هل من الممكن ان يأتي اليوم الذي يمنع فيه التليفزيون المصري الأذان، والقرآن الكريم من شاشته؟ الاجابة في القريب العاجل ربما يحدث هذا الامر طالما ان ما يعرض على شاشته اصبح المتحكم فيه هو شركات الاعلانات، والدليل ان الشركة صاحبة حق بث الاعلانات اشترطت الا تزيد المساحة المحددة لقرآن المغرب علي ثلاث دقائق فقط، حتي تستطيع الاستفادة بأكبر قدر من الدقائق الخاصة بالبرامج، والمسلسلات التي تعرض على هامش الاعلانات، نعم الآن اصبحنا نشاهد الاعمال الدرامية والبرامج على الهامش من الاعلانات، وهذه القضية سبق وتحدثنا عنها طوال السنوات الماضية، وعرضنا وجهات نظر الكثير من ابطال هذه الاعمال، والذين اكدوا ان هذه الاعلانات دمرت الدراما، وافقدت المشاهد القدرة على التواصل مع احداث المسلسلات، ورغم ذلك اكتفى التليفزيون المصري بالاستماع الى صرخات نجوم الدراما دون تدخل، لكن هذه المرة المصيبة اكبر لأن المعلنين اصبحوا يتحكمون ايضا في الزمن المحدد للقرآن الكريم، بالشكل الذي لا يتناسب مع شهر القرآن والغريب ان السادة موظفي ماسبيرو وافقوا على طلب شركات الاعلان، وخصصوا ثلاث دقائق فقط لقرآن المغرب، رغم ان هذه الفترة عرفناها منذ بداية ارسال التليفزيون مخصصة للقرآن الكريم، وكان متوسط الوقت المخصص لها ٥١ دقيقة قد تزيد أو تقل قليلاً، لكن اهل ماسبيرو اصبح الآن لهم رأي آخر، لذلك نحن نبشرهم بقرب الرحيل، لأننا من الممكن ان نتلاعب في أي شىء إلا ما يخص الأديان السماوية وإذا كان كبار المسئولين عن الاعلام المصري التزموا الصمت امام رغبات المعلنين في مشهد متكرر فان هذا الامر لن يدوم طويلاً، لأننا بصدد أمور لا تحتمل وجهات النظر، وفكر المكسب، والخسارة، وعملية تدليل الشركات لن يأتي مهما حدث على حساب ديننا। تقليل الوقت المخصص لقرآن المغرب ما هو ألا امتداد الى مهازل كثيرة بدأت بالغاء الحديث اليومي لفضيلة الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي، وتحويل البرنامج اليومي لفضيلة شيخ الازهر والذي كان يعرض طوال الشهر الكريم خلال الفترة المسائية الى برنامج اسبوعي خلال رمضان الحالي، وهذا يعني أنه خلال العام القادم اذا لم تتقدم شركة اعلانية لرعايته سيكون مصيره الالغاء كما ألغوا اشياء كثيرة من حياتنا خلال رمضان مثل الابتهالات الدينية والتواشيح بأصوات كبارالمشايخ مثل النقشبندي ونصر الدين طوبار، وغيرهما من رموز هذا الفن، والذين اندثروا بفعل فاعل، والشىء المحزن والمخزي ان كل هذه البرامج انتهت على يد السادة المعلنين. وكان البديل مجموعة من الاصوات النشاذ التي لا تستطيع ان تؤدي الاغاني العادية الاداء السليم فوجئنا بهم عن طريق الشركات المعلنة يؤدون الابتهالات والادعية والاناشيد، واعتقد لو ان هذه الاصوات عرضت على لجان متخصصة لرفضت هذه الاعمال، لكننا اصبحنا في عصر الاعلان، وليس الاعلام، عموما السنوات القادمة ستشهد تراجعا كبيرا من قبل الشركات المعلنة والتي بدأت ملامحها تتضح من هذا العام حيث ستواجه القنوات خسائر كبيرة لقلة عدد المعلنين في الشركات والدليل ان مسلسل مثل "الجماعة" اشتراه التليفزيون المصري بـ ٦٢ مليون جنيه، وحجم الاعلانات التي جاءت من أجله لن تغطي هذا المبلغ، و"الدالي" الذي خرج ايضا من السباق لعدم وجود معلنين
الوفد
اقرأ أيضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق