الجمعة، 13 أغسطس 2010

المعلنون وضعوا الخريطة الدينية لـ تليفزيون‮ "‬الشيخ‮" ‬و "الفقي‮"‬

ثلاث دقائق لقرآن المغرب وحلقة أسبوعية لـشيخ الأزهر
هل من الممكن ان‮ ‬يأتي‮ ‬اليوم الذي‮ ‬يمنع فيه التليفزيون المصري‮ ‬الأذان،‮ ‬والقرآن الكريم من شاشته؟ الاجابة في‮ ‬القريب العاجل ربما‮ ‬يحدث هذا الامر طالما ان ما‮ ‬يعرض على شاشته اصبح المتحكم فيه هو شركات الاعلانات،‮ ‬والدليل ان الشركة صاحبة حق بث الاعلانات اشترطت الا تزيد المساحة المحددة لقرآن المغرب علي‮ ‬ثلاث دقائق فقط،‮ ‬حتي‮ ‬تستطيع الاستفادة بأكبر قدر من الدقائق الخاصة بالبرامج،‮ ‬والمسلسلات التي‮ ‬تعرض على هامش الاعلانات،‮ ‬نعم الآن اصبحنا نشاهد الاعمال الدرامية والبرامج على الهامش من الاعلانات،‮ ‬وهذه القضية سبق وتحدثنا عنها طوال السنوات الماضية،‮ ‬وعرضنا وجهات نظر الكثير من ابطال هذه الاعمال،‮ ‬والذين اكدوا ان هذه الاعلانات دمرت الدراما،‮ ‬وافقدت المشاهد القدرة على التواصل مع احداث المسلسلات،‮ ‬ورغم ذلك اكتفى التليفزيون المصري‮ ‬بالاستماع الى صرخات نجوم الدراما دون تدخل،‮ ‬لكن هذه المرة المصيبة اكبر لأن المعلنين اصبحوا‮ ‬يتحكمون ايضا في‮ ‬الزمن المحدد للقرآن الكريم،‮ ‬بالشكل الذي‮ ‬لا‮ ‬يتناسب مع شهر القرآن والغريب ان السادة موظفي‮ ‬ماسبيرو وافقوا على طلب شركات الاعلان،‮ ‬وخصصوا ثلاث دقائق فقط لقرآن المغرب،‮ ‬رغم ان هذه الفترة عرفناها منذ بداية ارسال التليفزيون مخصصة للقرآن الكريم،‮ ‬وكان متوسط الوقت المخصص لها ‮٥١ ‬دقيقة قد تزيد أو تقل قليلاً،‮ ‬لكن اهل ماسبيرو اصبح الآن لهم رأي‮ ‬آخر،‮ ‬لذلك نحن نبشرهم بقرب الرحيل،‮ ‬لأننا من الممكن ان نتلاعب في‮ ‬أي‮ ‬شىء إلا ما‮ ‬يخص الأديان السماوية وإذا كان كبار المسئولين عن الاعلام المصري‮ ‬التزموا الصمت امام رغبات المعلنين في‮ ‬مشهد متكرر فان هذا الامر لن‮ ‬يدوم طويلاً،‮ ‬لأننا بصدد أمور لا تحتمل وجهات النظر،‮ ‬وفكر المكسب،‮ ‬والخسارة،‮ ‬وعملية تدليل الشركات لن‮ ‬يأتي‮ ‬مهما حدث على حساب ديننا‮।‬ تقليل الوقت المخصص لقرآن المغرب ما هو ألا امتداد الى مهازل كثيرة بدأت بالغاء الحديث اليومي‮ ‬لفضيلة الامام الشيخ محمد متولي‮ ‬الشعراوي،‮ ‬وتحويل البرنامج اليومي‮ ‬لفضيلة شيخ الازهر والذي‮ ‬كان‮ ‬يعرض طوال الشهر الكريم خلال الفترة المسائية الى برنامج اسبوعي‮ ‬خلال رمضان الحالي،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أنه خلال العام القادم اذا لم تتقدم شركة اعلانية لرعايته سيكون مصيره الالغاء كما ألغوا اشياء كثيرة من حياتنا خلال رمضان مثل الابتهالات الدينية والتواشيح بأصوات كبارالمشايخ مثل النقشبندي‮ ‬ونصر الدين طوبار،‮ ‬وغيرهما من رموز هذا الفن،‮ ‬والذين اندثروا بفعل فاعل،‮ ‬والشىء المحزن والمخزي‮ ‬ان كل هذه البرامج انتهت على‮ ‬يد السادة المعلنين‮.‬ وكان البديل مجموعة من الاصوات النشاذ التي‮ ‬لا تستطيع ان تؤدي‮ ‬الاغاني‮ ‬العادية الاداء السليم فوجئنا بهم عن طريق الشركات المعلنة‮ ‬يؤدون الابتهالات والادعية والاناشيد،‮ ‬واعتقد لو ان هذه الاصوات عرضت على لجان متخصصة لرفضت هذه الاعمال،‮ ‬لكننا اصبحنا في‮ ‬عصر الاعلان،‮ ‬وليس الاعلام،‮ ‬عموما السنوات القادمة ستشهد تراجعا كبيرا من قبل الشركات المعلنة والتي‮ ‬بدأت ملامحها تتضح من هذا العام حيث ستواجه القنوات خسائر كبيرة لقلة عدد المعلنين في‮ ‬الشركات والدليل ان مسلسل مثل‮ "‬الجماعة‮" ‬اشتراه التليفزيون المصري‮ ‬بـ ‮٦٢ ‬مليون جنيه،‮ ‬وحجم الاعلانات التي‮ ‬جاءت من أجله لن تغطي‮ ‬هذا المبلغ،‮ ‬و"الدالي‮" ‬الذي‮ ‬خرج ايضا من السباق لعدم وجود معلنين
الوفد
اقرأ أيضا :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق