الأحد، 30 مايو 2010

أزمة ديون اليونان تكشف عشوائية تصريحات الحكومة

غالي‮ ‬ينفي‮ ‬تأثر مصر بالأزمة‮.. ‬و»عثمان‮« ‬يربط خطورتها بالانتشار في‮ ‬أوروبا

دخلت اقتصاديات العالم في‮ ‬سلسلة من الأزمات التي‮ ‬ما تكاد تخرج من احداها حتي‮ ‬تدخل في‮ ‬الاخري،‮ ‬ازمة الائتمان الأمريكي‮ ‬التي‮ ‬هزت أرجاء العالم اقتصاديا مروراً‮ ‬بأزمة دبي،‮ ‬وأخيراً‮ ‬أزمة ديون اليونان التي‮ ‬باتت تهدد الكيان الاوروبي‮ ‬كله‮.‬ وبالرغم من ان اليونان علي‮ ‬شفا الافلاس طبقاً‮ ‬لما جاء علي‮ ‬لسان وزير ما ليتها جورج باكونتسانيو،‮ ‬وتفاقم ديونها لما‮ ‬يزيد علي‮ ‬الـ300‮ ‬مليون‮ ‬يورو،‮ ‬وبالرغم من تأثر بعض دول الاتحاد الاوروبي‮ ‬بصفة مباشرة ومخاوف البعض من انتشارها في‮ ‬باقي‮ ‬دول الاتحاد،‮ ‬الا ان ذلك لم‮ ‬يحرك ساكناً‮ ‬لدي‮ ‬الحكومة المصرية التي‮ ‬تربطها علاقات تجارية قوية بتلك الدول وكأن مرور هذه الدول بهزات اقتصادية ولو طفيفة لن‮ ‬يؤثر علي‮ ‬الاقتصاد المصري‮ ‬بأي‮ ‬صورة من الصور‮.‬ الغريب ان التصريحات الحكومية تنفي‮ ‬وجود أي‮ ‬تأثير لهذه الازمة،‮ ‬رغم تأكيد خبراء الاقتصاد علي‮ ‬حدوث عكس ذلك،‮ ‬فقد قال الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية في‮ ‬بداية الازمة إن التحدث بشأن تأثر مصر بأزمة اليونان سابق لأوانه،‮ ‬ثم صرح بأن تأثير ازمة اليونان مرهون بانتشارها في‮ ‬باقي‮ ‬دول الاتحاد الاوروبي‮ ‬التي‮ ‬تمثل الشريك الاساسي‮ ‬وتستحوذ علي‮ ‬40٪‮!! ‬،‮ ‬كما صرح وزير المالية د‮. ‬بطرس‮ ‬غالي‮ ‬في‮ ‬تعليقه علي‮ ‬مدي‮ ‬التأثر بالازمة بأن مصر بعيدة تماماً‮ ‬عن تداعيات الازمة اليونانية،‮ ‬ولن‮ ‬يحدث للاقتصاد المصري‮ ‬ما حدث لنظيره اليوناني،‮ ‬وارجع سبب الازمة إلي‮ ‬نظام قانون المعاشات والتأمينات المبالغ‮ ‬فيه لاشتراك اليونان في‮ ‬العملة الاوروبية الموحدة‮.‬ وبالرغم من ان سقوط العملة الاوروبية الموحدة‮ »‬اليورو‮« ‬سيكون له تبعات سلبية كبيرة علي‮ ‬السوق الاقتصادي‮ ‬المصري،‮ ‬متمثلة في‮ ‬انخفاض قيمة الصادرات المصرية وتأثيرها سلباً‮ ‬بذلك وتأثر السياحة المصرية من خلال عدد السائحين القادمين من اوربا،‮ ‬والتي‮ ‬تمثل‮ ‬75٪‮ ‬من الافواج السياحية القادمة إلي‮ ‬مصر وتأثر ايردات السياحة المصرية،‮ ‬وارتفاع نسبة التضخم في‮ ‬مصر بصورة‮ ‬غير مباشرة نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقارنة بالجنيه المصري‮ ‬بعد هبوط اليورو،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعمل علي‮ ‬ارتفاع السلع المستوردة،‮ ‬الا ان كل ذلك بعيد تماماً‮ ‬عن اذان المسئولين في‮ ‬الحكومة المصرية‮.‬ تري‮ ‬الدكتورة ضحي‮ ‬عبد الحميد استاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية ان تأثير ازمة اليونان علي‮ ‬الاقتصاد المصري‮ ‬سوف‮ ‬يكون طفيفا،‮ ‬خصوصاً‮ ‬بعد الدعم الذي‮ ‬حصلت عليه اليونان من صندوق النقد الدولي‮ ‬مؤخراً‮ ‬بقيمة‮ ‬250‮ ‬مليار‮ ‬يورو لإقالتها من تعثرها،‮ ‬وهوما سوف‮ ‬يدفعها إلي‮ ‬الامام مشيرة إلي‮ ‬التأثر الشديد لدول الاتحاد الاوروبي‮ ‬ذات التكتلات الاقتصادية الكبيرة التي‮ ‬تربطها علاقات اقتصادية كبيرة‮.‬ واوضحت ان انخفاض سعر اليورو‮ ‬يترتب عليه الحاق الكثير من المشاكل للمستثمرين والصرافات والبنوك في‮ ‬ظل الخسائر المستمرة،‮ ‬مؤكدة وجود تخوفات من المستثمرين من تفاقم ازمة ديون اليونان،‮ ‬وتطورها إلي‮ ‬ازمة عالمية جديدة داخل منطقة الاتحاد الاوروبي‮ ‬وقتها سيصبح التأثير كبيرا علي‮ ‬الاقتصاد المصري‮.‬ وفيما‮ ‬يخص السياحة في‮ ‬مصر ومدي‮ ‬تأثرها بالازمة،‮ ‬قالت‮ »‬عبد الحميد‮« ‬ان تأثيرها سيكون بشكل اكبر خصوصاً‮ ‬ان معظم السياحة القادمة الينا من دول الاتحاد الاوروبي‮ ‬الذي‮ ‬اصيب بالازمة،‮ ‬اضافة الي‮ ‬انها دعت شعوبها الي‮ ‬تبني‮ ‬خطط تقشفية‮.‬ واوضحت ان من الدروس المستفادة من الازمة ضرورة وجود آليات دفاعية‮ ‬يمكن استخدامها خلال الازمات لحمايتنا من الصدمات بالاضافة للاستفادة من رد فعل البنوك المركزية وجهودها ومعرفة الآليات التي‮ ‬تجعلها قادرة علي‮ ‬التصدي‮ ‬لأي‮ ‬ازمات مستقبلية‮.‬ وقال د‮. ‬ناجي‮ ‬البير رئيس لجنة العلاقات الخارجية بجمعية رجال الاعمال إن اليونان تعد الدولة رقم‮ ‬22‮ ‬من إجمالي‮ ‬104‮ ‬دول تستثمر في‮ ‬مصر بنظام الاستثمار الداخلي‮ ‬حيث‮ ‬يبلغ‮ ‬اجمالي‮ ‬المشروعات حوالي‮ ‬26‮ ‬مشروعا،‮ ‬كما انها تصنف الدولة رقم‮ ‬33‮ ‬من اجمالي‮ ‬66‮ ‬دولة تستثمر بنظام المناطق الحرة،‮ ‬بحوالي‮ ‬7‮ ‬مشروعات ويصل اجمالي‮ ‬الاموال اليونانية المستثمرة في‮ ‬مصر بحوالي‮ ‬828‮ ‬مليون جنيه،‮ ‬وهي‮ ‬بالتالي‮ ‬شريك تجاري‮ ‬اساسي‮ ‬لا‮ ‬يمكن الاستغناء عنه ولا شك ان الاقتصاد المصري‮ ‬سيتأثر بما حدث في‮ ‬الاقتصاد اليوناني‮ ‬ولكن هذا التأثر سيكون بشكل متباين عكس بعض الدول التي‮ ‬تأثرت بشكل مباشر مثل البرتغال وأسبانيا‮.. ‬وقد بدأت بوادر التأثر لدينا من خلال البورصة التي‮ ‬تراجعت حوالي‮ ‬6٪‮ ‬منذ بداية الازمة وحتي‮ ‬الأن علي‮ ‬حسب ألبير مضيفاً‮ ‬ان البورصة هي‮ ‬القطاع الاكثر حساسية وتأثراً‮ ‬بما‮ ‬يحدث في‮ ‬الخارج،‮ ‬وشاهدنا عمليات البيع المكثف من قبل الاجانب والذي‮ ‬أثر بشكل كبير علي‮ ‬البورصة المصرية مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬وجود عوامل داخلية أخري‮ ‬ساعدت علي‮ ‬تعظيم أثر ازمة اليونان علي‮ ‬البورصة‮.‬ واوضح البير ان ارباح المصريين ستتأثر سلباً‮ ‬بأزمة اليونان في‮ ‬ظل تخفيف قيمة عملة اليورو وعزوف بعض المستثمرين عن المضاربة في‮ ‬البورصة والتوجه إلي‮ ‬ملاذ اكثر امناً‮.‬ واشار‮ »‬ألبير‮« ‬إلي‮ ‬تراجع عدد السائحين القادمين من أوروبا والذي‮ ‬يمثل‮ ‬75٪‮ ‬في‮ ‬مصر وبالتالي‮ ‬سوف تقل ايرادات السياحة المصرية مما‮ ‬يؤكد أن قطاع السياحة سيكون الاكثر تأثراً‮.‬

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق