الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أحد قارئي القرآن الكريم، ولد في صعيد مصر، وتبوأ مكانة رفيعة بين أصحاب الأصوات العذبة، وطار اسمه شرقا وغربا.
نشأته
ولد عبد الباسط عبد الصمد في بلدة "أرمنت" بمحافظة قنا عام 1346هـ/ 1927م.
حفظ القرآن الكريم صغيرا، وأتمه وهو دون الـ10 من عمره على يد الشيخ محمد سليم، الذي أعجب به وعلمه القراءات الـ7 وآثره بحبه ومودته، وكان يصحبه إلى الحفلات التي يذهب إليها، ويدعوه للقراءة والتلاوة وهو لا يزال غضا لم يتجاوز الـ14، وكان هذا تمرينا لصوته وتدريبا لأدائه.
وبدأت شهرة الشيخ عبد الباسط في محافظات وقرى الصعيد مع إحياء ليالي شهر رمضان، حيث تقيم الأسر الكبيرة سرادقات يتلى فيها القرآن، ويتنافس الناس في استقدام القراء لإحياء ليالي رمضان.
كما كانت موالد الأولياء الصالحين في مدن الصعيد ميدانا للقراء، يتلون كتاب الله للمترددين على هذه الموالد.
وقد استفاد الشيخ عبد الباسط من تلاوة غيره من قارئي القرآن الكريم، كما تأثر بالمشاهير منهم في القاهرة، مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ علي حزين، وكان يقطع عشرات الكيلومترات ليستمع إليهم من مذياع في مقهى، في وقت كانت أجهزة الراديو فيه قليلة لا يملكها كثيرون.
شهرته
قدم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى القاهرة عام 1370هـ/ 1950م، حيث شهد مسجد السيدة زينب مولد شهرته، عندما زار المسجد في اليوم قبل الأخير لمولد السيدة زينب، وقدمه إمام المسجد الشيخ علي سبيع للقراءة - وكان يعرفه من قبل - وتردد الشيخ وكاد يعتذر عن عدم القراءة لولا أن شجعه إمام المسجد فأقبل يتلو من قوله تعالى في سورة الأحزاب {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} فجذب الأسماع إليه.
وما هو إلا عام واحد وتقدم الشيخ إلى الإذاعة عام 1371هـ/ 1951م لإجازته، وتشكلت لجنة من كبار العلماء، ضمت الشيخ الضياع شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ محمود شلتوت قبل أن يتولى مشيخة الأزهر، والشيخ محمد البنا، وأجازته اللجنة واعتمدته قارئا، وذاع صيته مع أول قراءة له في الإذاعة، وصار له وقت محدد مساء كل يوم سبت.
اختير الشيخ عام 1372هـ/ 1952م قارئا في مسجد الإمام الشافعي، ثم قارئا للمسجد الحسيني خلفا للشيخ محمود علي البنا عام 1406هـ/ 1985م.
ثم كان له فضل في إنشاء نقابة لمحفظي القرآن الكريم، وانتخب نقيبا للقراء في عام 1405هـ/ 1984م. وطاف عبد الباسط عبد الصمد معظم الدول العربية والإسلامية، وسجل لها القرآن الكريم، ولا يزال يذاع في إذاعة القرآن الكريم بمصر المصحف المرتل الذي سجله بصوته العذب وأدائه الجميل، بتلاوة حفص عن عاصم، مع الـ4 العظام الشيخ محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمد صديق المنشاوي، ومحمود علي البنا.
وفاته
ظل الشيخ عبد الباسط موضع عناية واهتمام في كل مكان ينزل به، وخصه الملوك والأمراء بالأوسمة والنياشين.
وتوفي في 21 ربيع الآخر 1409هـ الموافق 30 ديسمبر 1988م، وشيعه عشرات الآلاف من المحبين لصوته وأدائه وشخصه على اختلاف أجناسهم ولغاتهم.
وكانت جنازته شعبية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، حضرها سفراء نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم، تقديرا لدوره في مجال الدعوة بأشكالها كافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق