الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

بهجة الأضحية تقاوم سكين الأسعار


سكين سيدنا إبراهيم نحرت الخروف الهابط من السماء قبل لحظات من تنفيذ الأمر الربانى بذبح ابنه إسماعيل। إعادة تمثيل المعجزة الإلهية اليوم يتطلب ما قد يعد معجزة من نوع آخر لغالبية الأسر المصرية، وهى توفير ما بين 1500 إلى 20 ألف جنيه ثمن الأضحية. «الأسعار السنة دى مولعة»، طبقا لعبدالحميد على، أحد صغار مربى المواشى بالبحيرة. يقول عبدالحميد إن سعر العجل «القايم»، أى الحى، قد وصل إلى 27 جنيها، أى أن العجل متوسط الوزن يصل ثمنه إلى 11 ألف جنيه تقريبا. أما الخرفان فيتراوح ثمنها بين 1400 إلى 2500 جنيه. يحرص عبدالحميد على أن يحتفظ بأحد حيواناته كأضحية، حتى وإن كان هذا الحيوان «جدى نحيل»، وهو أقل أنواع الأضحية وأرخصها ثمنا. يقول عبدالحميد إن التقاليد القروية تحتم على الجميع الالتزام بالتضحية، حتى الفقراء منهم، «واللى مش قادر بيعمل عقد مخصوص علشان يقدر على ثمن الأضحية»، ويقصد بالعقد أن يبيع صغار الفلاحين محاصيلهم الزراعية بأسعار زهيدة لتجار الجملة من قبل موسم الحصاد حتى يوفروا المال اللازم لشراء الأضحية. يأتى عيد الأضحى اليوم بعد 3 سنوات من توالى الأمراض القاتلة على مواشى مصر وهو أحد الأسباب الرئيسية فى ارتفاع سعرها، فالحمى القلاعية والأمراض الجلدية قد أودت بجزء لا يستهان به من الثروة الحيوانية، والحديث للدكتور أحمد الكومى أستاذ الثروة الحيوانية بجامعة الإسكندرية، والذى يمتلك مزرعة خاصة. يقول الكومى إن ارتفاع سعر العلف والبرسيم قد أجبر الفلاحين على بيع إناث الأبقار والجاموس للتخلص من عبء تربيتها ولحاجتهم الفورية فى الحصول على ثمن لحمها، «خاصة أن أكثر من 70% من الثروة الحيوانية فى مصر تتركز فى أيدى صغار المربين من الذين يمتلكون أقل من 5 حيوانات». كل هذه الأسباب قد دفعت دار الإفتاء الأسبوع الماضى إلى إصدار فتوى تبيح شراء «صك الأضحية» بدلا عن الذبح. الفتوى أكدت أهمية التضحية فى نشر التقارب الاجتماعى، لكن أتاحت أيضا لغير القادرين ماديا أو شراء الصك من بنك الطعام. فكرة الصك هى أن يتشارك المضحون فى ثمن شراء خرفان وعجول تصل إلى مليون أسرة فقيرة. ثمن الصك البلدى 999 والمستورد 777 جنيها، يتم توزيع اللحوم البلدية فى العيد وتوزع اللحوم المستوردة فور وصولها من إثيوبيا والبرازيل واستراليا خلال الأسبوعين المقبلين.
الشروق - أحمد عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق