الجمعة، 4 سبتمبر 2009

مخدرات و بنات في حياة خطيبي .. هل أرفضه؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة في 23 من عمري, مشكلتي أنني أريد الزواج عن حب ولن أتنازل عن هذا الشرط حتى إذا لم أجد الحب فأفضل العيش بدون زوج، والحمد لله يتقدم لي الكثير ولكن أرفضهم بالطبع لأني لا أريد أن أتزوج زواج تقليدي ، وفي يوم من الأيام وأحلي يوم في عمري تقدم لي شخص وهو جاري وجلست معه للرؤية الشرعية وأباح لي الكثير عن حبه لي ولكن بطريقة لطيفة وليست جارحة، ستقولين لي أنك محظوظة لقد وجدتي ما تمنيته ولكن ... أنه ملئ بالعيوب عرفت أنه له علاقات ببنات عديدة ويشرب نوع من المخدرات ولكنه صرح لي أنه أنهي جميع علاقاته منذ سنة ولكن عرفت بعد ذلك انه لم ينهي جميع علاقاته ولكن أنا كالتي تعلقت بقشة في البحر الواسع العميق أريده لأنني كنت أحلم بأحد يحبني وأحبه ونتزوج عن حب ومترددة في نفس الوقت هل سيأتي يوم وأندم علي تصرفي هذا، لا أعرف ماذا أفعل أني في حيرة من أمري هل أضحي بعقلي من أجل قلبي أم أضحي بقلبي وأفقد كل شيء .
نسرين - القاهرة
قلنا ونقول دائماً ونكرر البيوت لا تبني علي الحب فقط ، والحب وحده لا يكفي ، والدراسات الكثيرة تؤكد فشل العديد من زيجات الحب ، فلماذا يكون اختيارك علي أساس الحب فقط مع إفالك لكل العوامل الأخري من تكافؤ وأخلاق ودين ، وغيره ، ثم أنت لا زلت صغيرة فلماذا تتمسكين بأول حب يطرق بابك حتى لو كان شخص غير مناسب ، إنه لن يكون أول ولا آخر من يتقدم لك ولن يكون الوحيد الذي يحبك ، هذا إن كان يحبك فعلاً ، وكيف يحبك وهو لم يتب بعد عن علاقاته المختلفة ، لقد خدعك بمعسول كلامه وحلو عباراته ، وظننت أن هذا هو الحب ، يا صديقتي الحب أكبر وأسمي من كل هذا الهراء وأول معانيه الاحترام فمن المستحيل أن أحب شخصاً ولا أحترمه ، فكيف إذن يحبك وهو يعرف اخريات غيرك ؟ وذاك أكبر دليل علي أن إدعاءه أنه يحبك يتنافي تماماً مع ما يفعله فهو لا يحترمك لكنه يتسلي بطريقة قد تكون محترمة إذ تقدم إليك بشكل رسمي لأنه الطريق الوحيد الذي يوصل إليك .
إن ما أوقعك في الخطأ هو إصرارك علي الزواج عن حب ورفضك كل من يتقدم لك ، لماذا لا تنظرين أبعد من وقع أقدامك ولا تفكرين بالمستقبل ، وتسألي نفسك ماذا لو ظل هذا الشاب علي طريقته العبثية في الحياة هل يمكن أن يستمر الحب بينكما وهل تستقيم الحياة مع شاب هوائي مزاجي متعدد العلاقات الاستهتار شعاره و الله وحده يعلم متي ويكف يتوب ؟ ، ماذا سيفعل لك الحب مع شخص كهذا ، هل يكفيك الحب للتغاضي عن كل هذه العيوب والتعامي عن كل هذه الآفات ؟
إن كنت تفضلين حياة المغامرات وحياة اللهو فلتستمري ، أما إن كنت تفضلين حياة الهدوء والاستقرار ، فأنت في حاجة إلي إعادة النظر في معني الزواج بالنسبة لك ، واسألي نفسك لماذا تتزوجين هل لتكوين أسرة أم لإشباع غريزة أو إنجاب أطفال أو هروب من حياة العزوبية ، أم خوف من الوحدة والعنوسة ، أم فقط من اجل الحب ، وهل ترين في هذا الشخص زوج المستقبل الذي يحميك ويصونك ويحافظ عليك ، حين تعرفين إجابة سؤالك أعتقد أنك وقتها ستصلين إلي القرار السليم ، لكن لا يكن حكمك أبداً قائماً علي الحب فقط لأن وجود الحب لن يغني عن وجود قيم أساسية كالأخلاق ، فماذا يفعل الحب مع شخص بل أخلاق أو مبادئ ولا قيم ، وهي كلها أساسيات لا تزول ولا تتواري فالحب يخبو ويخفت وتهدأ جذوته أما الأخلاقيات فلا تزول ، هذا إذا كان الحب حقيقياً ، فماذا إذا كان مزيفاً وينزع إلي التمثيل والتسلية ، لا شك أنه لن يصمد مع أول مواجهة حقيقية مع الحياة ، لا تفهمي من كلامي أنني أطلب لك زوجاً ملائكياً لا يخطئ أبداً ، فكلنا خطاءين ، لكن المشكلة ليست في الخطأ بقدر ما هي في الإصرار عليه واستمراره واستسهاله ، ابحثي عن الحب السوي الذي يحقق لك السعادة والاستقرار والإحساس بالثقة والأمان ، وليس الحب المرضي القائم علي أساس العاطفة فقط والخالي من أي مقومات ودعائم أخري .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق