السبت، 20 نوفمبر 2010

باسم ياخور : حلم الوحدة العربية "رومانسى" و وجودى الفنى بمصر مازال تجربة


عرف الجمهور المصرى باسم ياخور بدوره فى مسلسل «حرب الجواسيس»، الذى نال عنه إشادة النقاد وصناع الدراما، ثم اشتهر بدوره فى مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، الذى حظى بمشاهدة عالية فى مصر والوطن العربى.
«المصرى اليوم» حاورت باسم فى سوريا، وتحدث عن أدواره وخطته فى العمل فى الدراما المصرية، كما تطرق الحديث إلى آرائه السياسية ورؤيته لإسرائيل كدولة محتلة أرض الجولان السورية وتعامل الشعب السورى مع هذه القضية، ووصف الحكومة الإسرائيلية بأنها «منحطة».
■ كيف تنظر لتجربتك الفنية فى مصر؟
- مجرد تجربة، فيها نوع من اكتشاف الساحة والأسماء المهمة فى الكتابة ومخرجين أتعرف على أساليبهم الإخراجية، لكن لا أعتقد أننى عملت ما أشتهى أو أتمنى فعله فعلاً فى مصر حتى الآن.
■ كيف وافقت على المشاركة فى «زهرة» بعد دورك فى «حرب الجواسيس»؟
- شخصية «أبوسليم» فى «حرب الجواسيس» مركبة ومكتوبة بحرفية، وتلعب على مستويين، الشكل اللطيف، الذى يظهر المودة والحب واللطف، والباطن الملىء بالمخططات الصهيونية لذلك كانت تحتاج إلى دراسة، أما شخصية «ماجد» فى «زهرة وأزواجها الخمسة»، فكانت نوعاً من تعريف الجمهور المصرى بى والتنويع فى الأدوار، فهو رجل رومانسى قلبه ملىء بالحب، وشخصيته مختلفة عن أدوارى السابقة فى «حرب الجواسيس» و«خليج نعمة» و«ظل المحارب».
■ جسدت شخصيات تاريخية عديدة، ما الشخصية التى تشبهك فيها؟
- الحقيقة من الصعب أن نتبنى شخصية تاريخية معينة، ونشعر أنها تجسدنا أو قريبة منا فى تفاصيلها لأن الشخصيات عاشت فى زمن ومناخ مختلفين تماماً، لكن من الشخصيات التى استمتعت جداً بأدائها هى شخصية «أبومسلم الخرسانى» فى مسلسل «صقر قريش» واستمتعت أيضاً بأداء شخصية نور الدين زنكى فى مسلسل «صلاح الدين»، خصوصاً أنه يموت فى الحلقة العشرين، وأعجبت جداً بشخصية «خالد بن الوليد»، بالقراءات التاريخية عنها، لكن كانت لى ملاحظات عديدة فى الحلقات العشر الأخيرة، بسبب بطء الإيقاع خاصة فى الحلقات الأخيرة، وأيضاً بسبب الإسهاب فى الحديث عن تفاصيل عسكرية، أنا أحكى عن التفاعل بين الممثل والنص، لكن أقرب الشخصيات لقلبى «نور الدين زنكى» و«أبومسلم الخرسانى».
■ ما رأيك فى مستوى الإخراج فى مصر خاصة أنك صاحب تجربة إخراجية؟
- أنا مخرج لتجربة يتيمة، والمخرج المصرى متنوع ومهم والآن أحاول اكتشاف الحالة الإخراجية، وفى مصر تعاملت مع نادر جلال الذى يُعد من المخرجين العظام وأعتقد أنى من الناس المحظوظين لعملى مع مخرج مهم مثله فهو من المخرجين المتميزين الذين يعملون على تفاصيل الممثل بعقد جلسات، ويعمل على الحالة النفسية ويجلس فى جلسات طويلة ويتحدث فى أدق تفاصيل الشخصيات، وأتمنى أن أعمل مع مخرج مهم جداً أعتقد أنه من المخرجين الأهم فى العالم العربى، هو المخرج خالد يوسف، تلميذ الراحل يوسف شاهين فهو ليس مخرجا يعمل عملاً فنياً فقط، إنما لديه قناعة بأهمية وقيمة العمل ودوره وله موقف اجتماعى وسياسى وشاهدت جميع أفلامه، وأعجبت بـ«حين ميسرة» رغم جرأته لأنه يسلط الضوء على أهم المشاكل والعيوب والبشاعة فى المجتمع ويفضحها، وكأنه يقول للعالم انتبهوا لهذه البشاعة.
■ ماذا عن المخرجين السوريين؟
- عندى تجارب مع عدد كبير من المخرجين السوريين العباقرة، ويوجد حالياً جيل جديد تتلمذ على أيادى عمالقة المخرجين الكبار مثل المخرج هيثم حقى، وهو صاحب مدرسة تعتمد على اللغة السينمائية فى المادة التليفزيونية وتتلمذ على يديه عدد كبير، ومن المخرجين الحاليين المبدعان باسل الخطيب وحاتم على.
■ هل ستشارك فى مسلسل محمد على؟
- لا لن أشارك أنا عندى مشروع مختلف أجهز له هذا العام هو «محمد الفاتح»، فاتح القسطنطينية التركى وهو شخصية مهمة وحقق نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية ويكفى أنه نقل أسطولاً من بحر إلى آخر، وهذا العمل إنتاج ضخم، لأن مرحلة فجر الإسلام أشبعت بأعمال كثيرة، فلابد من العمل على عصور أخرى ومراحل تاريخية مختلفة، لأن محمد الفاتح موضوع مهم أثر فى أوروبا، وكان يحضر لفتح روما وله مساجد باسمه فى بلغاريا وبعض الدول الأوروبية وكلما كان يفتح مكاناً كان يقيم مسجداً.
■ فيلم مصرى كنت تتمنى بطولته؟
- «الكيت كات»، وشاهدته أكثر من ٦ مرات، أعشق هذا الفيلم وأعشق أداء محمود عبدالعزيز، فهذه الشخصية عميقة مغرية لأى شخص، لكن الحقيقة أن الأستاذ محمود أداها بطريقة لا يمكن لأحد أن يؤديها مثله.
■ كيف ترى إسرائيل؟
- إسرائيل تمثل لى كل الشر وكل الحقد وكل الكره والتشبع باللاإنسانية فى العالم، والشعب السورى مثل المصرى عانى كثيراً من إسرائيل ووحشيتها، ففى كل أسرة أو عائلة سورية مات شهيد، سواء فى حرب أكتوبر أو فى المواجهة السورية مع إسرائيل فى الثمانينيات وفى فلسطين ولبنان، وسقط شهداء من الشعب السورى فى المواجهة السورية اللبنانية مع إسرائيل، إسرائيل هى نازية القرن الواحد والعشرين بل هى صورة أبشع من النازية.
■ فى رأيك، هضبة الجولان السورية تعوض بالتفاوض أم بمعركة؟
- أعتقد أن التفاوض مع إسرائيل فى حد ذاته معركة، والنجاح فيه نجاح وانتصار فى المعركة، لكننى لست متفائلاً بالوصول لأى اتفاقيات مع إسرائيل فهى دولة تريد احتلال أراض جديدة ولديها نوايا توسعية، ولن تسلم الجولان ببساطة، ولا أحد يتمنى الحرب لكن الجولان أرض سورية يجب أن تعود إلينا والذين يسكنونها مواطنون سوريون، لكنى متفائل بالقيادة السورية، لأنها ذكية ولها نظرة بعيدة، وعندها رؤية استراتيجية للأحداث، وأعتقد أنه إذا استعاد النظام الجولان بالتفاوض، يكون قد حقق انتصارا على حكومة إسرائيل المنحطة.
■ هل أنت من الحالمين بالوحدة العربية؟
- أنا لست من الحالمين بمشروع الوحدة، ولا أعتقد أن مشاريع الوحدة التى طرحت عربياً عادلة، بل هى رؤية «رومانسية» فاشلة على الصعيد العملى، ولم تحقق أى نجاح سواء مع ليبيا أو مصر لأنها مبنية على حالة مغلوطة واتحاد غير متوازن بين بلد كبير مثل مصر وبلد أصغر حجماً كسوريا، وأعتقد أن الوحدة يجب أن تكون مدروسة ومبنية على تشابه بين الحالة والموارد والإمكانيات، لكن يمكن أن يكون هناك اتحاد «كونفيدرالى»، وقبل أن نحكى عن الوحدة نوحد مجموعة أفكار تتفق عليها الدول العربية قبل التفكير فى الوحدة.
■ لماذا شاركت فى مسلسل «وراء الشمس»؟
- تجربة فريدة جداً عن ذوى الاحتياجات الخاصة، وتتناول قضية الأطفال المرضى بالتوحد، ورغم التعب فى هذا العمل، فإنه إنجاز مذهل أثبت أنه يمكن أن تتفاعل مع هؤلاء الأطفال وتم صنع ممثل جيد من طفل مريض فعلا، إذ إن كثيرا من الناس العاديين لا يملكون موهبة التمثيل والمسلسل يطرح كيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة ويتطرق إلى داخلهم وحالاتهم، وهى طاقات تحتاج من يفجرها.
■ كيف ترى موقع سوريا من الوطن العربى؟
- الآن سوريا تحتل موقعا مهما جداً، كل دولة لها مزاياها وخصوصيتها، وسوريا كما مصر تتميز بوجود نخبة مثقفة، وسوريا أهم ما يميزها الناس وطبيعة البشر المحبة، وهذا ما يقرب المصريين إلى السوريين، والسوريين متدينون وليسوا متعصبين، وهذا شىء مهم بدأنا نفتقده فى الوطن العربى، فبها تفاهم حقيقى بين الأقليات والطوائف.
■ جسدت العديد من الشخصيات الإسلامية من منها أحسست بأنه يجب أن تعيده للحياة؟
- صلاح الدين الأيوبى لأنه شخصية جمعت بين القيادة العسكرية والحنكة السياسية فى التفاوض، وفى مواجهة المد الغربى بطريقة استثنائية فله مواصفات القائد والمفاوض ورجل الشارع أيضاً.
■ من ناحية تكوينك الجسدى الذى يشبه عبدالناصر جداً.. لماذا لم تمثل شخصيته؟
- لا أعتقد أن الفنان أحمد زكى أتاح لأحد أن يمثله من بعده، لأنه لم يترك شيئاً نعمله، فهو أهم ممثل فى تاريخ هذه الأمة، عاش حياة قاسية عملت له مكنونا من مشاهدته للحياة ومشاهدات الناس لأن الفنان الحقيقى من وجهة نظرى هو الذى يأخذ من نبض الشارع ويحتك بالناس ويتعايش ويتفاعل معهم أكثر.
■ تقصد أنه من الصعب تجسيد شخصية عبدالناصر مرة أخرى فى عمل فنى؟
- التاريخ الحديث ربما يمثله أفضل منا الجيل المقبل لأن هذه المرحلة متصلة مع الحالة التى نعيشها، بمنتهى الصراحة من سيتناول عبدالناصر وكأنه شخصية إله دون أخطاء لن يكون عمله عملا حقيقيا لأنه لابد من شمول مميزاته وأخطائه وكل الأعمال التى تمت عن عبدالناصر كانت دعائية وليست حقيقية عن روح تلك المرحلة بمصداقية بكل تناقضاتها ولو طرح على مشروع ممكن أفكر فيه، ولابد من أن يتم حساب مزاياه وعيوبه لكن فى وقته، وهذه الشخصية مغرية لكن أهم شىء الورق المكتوب حتى يبنى عليه جهد فعال.
■ هل فرقتنا المذاهب الدينية؟
- أنا مؤمن بجملة واحدة أختزل فيها كل شىء «الدين لله والوطن للجميع» وأنا مع مفهوم المواطنة بغض النظر عن الدين لكن الدين والأخلاق حالتان لا تنفصلان، ولا أتكلم فى دينى على وجه الإطلاق لأن الدين فى بيتى له حالة خاصة.
■ دورك فى «زهرة وأزواجها الخمسة» وعنوان المسلسل المستفز ألا تجد أن فيه نوعا من تحقير المرأة؟
- لا أنظر فى تجربتى فى مصر على أنها أجزاء متصلة أنا فى مصر فى مرحلة تأسيسية، أحتاج إلى التنوع فى الأدوار لأنى لا أريد تكريس نفسى فى نوع معين من الأدوار، لذلك جاءت موافقتى على «زهرة وأزواجها الخمسة» نوعاً من التنويع ولعب نوع آخر من الشخصيات المختلفة مع وجود بعض الملاحظات الكثيرة على هذا المسلسل التى سأحتفظ بها لنفسى لأن كل من فى المسلسل أصدقائى بدءا من الكاتب والمخرج والشركة المنتجة إلى الممثلين

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق