الخميس، 3 سبتمبر 2009

الدوافع الفسيولوجية لـ الرغبة الجنسية

يقصد بالدوافع الفسيولوجية عادة الشروط الفيزيولوجية التي تدفع للفاعلية وهذه الشـروط تكون نتيجة لحاجة لم ترض، ولابد من الإشارة إلى أننا نلاحظ أن الفاعلية التي تدفع إليها هذا الدافع تنتهي أولاً بالممارسة الجنسية، وثانياً تثور نتيجة للحرمان من الممارسة، وثالثاً تكون متصلة بظروف فيزيولوجية، وحيث أن زيادة الاهتمام بالدافع الجنسي قد يكون ناتجاً عن زيادة في نشاط الغدد التناسلية، كذلك قد يكون ناتجاً عن إثارة المحيط ومستثيراته.خذ لذلك مثالاً بسيطاً جداً، حاسة الشم، عندما يشم الذكر رائحة عطر الأنثى فإنه قد يستشعر بميل أكبر نحو الأنثى مما يحرك فيه الدافع الجنسي، وحينما تهيج في الشاب الشهوة الجامحة وتحركه دوافعه الجنسية نحو العمل والسعي، فإن الضمير الأخلاقي والميول الإنسانية ستقمع في باطنه، ومن أجل الوصول إلى هدفه وإشباع رغبته في اللذة قد يقدم على الكذب والاتهام والخيانة في الأمانة وعلى جميع الرذائل إشباعاً لشهوته الجنسية.قال الإمام علي عليه السلام (من حصر شهوته صان قدره) ولكن للأسف فإن للغريزة الجنسية القوة التي يمكنها أن تطفئ ضياء العقل وتدفع للقيام بأعمال جنونية وخطيرة. إذاً تعديل الميول الشهوية وتحديد الغريزة الجنسية ضرورة حتمية في الحياة الفردية والإجتماعية، فالعقل والعلم والدين والتقوى والأخلاق والفضيلة والسعادة والهناء تحتم علينا الغض عن الإفراط في البحث عن اللذة وإطلاق العنان للغريزة الجنسية، وتوجب الإنصياع للضوابط القانونية والأخلاقية وإشباع الغريزة الجنسية في حدود موازيين ومعايير المصلحة.ولنعلم أنه كما أن الإنسان حيوان بطبعه، خلق بغرائز وميول حيوانية، كذلك هو ليس حيواناً كليةً كي يمكنه أن يحيى ويسعد كباقي الحيوانات، فبالإضافة إلى الميول الحيوانية يمتلك الإنسان صفات ومزايا مختصة به دون الحيوان، فالخالق القادر خلق في الإنسان كنوزاً وقيماً خاصـة اختلطـت بطينته، ومنها نجم الاختلاف الطبيعي بين الإنسان والحيوان من جوانب عديدة.والطريف في الأمر أن النظرة السطحية توحي بأن الحيوان حر في إشباع غرائزه وميوله وقادر على تحقيق رغباته النفسية كيفما شاء, وبعض الأشخاص نتيجة لهذه النظرة الساذجة يتـنهد حسرةً على حياة الحيوانات ويتمنى أن يكون حراً مثلها غافلاً عن أن الحيوانات ليست حرة في تصرفاتها وإنما هي مقيدة بأمر الخالق في إطار برامجها الفطرية، ولا يمكنها تخطي حدود الضوابط والموازيين التكوينية، ولهذا فإنها تطوي حياتها بشكل سليم وفق إرادة الخالق جل وعلا ولا تنحرف أبداً عن صراط الخلق المستقيم لذي وضعه الله لها يقول سبحانه وتعالى { قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق