الاثنين، 29 مارس 2010

أوباما يفاجئ افغانستان بزيارته الأولى منذ توليه الرئاسة

المئات يتظاهرون بكابول احتجاجا على مقتل مدنيين
وصل الرئيس الامريكي باراك أوباما الى كابول أمس الاحد في زيارة لم يعلن عنها لافغانستان يمارس خلالها ضغوطا على نظيره الافغاني حامد كرزاي ليتصدى للفساد ويكافح تهريب المخدرات.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها اوباما لافغانستان منذ توليه الرئاسة قبل 14 شهرا.
ويتوقع ان تشمل زيارة اوباما القصيرة اجتماعا ثنائيا مع نظيره الافغاني حامد كرزاي واجتماعا موسعا مع الحكومة الافغانية ومسؤولين امريكيين بالاضافة الى القاء خطاب امام جنود امريكيين.
وغادر الرئيس الولايات المتحدة على متن الطائرة الرئاسية بعد قليل من الساعة العاشرة مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة السبت 0200 بتوقيت جرينتش الاحد.
وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض قبل الزيارة ان اوباما يرغب في الحصول على "تحديث للمعلومات على أرض الواقع" حول الحرب من قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي الجنرال ستانلي مكريستال وكذلك السفير الامريكي كارل ايكنبري.
وسيمارس اوباما ضغوطا على كرزاي خلال اجتماعاتهما الثنائية ليتصدي للفساد ويكافح تهريب المخدرات بينما يوسع الجيش الامريكي من وجوده في البلاد ويواجه تمرد حركة طالبان.
وقال الجنرال جيمس جونز مستشار الامن القومي الامريكي للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "نخطط للفت انتباه كرزاي كما سنبدأ في جعله يتفهم ذلك...في ولايته الثانية ان هناك اشياء لم يتم الالتفات لها تقريبا منذ اليوم الاول."
وامتنع جونز عن القول بان كرزاي لم يلتزم بتعهداته ازاء الاصلاح. واصدر اوباما اوامره في ديسمبر كانون الاول بارسال 30 الف جندي امريكي اضافي الى افغانستان وحدد منتصف عام 2011 موعدا لبدء الانسحاب.وقال الجنرال دوج لوت للصحفيين ان نحو عشرة الاف من القوات الاضافية المقررة وصلوا بالفعل الى افغانستان.
وستتيح الزيارة لاوباما رؤية النتائج الاولى لاستراتيجية زيادة القوات واظهار الدعم للجنود ومواجهة المنتقدين الذين يقولون ان تركيزه على اقرار قانون الرعاية الصحية صرف انتباهه عن السياسة الخارجية.
ومن المتوقع ان يحيي اوباما الجنود ويلتقي بدبلوماسيين خلال وجوده في افغانستان. واتاح الانتصار المحلي الذي حققه اوباما الاسبوع الماضي على صعيد قانون اصلاح الرعاية الصحية مجالا سياسيا لتحويل تركيزه الى حرب افغانستان التي تحظى بتاييد متفاوت من عامة الامريكيين وسط ارتفاع في عدد القتلى والتكاليف والفساد الاخذ في التزايد بين القادة الافغان.
وزار اوباما افغانستان خلال الحملة الانتخابية للرئاسة عام 2008 لكنه لم يكرر الزيارة منذ فوزه على المرشح الجمهوري السناتور جون مكين الذي تسببت انتقاداته في ذلك الحين في زيارة المرشح الديمقراطي انذاك باراك اوباما.
وقال مسؤول بالبيت الابيض ان اسبابا تتعلق بالطقس والامداد والتموين احبطت محاولات سابقة للقيام بزيارة منذ تولي اوباما المنصب في يناير كانون الثاني 2009.
وتغيرت كثير من الامور خلال العام الاول لاوباما في المنصب. واجرى مسؤولون امريكيون بارزون مراجعة لسياسة الحرب التي يتبعها البيت الابيض استغرقت عدة أشهر وانتهت بقرار ارسال قوات اضافية. وعندما يصل الجنود الاضافيون وعددهم 30 الفا بحلول نهاية العام الجاري سيصل حجم القوات الامريكية الى 100 الف جندي وهو 3 امثال الرقم الذي كان عليه الحال عندما تولى اوباما الحكم بالاضافة الى اكثر من 40 الف جندي من دول اخرى بحلف شمال الاطلسي.
واطلق كرزاي الذي بقى في السلطة بعد انتخابات شابتها اعمال تزوير جهودا عالية المستوى لتحقيق المصالحة مع حركة طالبان التي استردت عافيتها بعد 8 سنوات من الاطاحه بها على يد ميليشيات افغانية تدعمها الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيبس الاسبوع الماضي ان التوقيت لا يزال غير مناسب للتصالح مع قادة طالبان البارزين في افغانستان.ويتحدث اوباما الى كرزاي بصورة اقل من سلفه جورج بوش الذي شن الحرب في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة.

المئات يتظاهرون بكابول احتجاجا على مقتل مدنيين
ومن جهة أخرى، شارك المئات من المواطنين الأفغان في مظاهرة احتجاجية على غارة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في شمال البلاد أسفرت عن مقتل 7 من رجال الشرطة.
وذكرت شبكة "إن بي سي" الأمريكية الأحد أن المتظاهرين احتشدوا خارج مبنى حكومي في إقليم قندوز الشمالي وهم يرددون شعارات تدعو لتطبيق العدالة.
وأكد عضو مجلس محلي سابق بالإقليم "شاهبور إمامي" أن المتظاهرين يريدون معرفة نتائج التحقيق الذي يجرى بشأن الغارة التي شنتها قوات الناتو الشهر الماضي مع تعويض أسر الضحايا.
وأقر الناتو في وقت سابق بأن طائراته أخطأت هدفها، وأصابت مدنيين بدلا من مجموعة من المتمردين.
وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن 6 مدنيين قتلوا خلال الساعات الماضية في انفجارين منفصلتين لعبوتين ناسفتين على جانب الطريق، أحداهما في مقاطعة "سانجين" والآخرى في مقاطعة "ناوا" الجنوبيتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق