الأربعاء، 2 سبتمبر 2009
محققون ألمان : حادثة مقتل مروة الشربيني انطلقت من معاداة الأجانب
نشرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية تقريرا يفيد بتأكيد المحققين من أن حادثة مقتل الصيدلانية "مروة الشربيني" ( 32 عاما ) انطلقت من خلفية "معاداة الاجانب".
وأشارت المجلة الى اعتقاد المحققين في اصرار اليكس مسبقا على قتل "مروة" ، مستشهدين باجراء المتهم (28 عاما ) قبيل جلسة المحاكمة المشؤومة لاتصال تليفوني بوالدته ، موجها خلاله القول الى أمه بعبارة "احبك" ، وأعقبها مباشرة انهائه للمكالمة ، وهي الكلمة التي ارقت فكر والدته.وكانت النيابة العامة قد صرحت في وقت سابق بأن الجريمة "جاءت فقط بدافع الكراهية لغير الاوروبيين والمسلمين" ، الامر الذي قد يجيب عليه الدفاع بأن الحادثة كانت وليدة الانفعال ، فضلا عما قيل عن محاولة الجاني الانتحار اثناء اعتقاله.
الجاني لا يواجه مشكلات نفسية
وأشارت المجلة الى أنه في اطار التقييم المؤقت لاحد الخبراء القضائيين توصل فيه الى ادانة الجاني ادانة كاملة, وعلى الرغم من وجود تقرير نفسي عن حالته الصحية قيد الصدور حاليا, الا انه لا توجد اشارات حول مواجهة الجاني لمشكلات نفسية.ولفتت المجلة الى انه لم يسبق توقيع عقوبات قانونية على المتهم, الا انه سبق وان قام في عام 2006 بتوجيه تهديد بالسكين لاحد زملائه المدرسيين, ونقلت عن محيطيه القول بان اليكس اعتاد دوما حمل سكين برفقته, ومن ثم طرحت المجلة الاسئلة التالية: هل تم التخطيط في الحقيقة لحادثة القتل ؟ أم هل أنها جاءت وليدة الانفعال ؟ الا أن المجلة عادت لتشير الى ماحدث في الوقت الراهن داخل غرفة الحجز, حيث قام اليكس بتهديد اثنين من رفقائه بتوجيه طعنات سكينية اليهما.وأوضحت المجلة الضغوط الخارجية البالغة على المانيا في هذا الصدد ، حيث طالب والد مروة تنفيذ حكم الاعدام في حق القاتل وتوقيع أقصى العقوبة على الشرطي الذي أطلق النار بطريق الخطأ على الدكتور علوى عكاز زوج الفقيدة مما أصابه بجروح خطيرة ، فضلا عن عدد المتضامنين الذين لا حصر لهم مع مروة لدى مجموعات الفيس بوك على شبكة الانترنت.وترى المجلة أنه من الممكن أن يكون الشرطي قد اطلق النار على زوج الدكتورة مروة لانه أجنبي المظهر.من جهة أخرى علقت النيابة العامة قضية السب والقذف الاولى بسبب الخلاف على الارجوحة ، واشارت المجلة إلى أن جلسات المحاكمة ستعقد في ذات القاعة التي شهدت مقتل مروة.
وتحدثت المجلة عن السيرة الذاتية لاليكس في كل من روسيا والمانيا, ففي المانيا التحق باحدى دورات الاندماج, ثم اتبعها بتدريب داخل احدى أسواق بيع مواد البناء, والذي بدا خلاله كسولا معاندا, فيما لم يبد أنه شخصية متطرفة.ونفت المجلة على لسان المحققين ما قيل عن التحاق اليكس بالجيش الروسي العامل في الشيشان, انطلاقا من وجود دلائل على اعفاء اليكس من اداء الخدمة العسكرية بالجيش الروسي لدواع صحية.
شواهد تؤكد نتائج التحقيقات
وسردت مجلة "دير شبيجل" الشواهد التي تؤكد صحة النتائج التي توصلت اليها التحقيقات الاولية الالمانية الحالية ، ففى المشاجرة الاولى بين "مروة" والمجرم "اليكس" في أحد ملاعب الاطفال ، اوضحت المجلة ان أقوال "اليكس" توضح أنه لم يرد أن تقع عين ابنة شقيقته "الطفلة" على احدى الاسلاميات ، مضيفا القول بأن "مروة" "ارهابية" وليس من شك في أن يصبح ابنها "مصطفى" ارهابيا في يوم من الايام ، وهو الامر الذي حمل الشهود وقتها على تحرير محضر يتهم اليكس بالسب والقذف.وفي شهر أكتوبر/تشرين الاول من عام 2008 صدر قرار بتغريم اليكس عقوبة مالية تبلغ 330 يورو ، وهو الامر الذي لاقى معارضة من قبل الجاني ، معربا عن عدم تفهمه لسبب هذا القرار ، مطالبا باحالة القضية الى احدى المحاكم المحلفة ، موجها الاهانة الى الحجاب ، معتبرا الاسلاميين بمثابة اعداء له ، مشيرا في خطاباته الى "مروة الشربيني" بكلمة "هذه السيدة" جاعلا اياها بين علامتي ترقيم.وأشار تقرير المجلة الى أنه وفي أعقاب ذلك شهدت محكمة دريسدن الابتدائية الجلسة الرئيسية لقضية "مروة", والتي أسفرت عن صدور حكم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته بمضاعفة العقوبة المالية السابقة الموقعة على الجاني ، مما دفعه الى اتخاذ قرار باستئناف الحكم ، وهو ما قامت به النيابة العامة بالمدينة بالمثل.كما طالب الجاني بتعيين هيئة للدفاع عنه ، الا أن الموقف شهد تصاعدا في المواجهة ، وذلك حينما أرادت النيابة العامة توقيع عقوبة السجن على اليكس مع وقف النفاذ ، وذلك عندما بدت علامات التمادي وعدم الانصياع واضحة على الجاني ، وأصبح اليكس يواجه تهديدا بالسجن على خلفية المشاجرة التي وقعت سلفا داخل أحد ملاعب الاطفال ، الامر الذي حرك النية لدى وكيل الجاني نحو سحب طلب الاستئناف قبيل جلسة الاستئناف المزمعة ،انطلاقا من صعوبة فرص الخروج من تلك الضائقة أمام المتهم.
وقال تقرير مجلة "دير شبيجل أنه أعقب ذلك انعقاد جلسة الاستئناف في مطلع شهر يوليو/تموز الماضي في محكمة مدينة دريسدن, حيث شهدت ساحتها حادثة مقتل "مروة الشربيني" على يد الالماني المنحدر من اصل روسي.
ونوهت مجلة "دير شبيجل"الى أن المحكمة أعادت الكلمات اليمينية اللافتة التى أطلقها الجانى خلال الجلسة ، وذلك من خلال الاسئلة التي طرحها خلال الجلسة كما يلي: "لماذا لم تقم الحكومة الالمانية بابعاد الاجانب عن أراضيها في أعقاب وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 ؟ ، موضحا عدم رغبته في اختلاط الالمان مع الجنسيات الاجنبية ، منوها الى انتخابه للحزب النازي الالماني في حال خول له الحق في الانتخاب, وعندما طالب القاضي المتهم بالادلاء باقواله, حاول وكيله تسوية هذا الامر, الا ان اليكس التفت الى القاضي معربا عن حزنه من جراء عدم خضوع ولاية ساكسونيا لحكم نازي من قبل الحزب النازي الالماني.وانتقلت الشهادة بعد ذلك الى "مروة الشربيني", والتي تحدثت في رزانة وبموضوعية ، مبدية خلافا على الاتهامات التي وردت في محضر الشرطة بان الجانى نعتها بالقبيحة ، فيما اقرت بانه نعتها بالارهابية والاسلامية.وفي أعقاب ذلك أدار المتهم رحى الاسئلة, موجها السؤال الى مروة عن سبب تواجدها في المانيا, وهو السؤال الذي قوبل بالرفض, ثم اتبعه بسؤال اخر عن سبب عدم امتلاكها لارجوحة بالمنزل, مما حمل الدفاع على المطالبة بفترة توقف قصيرة.
وذكر تقرير مجلة "دير شبيجل" أنه في ختام المحاكمة نهضت مروة ممسكة بطفلها مصطفى وبصحبة زوجها "عكاز", متوجهة ناحية باب القاعة ، فقفز المتهم خلفها ، موجها اليها طعنات نافذة من سكينه حتى لفظت انفاسها الاخيرة متاثرة بست عشرة طعنة نافذة في كل من الظهر والصدر والذراع.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق