الجمعة، 4 سبتمبر 2009

المتطرف فيلدرز وإساءة جديدة للنبي محمد "ص"


مازال زعيم حزب الحرية المتطرف في هولندا جيرت فيلدرز يواصل تطاوله على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على مرأى ومسمع الجميع ، ففي تعليقه على خبر نشرته صحيفة "عرب تايمز" السعودية حول إعادة عروس في العاشرة من عمرها إلى زوجها البالغ من العمر 80 عاماً ، جدد فيلدرز هجومه على الإسلام والرسول الكريم ، قائلا :" إن المسلمين يجب أن يتخلصوا من نصف القرآن إذا أرادوا البقاء في هولندا، وأنه يحوي أشياء فظيعة، وأنه كان سيطارد رسول الإسلام إلى خارج البلاد لو كان حيا الآن".
وأضاف أن حزبه السياسي يسعى لإغلاق حدود البلاد أمام المهاجرين المسلمين وأنه لاينبغي أن يتم افتتاح أية مساجد أو مدارس إسلامية في هولندا ، ولم يكتف بما سبق ، بل إنه تدخل بوقاحة في الشأن الداخلي السعودي عندما طلب من وزير الخارجية الهولندي مكسيم فريغاهين توضيحاً بشأن حالة الزواج بين الثمانيني السعودي وابنة العشرة أعوام التي قالت صحيفة "عرب تايمز" إنها هربت من بيت زوجها المسن إلا أن والدها أعادها إليه.
وبجانب الحصول على توضيح ، ذكرت وكالة الأنباء الهولندية "داتش نيوز" في 31 أغسطس / آب أن فيلدرز طالب أيضا بمساءلة الحكومة السعودية حول هذه المسألة ، كما طالب الوزير فريغاهين باستدعاء السفير السعودي للتعبير عن اشمئزازه ، موجها "إهانات غير لائقة" ضد الرسول الكريم.
ويبدو أن عدم اتخاذ العالم الإسلامي موقفا حازما ضد تطاوله المتواصل على الإسلام شجعه على التمادي في إساءاته ، فالتصريحات السابقة لم تكن الأولى من نوعها وبدأت في عام 2002 عندما رفع المصحف الشريف وزعم أن القرآن يدعو للقتل ، وبعد ذلك طالب بمنع تداول القرآن ومنع دخول المزيد من المهاجرين المسلمين وغالبيتهم من الأتراك إلى هولندا.وفي 27 مارس 2008 ، عرض على شبكة الإنترنت فيلما مسيئا بعنوان " فتنة" يربط بين الهجمات التي وقعت في الغرب منذ أحداث 11 سبتمبر وآيات من القرآن الكريم ، وينتهي بعبارة "أوقفوا أسلمة أوروبا".
ورغم أن محكمة استئناف أمستردام أمرت في 21 يناير 2008 النيابة العامة بتقديم الدعاوى القضائية ضد هذا النائب المتطرف بتهمة التحريض على الكراهية ، إلا أن ما يثير مخاوف المسلمين في هولندا هو أن فيلدرز يمتلك حاليا تسعة مقاعد في البرلمان ، وكشفت أحدث استطلاعات للرأي في هولندا أنه إذا ما أجريت انتخابات عامة حالياً فإن حزب الحرية اليميني المتطرف بقيادة فيلدرز سيحصل على 32 مقعدا من أصل 150 مقعداً هي عدد مقاعد البرلمان.
وأمام الحقيقة السابقة ، أعلن أكثر من نصف مواطني هولندا من أصول مغربية وتركية أنهم يفكرون في مغادرة البلاد بسبب تزايد شعبية السياسي المناهض للإسلام جريت فيلدرز، فيما قال ثلثهم إنهم يرغبون بالفعل في الهجرة.
وجاءت هذه الأرقام خلال استطلاع أجراه مكتب أبحاث التوجهات العامة وذلك لصالح برنامج يناقش القضايا الراهنة بهيئة الإذاعة الهولندية العامة.
وقام البرنامج بتكليف المكتب بإجراء هذا المسح بعد نجاح فيلدرز وحزبه "الحرية " في الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي جرت أوائل يونيو الماضي .
والأخطر مما سبق ، أن موجة العنصرية المتصاعدة ضد الإسلام والمسلمين لم تعد تقتصر على هولندا ، ففي 15 أغسطس وجه فيلم وثائقى أوروبي بعنوان "الديموغرافيا الإسلامية" نداء عاجلاً للمسيحيين فى أوروبا من أجل الوقوف وقفة رجل واحد ضد ما اعتبره خطر زحف الإسلام على الغرب.
الفيلم لايتجاوز أكثر من سبع دقائق ويبدأ بهذه العبارات : لقد تغير العالم ولن تبقى الثقافة العالمية والإرث الثقافي لأحفادنا كما كانا في السابق وذلك قبل أن ينتهي بنداء تحذيري لمسيحيي العالم للوقوف ضد "الخطر الإسلامى" .
المتطرف فيلدرز
وجاء في الفيلم أن نصف سكان أوروبا سيصبحون في عام 2050 مسلمون، وأن الحضارة الغربية مهددة بالزوال إذا لم يتدارك الغرب الأمر ، كما يحذر الفيلم من تحول فرنسا وألمانيا لجمهوريتين إسلاميتين في المستقبل المنظور، كما أن نصف عدد سكان هولندا على سبيل المثال سيكون مسلما بعد أقل من 15 سنة.
وأضاف أنه لكي تستمر أي حضارة مهما كانت في الوجود، ينبغي أن يكون معدل الخصوبة فيها 2.11% للأسرة الواحدة ، قائلا :" معدل الخصوبة في بلدان الاتحاد الأوروبي في عام 2007 كان 1.38 % ، وبلغ في إسبانيا 1.1% ، في حين أن معدل الخصوبة في أسرة مسلمة فرنسية يبلغ 8.1% مقابل 1.8% للأسرة الفرنسية الواحدة".
ويأتي هذا الفيلم بعد أن نشرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية في 9 أغسطس تقريرا حذر أيضا من أن أوروبا تواجه قنبلة زمنية ديموغرافية تتمثل في تزايد مطرد للجاليات المسلمة المهاجرة ، مما يهدد تلك القارة بتغيرات جذرية لا يمكن تدارك أبعادها خلال العقدين المقبلين.
وأشار في هذا الصدد إلى انخفاض معدل المواليد الأوروبيين ، مقابل سرعة "تكاثر" المهاجرين المسلمين ، وهو أمر يؤثر على الثقافة والمجتمع الأوروبي ، كما يلقي بتداعيات خطيرة على السياسة الخارجية للقارة.
ويستند التقرير إلى إحصائيات تشير إلى تضاعف تعداد الجاليات المسلمة في أوروبا خلال الأعوام الثلاثين الماضية مع توقعات بتضاعفها مجدداً بحلول 2015 ، حيث قفزت نسبة الجالية المسلمة في إسبانيا من 3.2 في المائة عام 1998 إلى 13.4 في المائة في 2007 ، هذا فيما ظهرت إحصائيات تتوقع تراجع تعداد سكان دول الاتحاد بـ 16 مليون نسمة بحلول عام 2050 .
ووفقا للتقرير أيضا ، فإن أسماء محمد، وآدم، وريان، وأيوب، ومهدي، وأمين ، وحمزة باتت من أكثر سبعة أسماء شيوعاً واستخداماً في بلجيكا التي تشكل مقر الاتحاد الأوروبي.
وقدر تعداد الجاليات المسلمة في أوروبا بين 15 مليون إلى 23 مليون نسمة، مع توقع أن تصل نسبة الذي يعتنقون الإسلام إلى أكثر من 20 في المائة من سكان أوروبا ، كما تشير توقعات إلى أن أعداد المسلمين ستتفوق على سواهم في فرنسا وربما في كافة معظم دول أوروبا الغربية في منتصف القرن الحالي.
التقارير السابقة وقبلها إساءات فيلدرز إنما تؤكد أن هناك قلق عميق في الغرب من الزيادة الهائلة في أعداد المسلمين وهذا ما انعكس بوضوح في تحرك فرنسا لحظر ارتداء الحجاب في المدارس وإصدار بريطانيا العديد من قوانين مكافحة ما يسمي بالإرهاب المبنية على العقيدة ، هذا بالإضافة لتشديد القيود على هجرة المسلمين لأوروبا والصمت تجاه جرائم العنصرية بحق المسلمين وآخرها جريمة قتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني على يد أحد المتطرفين في ألمانيا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق