الخميس، 3 سبتمبر 2009

نصائح خمس.. وداعًا للرذيلة

مشكلتي معقدة نوعا ما، وتتمثل فيما يلي: كانت لي قبل الزواج علاقة غير شرعية بفتاة، استمرت سنتين إلى أن تزوجت بأخرى، لكنني أحببت تلك الفتاة ووعدتها بالزواج هي الأخرى، لكن مرت سنتان أخريان بعد زواجي ولم أفِ لها بوعدي؛ وذلك لظروف خاصة، وعندما بقي أسبوع على الوفاء بوعدي افترقنا لمشكلة وقعت بيني وبين أمها التي لم تكن تريدها أن تتزوج بي. وأنا الآن أحيا في تعاسة مع أنني تبت إلى الله واهتممت بزوجتي، إلا أن حبي لتلك الفتاة ملأ كياني ونغص عليّ عيشي، وأنا أريد أن أنساها لأهتم بزوجتي وحياتي ما دامت قد اختارت طريق الرذيلة على الزواج بي. الجوابليس لمشكلتك حلان اثنان وإنما حل واحد.. أنت الآن متزوج وتشعر بضرورة الاهتمام بزوجتك، كما أن لك رأيا في هذه التي تقول بأنك أحببتها، ولك نزاع مع أمها.. لا أدري أي حب هذا الذي تدعيه؟ لو كنت فعلا تحبها لما تزوجت حتى تفي بوعدها، ولو كنت فعلا تحبها لما اتهمتها بأنها اختارت طريق الرذيلة، وهو اتهام خطير لا أدري ما معناه ؟ وما مضمونه ؟ ولو كنت تحبها فعلا لاتخذت الأسباب للزواج بها في الحلال مبكرا. يظهر لي أن الشيطان استغل ضعفا في شخصيتك، وترددك في اتخاذ قراراتك ليلبس عليك، ويوهمك بحب أنت أول مكذب له وأول طاعن فيه. ليس الحب شهوة تثار ولا ميلا جنسيا يضغط على صاحبه، إنما الحب عاطفة واعية، وميل قلبي في الخير وللخير. والمسلم يتمسك بحب طاهر نقي يأخذ بكل جوانحه وجوارحه ويزكي روحه، ويسعد حياته ويرضي ربه في آن واحد بدون انفصام ولا ازدواجية. كان من الواجب عليك منذ تزوجت أن تتفرغ لتنمية حبك لزوجتك؛ لأن الحب كائن حي يحتاج إلى الرعاية والتنمية كي يوجد أولا، ثم كي يحافظ عليه حتى لا يذبل وتصيبه الشيخوخة. أفق –أخي- من غفلتك وأوهامك، ونمِّ علاقتك مع زوجتك وحبك لها، يعوضك ذلك عما تشعر به من ميل لأي امرأة كانت. إليك والى من هم في مثل حالك بعض النصائح التي قد تعين على ذلك: 1- اعتبر كل ما تفعله لإسعاد زوجتك وإدخال السرور عليها عبادة تؤجر عليها، وقربة إلى الله، واعتبرها مفيدة لك في الدنيا والآخرة. وقد اعتبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وضع الزوج اللقمة من الطعام في فم زوجته صدقة مأجورة، واعتبر المعاشرة الجنسية في الحلال عبادة وصدقة.2- احرص على أن تكون لك مع زوجتك هموم مشتركة، وأنشطة اجتماعية وعلمية ودعوية مشتركة؛ فذلك مما يقوي الروابط، ويقرب القلوب والأرواح. 3- احرص على أن تكون لك مع زوجتك أنشطة ترفيهية أو رياضية ممتعة ومشتركة، فإن لها فعل السحر في تقوية المحبة وإضفاء طعم خاص عليها. لا تترك حياتك الزوجية جافة من مباهج الحياة؛ لأن هذه المباهج مثل الماء تُسقى به الأزهار فتصبح ناضرة مبهجة. 4- اهتم بعلاقتك الجنسية مع زوجتك، فإن العلاقة الجنسية الجيدة والمشبعة شرط أساسي لحياة زوجية سعيدة. لكنك تحتاج مع مرور الوقت للحفاظ على مستوى المتعة الجنسية إلى تنويع إطار إتيانها وشروطه الزمانية والمكانية، واستعن في هذا ببعض الكتب التي ستعينك بالمعلومات الضرورية والمهمة حول الموضوع. 5- احرص على أن تسود بينك وبين زوجتك الصراحة التامة في أي مشكل يقع أو رغبة تستجد، وشجع زوجتك على ذلك. إن عليكما أن تتحدثا فيما يقوي الحب بينكما، عن الاستمتاع المشترك بالحياة وكيف يكون، عن العلاقة الجنسية كيف ينظر إليها كل واحد منكما، وكيف يريدها أن تكون، عن المشاكل فيها كلما برزت. تشجع وشجع زوجتك على أن يشكو كل واحد للآخر هموما أو شكوكا يحس بها، أو ما يراه سوء معاملة أو عدم اهتمام أو غيره مما يقع باستمرار بين الأزواج. لكن الصراحة والرفق في التناول يبددان كل ذلك، ويحيلان ناره بردا وسلاما. بهذا المنهج يمكن أن تجعل زوجتك تملأ فضاءك النفسي، وتسكن قلبك؛ فينصرف عما سواها من النساء، وهذا مطلوب شرعا وعقلا وإنسانيا من كل زوج وزوجة. ولا تنس أن تستعين في كل ذلك بالله، وتطلب منه التوفيق والسداد بقلب خاشع، فإنه نعم المولى ونعم النصير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق