الجمعة، 2 أبريل 2010

موظف الكول سنتر يراه طوق نجاة لـ شباب الخريجين


يسوق بهاء لمنتجات لم يرها، لعملاء دول أخرى من خلال التليفون، لكن عمله فى الكول سنتر يضمن له أجرا محترما، ويوفر له تدريبا مستمرا، طالما يجيد اللغات الأجنبية.«اللغة أهم شىء للشغل.. لازم الإنجليزى يكون ممتاز، ولو فيه لغة ثانية الراتب هيكون أفضل»، معيار أساسى شدد عليه بهاء، خريج كلية التجارة جامعة القاهرة، للعمل فى مراكز الاتصالات الـ«كول سنتر» المنتشرة الآن فى مصر، والتى تقوم بتسويق منتجات وخدمات شركات عالمية عن طريق الهاتف، «بعد كده كل شىء يكتسب بالتدريب».بهاء رغم صغر سنة، 22 عاما، يتطور منذ 3 سنوات فى عمله بهذه المراكز، فكان أول وظائفه فى قسم المبيعات لدى شركة اميكو تك بالعباسية، لم تطلب منه الشركة سوى إجادة اللغة الإنجليزية، وتعلم فيها مهارات البيع عن طريق التليفون والتى يعتبرها الدرجة الأولى وغير المحببة له فى العمل بشركات الكول سنتر. «فى المبيعات بكلم عملاء من دول أخرى أبيع لهم خدمة أو منتج لشركة كبيرة، لا أعلم عنه شيئا، ولم استخدمه شخصيا، واعتبره أصعب ما فى الشغلانة لأنى بحاول أقنع العميل بخدمة أنا مش مقتنع بها أصلا».ويضرب المثل بتسويق خدمات لشركة جوجل صاحبة أكبر محرك بحث على شبكة الإنترنت، «أقوم بالاتصال بصالون حلاقة فى نيويورك محاولا إقناعه بوضع بيانات محله على موقع جوجل الإعلانى، مقدما له عدد من المميزات التى يستفيد منها من هذه الخطوة مثل ظهور اسم الصالون على رأس قائمة البحث فى جوجل وغيرها من المواقع»، موضحا أن مثل هذه الخدمات التى يروج لها لا تستخدم فى مصر عادة. ويعتبر بهاء العمل فى هذه الشركات طوق نجاة للشباب الخريجين وغيرهم، خاصة أن الراتب الذى حصل عليه من أول وظيفة كان 1500 جنيه، والآن بعد ثلاث سنوات انتقل فيها إلى كول سنتر مهم افتتح قريبا فى مصر، وهو «اكستريم جلوبال سيرفسز»، أصبح راتبه يصل إلى 3000 جنيه بخلاف الكوميشن.ومراكز الاتصال (الكول سنتر) التى تسوق منتجات الشركات العالمية عن طريق الهاتف، تعتبر أحد أنواع خدمات التعهيد (out sourcing) والتى تقوم على استعانة الشركات العالمية بالخدمات الفنية للعمالة فى الأسواق التى تتسم بالانخفاض النسبى للأجور. وتعد الهند والفلبين من أشهر الدول التى تقدم هذه الخدمات، وتطرح مصر نفسها بقوة كأهم دول الشرق الوسط فى تقديم خدمات التعهيد. ويقدر حجم سوق تعهيد الخدمات العالمى خلال عام 2008 بنحو 70 مليار دولار.وعمل بهاء فى شركة أكسيد التابعة للشركة المصرية للاتصالات، وتعد أحد أكبر وأهم الشركات التى تقدم خدمات التعهيد فى مصر، وكان يتلقى اتصالات من دول كثيرة لتقديم الدعم الفنى، «حيث نقدم خدمات لبعض أهم شركات السوفت وير والهارد وير، وهذا يتطلب خبرة جيدة فى استخدام التكنولوجيا»، بالإضافة لجزء آخر من العمل يقدمون من خلاله خدمات المبيعات، كما يقوم جانب من العمل على تقديم خدمات الحجز سواء للمطاعم أو شركات الطيران.وتستثمر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مجال خدمات التعهيد، وتعمل على تقديم برامج الترويج لمصر فى مجال تقديم الخدمات التكنولوجية العابرة للحدود بنظام التعهيد فى مختلف دول العالم، لخلق مزيد من فرص العمل وتحقيق عائد من هذه الصناعة، وتتوقع أن يصل عائدها إلى 1.1 مليار دولار خلال عام 2010.وتحرص كل شركة على توفير التدريب لموظفيها، وتتراوح مدته بين 3 أسابيع وشهرين، وغالبا ما يكون المدربون من جنسيات أخرى، كما يقول يقول بهاء، مشيرا إلى البرامج التدريبية التى تقدم فى الجامعة، والتى سمع بها من زملائه وتفيد فى التهيئة للعمل فى هذه المراكز.وتقدم هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» هذه البرامج التدريبية لإعداد شباب الجامعات للقيام بخدمات التعهيد، ويتم هذا التدريب حاليا فى 19 كلية بـ5 جامعات على مستوى مصر. وقريبا سيتم الإعلان عن أول مركز لخدمات التعهيد فى الإسكندرية، بالإضافة إلى اتجاه لافتتاح مراكز لخدمات التعهيد فى المنصورة وأسيوط.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق