الأحد، 30 أغسطس 2009

الشيطان سيخاف قريباً من الإنسان.. جــــــــرائم بشــــــــعة لا يصدقها عقل


ماذا جرى للناس.. سؤال استنكاري يعكس حالة الشطط التي تصيب العقول إزاء ما نسمع عنه أو نشاهده من جرائم تزلزل الأرواح من هول بشاعتها حتى أن البعض بات يبشر ببدء العد التنازلي ليوم القيامة.. وباتت عبارة: نحن نعيش في"آخر زمن" مألوفة على الآذان بعدما انتزعت الرحمة من قلوب البشر ووضعت محلها حجارة ليتحول الآدميون إلى وحوش كاسرة طمست من قاموسها معانى الرحمة والانسانية.



حتى باتت جرائم القتل لا تثير الدهشة لأنها وجدت منذ عهد قابيل وهابيل.. وكذلك السرقة والاغتصاب فهما موجودين من قديم الازل وأبرز القرآن الكريم نماذج منها فى سورة يوسف.. وحتى جرائم زنا محارم كانت موجودة في عصر "الفراعنة" لغياب الأديان.اما في العصر الحالي فانتشرت أنواع أخرى من الجرائم ترتكب بشكل أكثر بشاعة كحوادث لم نكن سمع عنها الا مؤخراً وقد ألفت الأذن على سماعها بعد أن أوشك الامر أن يأخذ شكل ظاهرة خطيرة ليخلق حالة من الخوف والرعب تثير الشكوك فى محيط الاسرة وتزداد معها فجوة قطيعة الارحام.
وفيما يبدو أن طبيعة الزمن والواقع الذى نعيشه ومايتسم به من تطور طال الجرائم التى تعدت الحدود المعهودة التى نعرفها وتخطت فنونها ما لم يخطر على عقل بشر ولعل الايام القليلة التى مضت أفرزت لنا نماذج شاذة سجلت للأسف على أرض المحروسة "أم الدنيا".



وقد استيقظت مصر فى الايام القليلة الماضية بخبر عن جريمة بشعة يندى لها الجبين حيث قامت عمة بمنطقة حدائق القبة بالانتقام من ابنة اخيها لرفضها الزواج من ابنها بطريقتها الخاصة إذ جمعت زوجها وشقيقتها وزوج الاخيرة وانتظروا متربصين مرور الفتاة من الحارة وقاموا بالانقضاض عليها وجردوها من ملابسها بالكامل أمام الملأ وافقدوها عذريتها وسط صمت المحيطين.
أما فيلم "المغتصبون" الذى قامت ببطولته الفنانة ليلى علوى فقد جسده واقعياً 3 ذئاب بشرية بمحافظة الدقهلية المصرية بعدما خطفوا فتاة واقتادوهما للزراعات أثناء سيرها مع خطيبها وتنابوا الاعتداء عليها أمامه ولم يرحموا توسلاتها وذلك تحت تهديد السلاح وتركوهما وفروا هاربين.
فيما كان الموت من نصيب مواطنتها بنفس المحافظة التى أوقعها حظها العاثر فى براثن 5 ذئاب بشرية بمساعدة " الفئران" الجديدة المسماة بالـ"التوك توك" اذ قاموا باختطافها أثناء ذهابها إلى خالتها واصطحبوها إلى مكان مهجور تحت تهديد السلاح واعتدوا عليها بالإكراه ومارسوا معها أبشع أساليب الاغتصاب.
ولم يكتف المجرمون بذلك إذ رفضوا تركها تعيش حتي لا يكتشف أمرهم فقتلوها بمطواة بعدة طعنات فى ظهرها وبطنها وببشاعة مثلوا بجثتها وسكبوا على وجهها ماء نار كاوية ثم وضعوا عليها ملح لإخفاء الرائحة ووضعوها فى سجادة وقاموا بدفنها فى مقابر " ورغم كل هذه التحفظات إلا أن الرائحة كشفت الجريمة وقام الأهالى بابلاغ أجهزة الأمن.
أما أحدث "فيرجن" فى زنا المحارم ماقام به أب موظف بشركة بترول بمحافظة الفيوم المصرية بممارسة الرزيلة مع ابنتيه الكبري (31 سنة) ومتزوجة والصغري "18 سنة" أكثر من مرة وتصويرهما فى أوضاع مخلة لإجبارهما على الإستمرار معه ومنعهما من فضحه وسط الأهل والأقارب وإبلاغ الشرطة عنه.
ومن الأب الى الشقيق القاتل الذى نهش جسد أخته الصغيرة التى لم تكمل عامها التاسع حيث لم يرحمها وانقض عليها مستغلاً ضعفها وقلة حيلتها وحتى لايفتضح أمره قام بقتلها بعد أن دس لها السم فى الطعام وذلك بمحافظة الغربية المصرية.
بينما لم تجد سيدة بمحافظة الدقهلية بداً من انقاذ شقيقتها البكر من الاغتصاب الا ان تسلم نفسها لسائق التاكسي التى استقلته وصديقه بعدما طالبتهما بفعل ما يشاؤون فيها وعدم المساس بأختها.
لذلك استعرضت شبكة الاعلام العربية "محيط" بعض الاراء المختلفة للوقوف على سبب هذه الانواع الشاذة من الجرائم التى تفشت فى المجتمع...
وفى البداية، قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس:" من واقع الدراسة التى قمنا بعملها بجامعة عين شمس عن اطفال الشوارع اكتشفنا ان المخدرات التى يتناولوها هى السبب الرئيسي فى الجرائم اذ تفقدهم الشعور بمن حولهم نتيجة الغاء العقل حيث تسبب ارتخاء في الاعصاب وتجعلهم يفقدون لا يرون فلا يستطيع المتعاطى أن يفرق اذا كانت الضحية أمه او ابنته او احدا من اقاربه.
وأضافت:" لقد شهدت حادثة حقيقة اثناء عملنا البحثي بطلها المخدارت إذ قام صبي بقطع رجل صديقه فجأة بآلة حادة وبالطبع كلنا فزعنا واصبنا بالصدمة ولكن هو على العكس ظل يضحك مما يدل على فقدانه الاحساس والشعور بأى شىء.
كما حملت دكتورة سامية وسائل الاعلام ومايعرض عليها مسؤولية الجرائم وقالت:" لابد ان نراجع انفسنا فى الدراما والمواد التى تعرض فى وسائل الاعلام المختلفة فهى لها دور وتأثير قوى فى المجتمع سواء بالايجاب او السلب لدرجة ان عناوين الافلام والمسلسلات تتناول كلاماً غير لائقاً بالمرة مثل "خالتى فرنسا" و"صايع بحر" و"كلام نسوان".
واضافت:" أنا أدين وزير الاعلام للسماح بعمل مسلسل يحمل اسم "كلام نسوان" فهذا عيب وكان يجب على الجمعيات الاهلية النسائية ان تتصدى لمثل هذه التعديات".ولفتت الى ان مايحدث الان يأتى نتيجة الاهمال والتغاضي عن السلوكيات السلبية الصغيرة، مؤكدة ان:" الحل يكمن الآن فى وسائل الاعلام والجمعيات الاهلية إذ يجب أن يكون لهما دور حيوي وفعال للتوعية من مخاطر المخدرات وكشف الاثار السلبية لايقاف "حنفية" الجرائم، ناهيك عن دور الاسرة الهام.. فكيف يخرج الولد سوياً ومستقيما وهو يرى والده يقوم بالتدخين."
واستطردت تقول:" دور وسائل الاعلام يتخلص فى ايجاد الحلول وليس استعراضها مثل عرض كيفية التعاطى بين المدمنين وللأسف نحن لدينا جهل شديد فى طرح مثل هذه الامور".كما طالبت بأن يتم التعامل مع هذه الامور كحزمة واحدة .. وقالت:" لقد قام ساركوزى رئيس فرنسا بهذه الخطوة إذ اصدر قراراً بمنع شرب "الشيشة" والتدخين فى الاماكن المغلقة ولم يعبأ بالاعتراضات والمظاهرات التى لاقاها بداعى تحديد الحرية."
واختتمت دكتورة سامية حديثها قائلة :" كل ما نحتاجه هو اعادة "تدوير القيم الاخلاقية" مرة أخرى حتى نحافظ على بلادنا من الانحراف."
بدوره،أرجع حسام الدين محمود عزب أستاذ الصحة والعلاج النفسي بجامعة عين شمس ومدير مركز الارشاد النفسي سابقاً سبب تفشي هذه النوعيات الشاذة من الجرائم الى الثورة المعلوماتية التى تجاوزت كل الحدود ومنها تركيز وسائل الاعلام عليها بشكل واسع ومكثف مما جعل الناس يفقدون الامان ويصابوا بالفزع والهلع لتزايد هذه النوعيات من الجرائم مما يعطي انطباع بعدم النجاة منها.
وأضاف:" لقد بات الان هناك نوع من الابداع والتطور فى اساليب وادوات الجريمة حيث فاق الحدود على مختلف الطبقات بمعنى ان الكل يتفنن فى حدود امكانياته".ولفت الدكتور حسام الى ان هناك نوع من الامراض النفسية نقوم بتدريسه اسمه "الانحرافات الجنسية" من ضمنها زنا المحارم وهو موجود منذ القدم ايضا اذ وصل الامر فى السابق الى اتهام اليهود افتراءا وكذباً لسيدنا لوط عليه السلام حاشا لله بالقيام بمواقعة ابنتيه."
وتابع:" جرائم زنا المحارم ترجع لضعف جهاز القيم الاخلاقية الذى خلقه الله عز وجل عند كل انسان ويعرف هذا اصطلاحاً بالشخصية "السيكوباتية" اى انه مرتبط بنوع من الاضطربات النفسية مما يجعله لايعرف الحدود وترجم القرآن ذلك فى النفس اللوامة أى التى تردع وتلوم عن أى انحراف وهذا يسمى "الأنا العليا أى جهاز الضمير او القيم".
واوضح قائلاً:" ان نقص جهاز القيم قد يخلق به الانسان بشكل طبيعي كما هو الحال عند ولادة أى مولود وبه ضعف فى البصر او عيب فى القلب حيث يطلق عليه بالمعنى الدارج "قلبه ميت" انه يستحل المحرمات".واستطرد:" المحرك الاول لجهاز القيم هو الوازع الديني وعدم عزله عن الحياة لكن للاسف نحن نتطاول عليه ونهاجمه مقارنة بالعالم الذى يتجه الآن الى تنشيطه واكتشف انه لابديل له لانه اعظم برنامج لحماية لانسان ويرتبط به التنشئة الصحيحة".
أما الشيخ محمود عاشور وكيل وزارة الازهر سابقاً فقد قال:" لم يعد الايمان والدين يغزو قلوب الناس اذ اصبحنا نعيش حياة الفساد والضياع التى يسودها السوء بكل معانيه".واضاف:" حين يضيع الايمان تضيع معه كل القيم والمثل والاخلاق وهذا عماد الدين اذ قال صلوات الله وسلامنا عليه :" انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق".
وتابع:" إذا انحرفنا عن قيم وسلوك النبي فطبيعى ان تضيع الاخلاق والقيم والمثل فمثلاً نحن فى شهر رمضان المعروف عنه شهر العبادة فنجد الفسق والفساد والفجور وما الى ذلك منتشر في المسلسلات والمفروض أن يقدم شىء قيم يربي ويبنى."
واستطرد:" لم يعد هناك تدريس دين فى المدارس لذا فقد كثرت الانحرافات والعنف نتيجة عدم وجود دين او ايمان يردع او اخلاق تحكم فكل فرد لديه قانون خاص يعمل عليه".
وأضاف:" سيدنا النبي (ص) وفقا لرواية السيدة عائشة قالت "كان خلقه القرآن" فنحن نحينا القرآن جانباً ولم نعد نهتم به فقد كانت المضايف والدوواير فى القرى تهتم بآيات الذكر الحكيم ".ولفت الشيخ عاشور:" حتى الكتاتيب لم يعد لها وجود الان وهذا نوع من السوء الذى نعيشه والهم المحيط بالمجتمع ليترتب عليه ما نسمعه من اشياء غريبة ناهيك عن الانترنت الذى زاد من الانهيار الاخلاقي".واختتم الشيخ عاشور حديثه قائلاً :" البيت ايضاً تنحى عن وظيفته.. فالاب يكدح والام تكدح وتركوا تربية الاولاد للتليفزيون وهذه النتيجة فى النهاية".




محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق