الثقافات ولكنه مهرجان سينمائي متخصص‮ ‬يعتمد علي لجنة تختار الافلام المشاركة في‮ ‬مسابقته الرسمية او المشاركة علي هامش المهرجان بناء علي أصول وقواعد فنية لا‮ ‬يمكن الاختلاف عليها‮.‬ واذا نظرنا الي‮ ‬فيلم فيلدرز سنجد انه خال من معظم العناصر الفنية التي‮ ‬يعتمد عليها العمل السينمائي حتي‮ ‬لو حاول صناعه ادراجه تحت قائمة السينما الوثائقية لأن الفيلم الأزمة الذي‮ ‬شاهده معظم المسلمين في‮ ‬العالم مجرد حالة متجسدة للعنصرية والبغض لرافد من روافد الانسانية الذي‮ ‬اصبح الرمز المتجسد للارهاب في‮ ‬العالم بمساعدة اللوبي‮ ‬الصهيوني‮ ‬الذي‮ ‬نجح خلال عقود في‮ ‬الترويج لأفكار اصبحت مع الوقت‮ ‬يقينا لا‮ ‬يقبل الشك في‮ ‬كوننا همج لا نقبل الاخر ولا نقدر حرية الرأي‮ ‬والتعبير سواء كشعوب او ديانات او انظمة تتناقل وسائل الاعلام العالمية قمعها للتظاهر السلمية وقهرها للمطالبين بالتغيير‮.‬ وإذا كنا نياماً‮ ‬لاندرك الحقيقة الا بعد فوات الاوان فلن‮ ‬يفيد عرض فيلم‮ "‬فتنة‮" ‬خاصة بعد رفض صاحبه حضور المهرجان ومناقشة افكاره ولا اعتقد أن مبادرة خالد شوكات ومحاولته احراج فيلدرز اثناء حملته الانتخابية التي‮ ‬يستخدم العرب فيها كوسيلة دعاية قد تضر به ولكنها قد تضر بالمهرجان الذي‮ ‬يبدو ان رئيسه‮ ‬يلعب بالنار في‮ ‬وقت لا نحتاج فيه الا لاستخدام سلاح السينما الذي‮ ‬سخرته امريكا للترويج لكل ما تملكه وما لا تملكه من افكار وشعارات وصناعات وبدأت اسرائيل في‮ ‬استغلاله مؤخراً‮ ‬للعمل علي تجميل وجهها القبيح امام العالم ونحن مازلنا محلك سر لا نتحرك الا لمجد شخصي‮ ‬وأو ربح مادي‮ ‬رغم أننا قد نحصل علي كليهما ببعض الوقت والجهد والعمل الذي‮ ‬نستطيع بدلاً‮ ‬من الاعتماد علي سلاح الصراخ الذي‮ ‬لا تفهمه الثقافات الغربية‮.‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق