يحرص الفنان هشام سليم فى هذه المرحلة على انتقاء أدواره جيدا وأن يرتدى ثوب شخصيات أكثر جدلا، وهو يستعد حاليا لبطولة مسلسل «اختفاء سعيد مهران» تلك الشخصية التى يؤكد على شدة صعوبتها وكثرة تفاصيلها وبعدها التام عن تلك الشخصية التى قدمها شكرى سرحان فى فيلم «اللص والكلاب»، ويروى لـ«الشروق» حقيقة ما أشيع عن المشكلات التى واجهت المسلسل، ويعترف بأن هناك مؤامرة للاستهانة بتاريخه الفنى। < ما سر حماسك لمسلسل «اختفاء سعيد مهران»؟ ــ ما حمسنى له هو بدايته الرائعة التى تمثلت فى الـ4 حلقات الأولى المكتوبة جيدا بالإضافة لفكرته الجديدة التى شجعتنى على خوضه، ولكنى لم أكن أعلم بكل العقبات التى ستحدث نتيجة عدم اكتمال الحلقات ولذلك فإنه من الخطأ التعاقد على عمل غير جاهز للتصوير، وهو ما دفع كلا من يوسف عثمان مدير الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامى وسيد حلمى رئيس المدينة للتخطيط لعدم قبول أى أعمال غير مكتملة وهذا ما أخبرانى به. < أيعنى كلامك هذا أن بقية الحلقات المكتوبة بعد الـ4 الأولى تنطوى على عدة مشكلات؟ ــ لا استطع وصفها بـ«المشكلات» قدر أنها اختلاف فى وجهات النظر، حيث إن المؤلف ينظر للقصة بينما يرغب المخرج فى كيفية تحويلها لصورة جميلة ومغايرة فى الوقت الذى يفكر فيه الفنان فى كيفية تجسيد الشخصية المكتوبة على أرض الواقع بحيث تتوافر فيها عوامل الجذب، وكل هذا الاختلاف يستدعى الاجتماع فى جلسات عمل كثيرة للتوصل لأقرب الحلول والتقريب بين وجهات النظر. < وما القصة التى يدور حولها العمل؟ ــ يدور حول شخص يسمى «همام» يقتل والده حرقا فيسعى للانتقام من قاتل أبيه ثم يختفى بعد ذلك، ولكن البطل مغرم بشخصية سعيد مهران فى فيلم «اللص والكلاب» ويطلق على نفسه هذا الاسم كمسمى حركى فقط، وهذا هو الرابط الوحيد بين الشخصيتين وليس كما تردد أنه فيلم تم تحويله لمسلسل. < ولماذا لا يتم تغيير الاسم تجنبا للمغالطة؟ ــ لا يهمنى تغيير الاسم لأنه أمر يرجع للمؤلف والمخرج، والأساس بالنسبة لى هو القصة فقط. < ألا ترى أن قضية «الثأر» ليست جديدة على الإطلاق؟ ــ معظم الأعمال الفنية فى العالم كله مبنية على عدد محدود من «التيمات» هى الحب والخيانة والثأر وغيرها، ولكن المهم هو زاوية المعالجة الجديدة فى العمل ودلالته، وفى «اختفاء سعيد مهران» الثأر لا يعد مهما فى حد ذاته ولكن الأهم هو الأسباب التى دفعت همام للأخذ بالثأر. < من الواضح أنك ستظهر فى شكل جديد عليك؟ ــ أتمنى ذلك، ولكنى للأسف لا استطع حتى الآن الإلمام بكل خيوط شخصية همام الذى يتسم بالتعقيد الشديد والتفرع والغرابة، وبالتالى أواجه صعوبة كبيرة فى تجسيده. < وما حقيقة المشكلات التى واجهت المسلسل نتيجة اعتذار المخرجين شيرين عادل وسعيد حامد؟ ــ سعيد حامد لم يعتذر، وهو من سيقوم بالإخراج وجمعتنى به عدة جلسات عمل، أما شيرين عادل فقد ألغت تعاقدها بسبب عدم اكتمال الحلقات وصرحت من قبل أنها «وافقت على العمل بعد أول 4 حلقات منه و لكن بعد أن وصلنى 12 حلقة وجدت أنه لا يصلح سوى الـ 4 الأولى فقط»، وأنا أعطى لها كامل الحق فى اعتذارها لأنه من الممكن لأى طرف أن يعتذر عن العمل بعد قراءة عدة حلقات منه لأنه لم يجد نفسه فيه. < قلت من أنك لم تضع أى شروط عند التعاقد॥ ألست مقتنعا بقاعدة «العقد شريعة المتعاقدين»؟ ــ أنا كممثل مطلوب منى تنفيذ عملى فقط ولا يحق لأحد التدخل فيه كما أنه ليس من حقى أن أفرض شروطا فى العقد رغما عن أى طرف آخر، وليس معنى أنى أرغب فى أن أصبح رقم واحد أن اشترط كتابة اسمى أولا فهذا «عيب»، لأنه من المفروض أن أسأل نفسى أولا هل استحق وضع اسمى فى المقدمة أم لا؟، وفى النهاية القيمة الحقيقية هى التى يعطيها الجمهور للفنان. < ولكنك اعترضت مرتين من قبل بسبب ترتيب الأسماء على التتر خاصة فى «حرب الجواسيس»؟ ــ «البطل» مسألة نسبية من شخص لآخر، والحمد لله على تكريمى من عدة جهات بسبب دورى فى هذا المسلسل، ولكن اعتراضى لم يكن بسبب ترتيب الأسماء بقدر ما كان اعتراضا على الاستهانة بقيمتى التاريخية والفنية. < وبماذا تصف تكريمك فى مهرجان المركز الكاثوليكى؟ ــ مثل أى تكريم من جهة أخرى تحترمنى وتشيد بدور «السيد عادل»، ولكن أهم ما يميز جوائز الكاثوليكى هو «عدم التدخل فيها وإعطائها لمن يستحقها فعلا»، وهذا التكريم يجعلنى أحمل على عاتقى ضرورة الارتقاء بمستواى الفنى. < هل ترى هذا التكريم تعويضا لك عن استبعاد اسمك من قائمة ترشيحات جوائز الأوسكار المصرية؟ ــ حتى الآن لا أفهم ماذا حدث لأنى بالفعل وصلنى جواب يؤكد تكريمى فى الأوسكار ولكن لم يتصل بى أحد بعد ذلك واكتشفت أنه تم استبعادى، وكل ما أريد سؤاله هو لماذا بعثوا لى بالخطاب بالرغم من أننى لست مكرما؟. < هل تعتقد أن ما يحدث هو مخطط حقيقى لتهميش تاريخك الفنى؟ ــ اعتقد ذلك بنسبة كبيرة، ولكنى لا أعرف لماذا لا يحدث هذا سوى معى أنا بالذات ولو شغلت نفسى بالأسباب عندئذ سأكون فى دائرة مفرغة لا نهاية لها، وما يثبت هذا التهميش فعلا ما حدث معى فى السينما فأنا الممثل الوحيد الذى لا يعمل بها الآن. < وهل بعدك عن السينما باختيارك أم أنك مجبر على ذلك؟ ــ اعتبر نفسى مبتعدا عن السينما باختيارى، لأنه سبق اضطهادى من قبل عندما قال لى المنتج محمد حسن رمزى «بسبب رفضك لأكثر من سيناريو فلن نبعث لك بسيناريوهات أخرى»، فهل معنى أنى اعتذرت عن كذا سيناريو أننى مخطئ؟، ثم استطرد فقال «ولكن كل ذلك يدل على أن المنتجين لا يرغبون فى أن يعترض أحد على شىء وأن يخضع كل الناس لهم بناء على الحجة التى يرددونها دائما ألا وهى «متطلبات السوق عاوزه كده». < ولماذا لا تفكر فى الإنتاج لنفسك؟ ــ كيف أنتج لنفسى فى ظل وجود شركات الإنتاج السينمائى التى تحتكر السوق وفى ذات الوقت تمتلك معظم دور العرض؟، فلو أقدمت على هذه التجربة فستواجه الفشل الذريع لأنهم عندئذ سيقولون لى لا توجد دور عرض فارغة لعرض فيلمك، أو يعرضون الفيلم ولكن يسحبوه من السوق فى أقرب وقت بحجة أنه لم يلق إقبالا جماهيريا، وحتى لو فكرت فى إنشاء شركة إنتاج فسيكون الفشل مصيرها أيضا لأن شركات الإنتاج الحالية ستضع أمامها العديد من العراقيل. < كلامك ينطوى على رسالة للفنانين الشباب الواجب عليهم الالتفات لكل ذلك؟ ــ للأسف شباب الفنانين مخدرون بكلمة «هنعملك نجم»، وعلى فكرة هناك شباب مبتدئون فى السينما يدفعون المال من أجل العمل فى المجال الفنى وبالتالى الشهرة.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق