الجمعة، 4 سبتمبر 2009

تصميم مبنى التليفزيون الصيني يثير الجدل


بينما يتعين على المعماريين أن يقدموا الالهام فان " الحقيقة العارية" التي كشفت عنها وسائل الاعلام الصينية حول المقر الجديد الطموح للتليفزيون الصيني الحكومى ربما تمضي الي أبعد من ذلك.
وشبه سكان بكين في البداية المباني التي صممها المعماريان الالمان من أصل هولندي ريم كولهاس وأولي شيرين برجلي بنطال أو شورت ملاكمة لكن منتقدين تتبعوا أشكال الأعضاء التناسلية لرجال ونساء في تصميمات ما بعد الحداثة. كتب تشياو مو وهو أستاذ متقاعد للعمارة بجامعة كوينجوا الشهيرة في بكين يقول " أن المبني الرئيس يبدو مثل إمرأة عارية تجثو على ركبتيها وتواجه خلفيتها المشاهد والمبني الملحق يتخذ شكل قضيب الرجل ". وتعبيرا عن غضبه إزاء هذا "الانحطاط الشديد" إنضم تشياو إلى آخرين اعتبروا أنه خزي قومي يعتقد انه يتكلف نحو تريليون دولار لهدمه. وقال " لا أتصور أي سبب لبقائه". وهذا المفكر الذي تبث تعليقاته على نطاق واسع على الانترنت الصيني هو منتقد معروف للمعماريين الاجانب الذين يستطيعون الابقاء على اشد رؤاهم الخيالية في مرحلة ازدهار العمارة في الصين. والارتباط بالارداف ليس بعيدا كما يبدو. وقد بدت أولي واسوأ مظاهرها في مجلة " كونتنت" التى تنشرها شركة كولهاس أو إم أيه. على غلاف المجلة تصميم ساخر يظهر الشكل الرئيس للتليفزيون الصيني بجوار لقطة فاضحة لامرأة عارية تجثو على ركبتيها ويعكس ردفاها وساقاها بالفعل صورة بناء من الزجاج والصلب. ويقول تعليق " شكل مثل هذا لم تره أبدا". ويظهر غلاف لعدد من المجلة يعود لعام 2004 رسما كاريكاتوريا للرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج ايل والرئيس العراقي صدام حسين في وضع يشبه رامبو. وقد اختارت شركة أو إم إيه هذا الغلاف " الذي يطرح فيه مبني التليفزيون الصيني كرمز إيجابي وساطع للنظام العالمي المتغير "الامر الذي يعكس نوايانا المخلصة في التصميم " بحسب كولهاس.وأكد أنه ليس ثمة معنى مستتر رافضا الاتهامات بشأن بناء نكتة مؤذية. بيد أن جذور النقاش أعمق من هذا. فقسم كبير من الصينيين غلبهم الضيق من أن مهندسين معماريين أجانب وليس صينيون هم الذين صمموا هذه المباني المحترمة. كما يتحسر كثيرون على المليارات التي ضاعت في هذه التحفة التي تصور قوة الصين البازغة. وتقدر كلفة مباني التليفزيون الجديد بنحو مليار دولار وإن كان لا أحد يجرؤ على ذكر القيمة الحقيقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق