* أعادني انقطاع الكهرباء المتكرر في القاهرة وعدة محافظات لزمن بعيد مضي। كان مقبولاً أن يحدث فيه ذلك لظروف الحروب التي خاضتها مصر. وأنهكت بنيتها الأساسية الفقيرة أصلاً॥ لكن ما ليس مفهوماً ولا مستساغاً أن يحدث ذلك الآن رغم ما أحرزناه من تقدم ملموس في عصر الرئيس مبارك الذي يحرص دائماً علي بناء وتحديث البنية الأساسية سواء في المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء وغيرها . وتوصيلها لجميع المواطنين في شتي المناطق لا سيما القري والأحياء الفقيرة. * الوزير من ناحيته - ولا نختلف معه - يؤكد أن الشبكة المصرية ما زالت في مقدمة شبكات العالم كفاءةً وإنتاجاً للكهرباء.. لكن ذلك يصطدم بمفارقة تحدث الآن.. وتدهش المواطنين وتدفعهم إلي الغضب والتساؤل: إذا كان قطاع الكهرباء يأتيه عائد منتظم من جيوب المستهلكين الذين لا يتخلف كبارهم ولا صغارهم عن السداد في مطلع كل شهر.. فلماذا تنقطع الكهرباء.. ولماذا لا تتوسع الوزارة والحكومة في تشييد المحطات واستحداث طرق غير تقليدية. تملك مصر منها الكثير لتوليد طاقة كهربية. تكفي احتياجاتنا المتزايدة في الحاضر والمستقبل.. وتسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك الحاليين..؟! * تطور البنية الأساسية في عصر الرئيس مبارك. وتضاعف مشروعاتها عشرات المرات يجعلنا نتساءل : كيف يتصور المسئولون بالوزارة أن يعيش الناس من غير كهرباء ولو لساعات معدودة.. فهل يتحمل ذلك المرضي في غرف الرعاية المركزة.. وكيف تعمل المرافق الأخري من دون كهرباء تمدها بأسباب الحياة..؟! * .. إلا الكهرباء يا سيادة الوزير. فهي كالماء والهواء. ومن دونها تصاب حياة الناس بالشلل التام. وتصاب الأجهزة بالتلف والعطب.. وتكبد المجتمع خسائر. تُخصم في النهاية من أموال الناس وموارد الدولة معاً.. ولو فرضنا أن السد العالي ومحطات الكهرباء التقليدية تؤدي ما عليها بكفاءة عالية. وبأقصي طاقة ممكنة.. فكيف سنواجه الاحتياجات المتزايدة .. وأين طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرهما.. وأين حقوق الأجيال القادمة من تلك الموارد.. ؟! * لا معني للقول بزيادة الأحمال علي الشبكة نتيجة كثرة استخدام أجهزة التكييف.. فذلك يحدث في كل الدنيا.. وكنا نتصور أن تطرح الحكومة ووزارة الكهرباء حلولاً مبتكرة وخططا استراتيجية لمواجهة الاحتياجات الحالية والمستقبلية.. وأن تجيب عن التساؤل المهم : كيف نتحدث عن تصدير الكهرباء ومازلنا نعاني انقطاعاً مستمراً للتيار الكهربائي.. وكيف تطالب الحكومة الناس بترشيد استهلاكهم للكهرباء رغم علمها أنهم أحرص منها علي ذلك. نظراً لما يدفعونه نظير ما يستهلكون.. وكان الأولي بها أن تبدأ هي بنفسها فترشد استخدامها في الأجهزة والمرافق والمصالح ليلاً ونهاراً.. فذلك أكثر نفعا لها وللناس ً..!!
الجمهورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق