الأحد، 14 نوفمبر 2010

بدء تصعيد الحجاج المصريين إلى عرفات دون التقيد بالمبيت فى "منى"


ارتفاع عدد الوفيات إلى ١٧
يتوجه مئات الآلاف من ضيوف الرحمن إلى جبل عرفات الأحد، استعداداً لقضاء الركن الأعظم فى الحج الاثنين، وذلك بعد إصدار البعثة الرسمية المصرية تنبيهات للحجاج المصريين بالتوجه مباشرة إلى عرفات، لكى يتمكنوا من دخول عرفات فى التوقيت المحدد، دون التقيد بقضاء يوم التروية فى منى، فيما أعلنت البعثة المصرية عن وفاة ٤ حالات جديدة، ليصل إجمالى الوفيات إلى 17 حاجا.
وعقدت ندوات دينية مكثفة فى الفنادق التى يقيم فيها الحجاج، تحدث فيها دعاة من بعثة وزارة الأوقاف، وأكدوا فى كلماتهم ضرورة أن يصل الحاج إلى عرفات فى التوقيت المحدد، وإلا كان عليه دم، موضحين أنه نظراً لكبر عدد البعثة المصرية فهناك مخاوف من عدم تمكن الحجاج المصريين من دخول عرفات فى التوقيت المحدد إذا قضوا يوم التروية فى منى رغم أنه سنّة، وبالتالى فإن البعثة المصرية اتفقت منذ سنوات عدة على التوجه مباشرة إلى عرفات تجنبا لأى شكوك ولضمان تواجد جميع الحجاج المصريين على جبل عرفة قبل بزوغ شمس التاسع من ذى الحجة.
وقال الدعاة إن مفتى الديار المصرية، والدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، أجازا فى العديد من الفتاوى رمى الجمرات على مدار اليوم بداية من منتصف الليل، وأكدا أن رمى الجمرات ساعة الزوال اقتداء بالرسول الكريم أصبح من الصعوبة بمكان، فى ظل الأعداد الغفيرة التى تتواجد حاليا فى منطقة المشاعر المقدسة، مما يعرض الحجاج لكثير من الحوادث التى تؤدى إلى التهلكة، وهو ما لا يرضاه شرع أو عقل، بحسب تقارير صحفية صادرة الاحد.
من جهة أخرى، أعلنت البعثة السبت، عن وفاة ٤ حالات جديدة بين الحجاج المصريين، ليصل إجمالى الوفيات إلى ١٧ شخصا، موضحة أن الحالة الأولى لحاج من الإسكندرية يدعى محمد محمد عبدالله البليهى «٧١ سنة» وتوفى فى أحد مستشفيات المدينة المنورة بسبب هبوط حاد فى الدورة الدموية، وعطية محمد عطية شاهين «٦٠ سنة» من الغربية، وإبراهيم الدسوقى على كرسوع «٦٥ سنة» وكلاهما كان يعانى من «فشل كبدى»، فيما كانت الحالة الأخيرة لأحد أفراد العمالة الموسمية.
وبالنسبة للحالات المرضية، فقد تم نقلهم إلى عرفات داخل سيارات إسعاف مجهزة بالاتفاق مع السلطات السعودية، وتم إجراء جلسات غسيل لجميع الحجاج المصريين المرضى بالفشل الكلوى فى المستشفيات السعودية تحت إشراف أطباء البعثة، بهدف إعدادهم للتصعيد فى عرفات، وقضاء أيام التشريق فى منى.
من جانبه،عقد اللواء صلاح هاشم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية، الرئيس التنفيذى للبعثة المصرية، رئيس بعثة حج القرعة، اجتماعا مكثفا لتحديد اختصاصات مشرفى المجموعات من الحجاج ومشرفى الأفواج من الضباط، وتم الاتفاق على أن يتسلم مشرف كل مجموعة حجاج أتوبيس مجموعته من الجراج والتحرك به وفقا للخطة الموضوعة مسبقا، على أن يكون هناك ضابط مشرف لكل ٦ أتوبيسات، ويبقى على اتصال دائم بغرفة العمليات المركزية فى مكة المكرمة، وأصدر تعليمات بعدم مغادرة البعثة الرسمية لحج القرعة مقرها فى مكة المكرمة إلا بعد التأكد من نقل جميع الحجيج إلى عرفات، مشيراً إلى أنه تم تجهيز نحو ٦٤٠ حافلة لتصعيد حجاج البعثة البالغ عددهم حوالى ٣٢ ألف حاج، بالإضافة إلى تجهيز عدد من الحافلات الاحتياطية للدفع بها بشكل فورى فى حالة حدوث أعطال بأى حافلة أثناء عملية التصعيد.
وأضاف هاشم أنه تنفيذا لتوجيهات اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، تم الاتفاق مع أكبر شركة فندقية سعودية كبرى لتوريد وجبات ساخنة على أعلى مستوى لحجاج البعثة خلال وقفة عرفات وأيام التشريق، موضحاً أنه تم اختيار تلك الشركة بعد الاطلاع على أكثر من عرض، لكونها شركة متميزة فى مجال الفندقة وقيامها بإمداد شركات الطيران باحتياجاتها من الوجبات الغذائية، مما يؤكد كفاءة خدماتها وجودة منتجاتها، لافتاً إلى أن الطهاة التابعين للشركة سوف يجهزون الوجبات تحت الإشراف الصحى والدفاع المدنى السعودى داخل المخيمات، فى ظل رقابة كاملة من ضباط البعثة لضمان إعداد الوجبات طبقا للمواصفات التى تليق بضيوف الرحمن، مؤكداً أنه روعى أن تكون الوجبات كاملة القيمة الغذائية، حيث تتكون من نشويات، ولحوم، أو أسماك، أو دواجن طازجة وليست مجمدة، بالإضافة إلى الفاكهة الطازجة.
وأعلن هاشم أنه تم أيضا ابتداء من أمس، توزيع وجبات جافة ومياه معدنية على حجاج البعثة، لاصطحابها معهم خلال عملية تصعيدهم لعرفات، موضحاً أن الوجبات تكفى كل حاج لمدة ٤ أيام، وروعى فيها أن تتكون من مواد جافة حتى لا تفسد، مثل الجبن والخبز والعصائر والمربى والبسكويت..‏ وقد أعدت وزارة السياحة مفاجأة لحجاجها حيث سيكون في صحبتهم بمني وعرفات كبار المشاهير من الوعاظ كالدكتور أحمد عمر هاشم وخالد الجندي ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ومحمدجبريل والدكتور عمر عبدالعزيز‏.‏
من جهة أخرى، هنأ صاحب السمو الملكى الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، حجاج بيت الله الحرام بوصولهم للمشاعر المقدسة، مؤكدا توفير المملكة جميع الإمكانات لهم لأداء النسك بيسر وطمأنينة.
ورداً على سؤال حول احتمال قيام تنظيم القاعدة بأى عمل تخريبى، قال الوزير: "أعتقد أنه لا يوثق بهم، فنحن لا نستبعد المحاولة بأى عمل يعكر أمن حجاج بيت الله، ولكن نحن مستعدون لأى أمر يحتمل حدوثه وإن شاء الله لا يحدث مثل هذا، تقديرا لهذه الشعيرة ولهؤلاء المسلمين الحجاج من كل أقطار العالم، والمملكة قادرة بإذن الله على إفشال مثل هذه العمليات ومواجهتها وردعها بكل قوة وحزم دون تردد».
وفيما يتعلق بجسر الجمرات هذا العام والتوقعات بحدوث زحام، قال إن الجسر صمم ونفذ بناء على دراسة مستفيضة لكل ما يتعلق بهذا الأمر، وهو فك الزحام وتيسير أداء الرجم بسهولة ودون أى ضرر يصيب الحجاج، لافتا إلى أن الرجم العام الماضى تم دون زحام ولم يكن قد اكتمل الجسر إلا الدورين العلويين بالإضافة إلى الدور الأرضى، معربا عن أمله فى أن يتم الرجم هذا العام بكل يسر وسهولة بما يحقق الراحة للجميع.

اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق