الخميس، 3 سبتمبر 2009

وزراء مالية أوروبا يعلنون الحرب على مكافآت المصرفيين "السخية"


على خلفية صدور بيانات اقتصادية جديدة أظهرت أن الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو يبدآن الخروج من أسوأ فترات الركود منذ عقود عقد اجتماع وزارء مالية الاتحاد الأوروبي اجتماعا غير رسميا في بروكسل، في محاولة للحد من مكافآت المصرفيين وسط معارضة قوية من بريطانيا صاحبة أهم مركز مالي في التكتل ،معلله ذلك باحتمال هروب كبار المصرفيين من تك القيود إلى أماكن أخرى.وفي هذا الشأن أوصت المفوضية الأوروبية - الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي - بربط المكافآت بالأداء على المدى الطويل لأي شركة، فيما قال وزير المالية السويدي الذي ترأس بلاده رئاسة الاتحاد إن "المصرفيين يحتفلون في عام 2009 كما لو كانوا في عام 1999، ثقافة المكافآت يجب أن تنتهي في بيتسبرج"، مشيرا إلى قمة مجموعة الدول العشرين الكبرى المقرر عقدها في مدينة بيتسبرج الأمريكية.وأثارت بعض أكبر البنوك في أوروبا حنق الحكومات من خلال دفع مكافآت سخية لمديريها التنفيذيين الكبار في وقت يتزايد فيه معدل البطالة، خاصة في فرنسا التي قادت صياغة مقترحات تم عرضها على طاولة المفاوضات في اجتماع أمس الأول .وقالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد عند وصولها بروكسل إن "لدينا مقترحات قوية جدا لوضع بعض القواعد على المكافآت والعلاوات"، تشمل ـ المقترحات - فرض ضريبة خاصة على القطاع المالي ووضع سقف للأجر المتغير الذي يحصل عليه المصرفيون.وبالفعل فرضت فرنسا ضوابط صارمة على مكافآت المصرفيين والوسطاء الماليين، لكن وفي الوقت الذي يمكن أن تعول فيه على مساندة معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما فيها ألمانيا ولوكسمبورج وهولندا، يجب عليها أن تتغلب على المقاومة القوية من حي المال في لندن.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد كثف الضغوط على البنوك للامتناع عن دفع مكافآت كبيرة للمتعاملين باستدعائه لكبار المسؤولين في البنوك إلى اجتماع بشأن تلك القضية التي أثارت جدلا في فرنسا، وقال بيان لمكتب الرئيس الفرنسي إنه أمر كبار المسؤولين التنفيذيين برفع تقرير إليه بشأن سياساتهم الخاصة بالمكافآت وما إذا كانوا يوفون بالالتزامات بالحفاظ على تدفق الائتمان للأعمال والأسر.واستعل الغضب مجددا بشأن المكافآت، التي يعتبرها كثير من الناخبين استفزازا من قطاع يتحمل المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية، عندما ظهر ان بنك بي.ان.بي باريبا خصص مليار يورو (1.4 مليار دولار) لمكافآت محتملة.ومن جانبه قال وزير المالية الهولندي فوتر بوس عندما سئل بشأن موقف بريطانيا إننا "رأينا بعض الدول الكبيرة تتحرك في الاتجاه الصحيح لكن لا تخطو كل الدول بالسرعة التي تستطيعها".وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قد صرح لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية هذا الأسبوع بأن وضع سقف على المكافآت سيكون "أمرا صعبا جدا في مناخ دولي"، حيث تتركز مخاوفه على أن مثل تلك القيود سوف تدفع المسؤولين التنفيذيين الكبار في البنوك في لندن إلى الهجرة إلى مناطق أخرى في العالم.وعلى صعيد متصل اقترحت فرنسا وألمانيا مطلع الأسبوع الجاري عقد اجتماع لتنسيق مواقف دول الاتحاد الأوروبي بشأن تنظيم الأسواق المالية قبل قمة مجموعة العشرين في بيتسبرج.وقالت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن البلدين وجها رسالة إلى الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي للتوصل إلى مواقف أوروبية مشتركة قبل قمة بيتسبرج (الولايات المتحدة) في 24 و25 سبتمبر الجاري، ومن جانبه، أوضح ساركوزي أن هذا الاجتماع سيعقد في 17 سبتمبر.وأكد ساركوزي منذ أيام إن فرنسا تريد من مجموعة العشرين أن تناقش كيفية إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي وكيفية تفادي تحركات مبالغ فيها بين العملات الرئيسية.


هناك تعليق واحد: