اعلنت اسرائيل انها لن تشارك في تطبيق الاتفاق الذي توصل اليه مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي لجهة نزع السلاح وايجاد منطقة في الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية.
واورد بيان للحكومة الاسرائيلية صدر في تورونتو التي وصل اليها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة في اطار زيارة لكندا تستمر اربعة ايام، ان "هذا القرار ينطوي على خبث وعجز كبيرين. انه يتجاهل الوقائع في الشرق الاوسط والتهديدات الفعلية التي تواجهها المنطقة والعالم اجمع".
واضاف البيان ان نص القرار "ينتقد اسرائيل، الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الاوسط والبلد الوحيد المهدد باجتياح". وتابع "بالنظر الى الطبيعة المنحرفة لهذا القرار، لن تشارك اسرائيل في تطبيقه".
ودعت الوثيقة الختامية لمؤتمر تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي الى عقد مؤتمر دولي العام 2012 "يفترض ان يفضي الى قيام" منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الاوسط تشمل اسرائيل وايران.
وبحسب الوثيقة "من المهم ان تنضم اسرائيل الى المعاهدة وتضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
دور مصري بارز
من جانبه، أكد ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة إن الإجماع الذي حظي به اقتراح مصر عقد مؤتمر دولي عام 2012 لبحث حظر اسلحة الدمار الشامل في كل منطقة الشرق الاوسط ,يؤكد مصداقية الجهود المتواصلة التي بذلتها القيادة السياسية لمصر طوال الفترة الماضية. واضاف السبت في تصريحات للصحفيين بنيويورك أن الهدف الاساسي من جهود مصر هو اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الاسلحة النووية,وهو ما عمل من أجله الرئيس حسنى مبارك منذ مطلع التسعينات. وقال السفير المصري إن مارثونا من المفاوضات الناجحة قادتها مصر مع الولايات المتحدة "وتمكنا في النهاية من التوصل إلى إتفاق" بشأن إسرائيل, حيث تدعو الوثيقة إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي واخضاع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاصة بمنع الانتشار النووي وهي فقرة كانت ترغب الولايات المتحدة في حذفها. ووافقت جميع الدول الموقعة علي معاهدة حظر الانتشار النووي علي اقتراح تقدمت به مصر لعقد مؤتمر دولي يدعو اليه الأمين العام للامم المتحدة عام 2012 لبحث حظر أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط.
تحفظ أمريكي
من جهتها قال مسئول كبير بالبعثة الأمريكية لدي الأمم المتحدة في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن واشنطن لا تشعر بارتياح ازاء تضمين الوثيقة النهائية للمؤتمراشارة الي اسرائيل لعدم توقيعها علي اتفاقية حظر الانتشار النووي,بالرغم من وجود دول اخري لم توقع علي الاتفاقية. وقالت ايلين توشر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للأمن القومي والحد من التسلح إن موافقة واشنطن علي الوثيقة تعكس التزام أمريكا بالعمل الجماعي مع المجتمع الدولي وهو يدل أيضا علي أن العمل الجماعي هو "حجر الزاوية نظام منع الانتشار النووي الدولي,مع ادراج الركائز الرئيسية الثلاث للمعاهدة وهي نزع السلاح ومنع الانتشار والاستخدامات السلمية للطاقة النووية". وأضافت في ختام المؤتمر أمس أن واشنطن بذلت الولايات المتحدة كل جهد ممكن لتجديد هذا التوافق في الآراء",مشيرة الي أنه قبل عاكثر من عام وضع الرئيس اوباما رؤيتة للسلام والأمن في عالم خال من الأسلحة النووية ووضع الخطوط العريضة لمسار واقعي لتحقيق هذا الهدف". وقالت إن "الوثيقة الختامية تدعو الدول الي الامتثال الكامل لمعاهدة حظر الانتشار النووي من أجل دعم سلامة المعاهدة وسلطة نظام الضمانات الخاص بها. وفي هذا الصدد , نشير إلى بيان وزيرة الخارجية كلينتون في افتتاح هذا المؤتمر الاستعراضي عندما أكدت أن ايران هي البلد الوحيد في هذه القاعة التي تنتهك التزامات الضمانات النووية". واضافت قائلة " ان ايران لم تفعل شيئا لتعزيز ثقة المجتمع الدولي ".
وفيما يتعلق بعقد المؤتمر الدولي عام 2012,قالت ايلين توشر " سوف نعمل مع دول في المنطقة لتهيئة الظروف لعقد مؤتمر ناجح. ونعتقد أن لدينا القدرة على القيام بذلك بالرغم من الخطورة الشديدة التي تمثلها ذكر اسرائيل بمفردها في قسم الشرق الأوسط , ونحن تأسف بشدة لذلك". وفيما يتعلق بنص المعاهدة المتعلق بكوريا الشمالية,قالت "إن واشنطن تعرب عن استيائها لتحدي كوريا الشمالية المتكرر للقانون الدولي ولالتزاماتها الدولية". واضافت قائلة " ينبغي علي كوريا الشمالية أن تدرك أنها لن تحقق الأمن أو القبول من قبل المجتمع الدولي دون التخلي الكامل عن الاسلحة النووية". إشادة دولية وقد حظت نتائج المؤتمر بإشادة دولية .. حيث أشادت ايران السبت بنتائج المؤتمر التي توصلت الى اتفاق بشأن جعل الشرق الاوسط خاليا من السلاح النووي وطلبت من اسرائيل وضع كافة منشآتها النووية تحت الرقابة الدولية.
وقال علي اصغر سلطانية ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة الانباء الايرانية الرسمية "هذه خطوة الى الامام باتجاه اقامة عالم خال من الاسلحة النووية". وعن التحفظات الاميركية بشأن مطالبة اسرائيل بذلك قال سلطانية "انها رمزية". واضاف ان "الولايات المتحدة مجبرة على مواكبة مطالبة المجتمع الدولي اسرائيل بالانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووي وفتح منشآتها النووية لعمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتعارض اسرائيل جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي طالما لم يعم السلام فيها وهي لم تعترف ابدا بحيازتها السلاح النووي غير ان الخبراء يؤكدون انها تملك 200 راس نووي على الاقل. في المقابل لم يشر البيان الختامي للمؤتمر الى ايران وذلك رغم اتهامها من قسم من المجتمع الدولي بالسعي لحيازة سلاح نووي. وعن اعراب الولايات المتحدة عن معارضتها "بشدة" الاشارة الى اسرائيل دون غيرها في بيان المؤتمر .. قال سلطانية انه بمثل هذه التعليقات "تعزل الولايات المتحدة نفسها بنفسها عن المجتمع الدولي" مؤكدا ان "القضية النووية الايرانية من اختصاص الوكالة الدولية للطاقة الذرية بينما كان المؤتمر كان مخصصا لمعاهدة منع الانتشار النووي ومستقبلها". كما رحب الاتحاد الأوروبي بالبيان الختامي للمؤتمر وقالت مفوضة الشئون الخارجية والسياسة الامنية للاتحاد الأوروبي , كاثرين أشتون , السبت في بروكسل: "هذا يظهر أن نظام نزع الأسلحة وعدم انتشارها حيوي ومدعوم من الجميع". و أشادت أشتون بالبيان الذي طالب فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنظيم مؤتمر بعد عامين تشارك فيه جميع دول الشرق الأوسط بهدف إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. قالت أشتون إن الاتحاد الأوروبي يعتزم البدء سريعا في تطبيق إجراءات خطة العمل المتفق عليها.
نايل نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق