السبت، 3 أبريل 2010

القرضاوي يشن هجوما عنيفا على جامعة الدول العربية


مستنكرا تفجيرات موسكو..القرضاوي يدعو الشعوب العربية للانتفاضة ضد حكامها
شن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هجوما عنيفا ضد جامعة الدول العربية، مبديا أسفه للوضع الذي وصلت إليه، مشيراً إلى أنها لم تعد تقدر على شيء، لم تعد تقدر على حسم خلافاتها فيما بينها، ولم تعد قادرة على حسم قضية واحدة من القضايا المعلقة.
كما أعرب عن أسفه من نتائج القمة العربية الدورية الثانية والعشرين التي انعقدت الاسبوع الماضي في مدينة سرت الليبية، وقال: "توقعنا أن تخرج قمة ليبيا بقرارات على قدر المسؤولية في قضايا العرب بشكل عام، وبشكل خاص قضيتهم الأولى والمركزية قضية فلسطين والقدس وما يتعرض له الأقصى من مخاطر، وغزة وحصارها وما يتعرض له أهلها من أوضاع إنسانية كارثية، مضيفا: لم تأت القمة بجدبد كما توقع الكثيرون، وجاءت مخيبة لآمال الشعوب". وحسبما ذكرت صحيفة "العرب" القطرية" في عددها الصادر اليوم السبت، دعا القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع عمر بن الخطاب بالدوحة، الشعوب العربية إلى "أن تنتفض وتغضب لقضاياها، وتجبر الحكام على عمل شيء يحرك الساكن ويوقظ النائم وينبه الغافل، ويجعل المدبر مقبلا، ويدفع المتردد لاتخاذ قرار حاسم".
وتساءل: "إذا كان قادة ورؤساء وملوك وأمراء الدول العربية لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، فماذا يفعل الناس؟". وذكر أنه لم يبق أمل للأمة إلا في شعوبها وجماهيرها.
وتعجب من حال العرب الذين بلغ عددهم ثلث مليار من البشر، ووراءهم قرابة مليار ونصف مليار من المسلمين، ويعجزون عن اتخاذ موقف موحد تجاه القضايا التي تواجه أمتهم.
قمة سرت
وكان البيان الختامي لقمة سرت والذي حمل عنوان "إعلان سرت"، أكد إلتزام القادة العرب المجتمعون "بالموقف العربي بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية يتطلب قيام اسرائيل بتنفيذ التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ورفض كافة الذرائع والتبريرات الاسرائيلية تحت اي مسمى للاستمرار في نشاطها الاستيطاني غير المشروع".
كما أعادوا التأكيد "على ضرورة الالتزام بسقف زمني محدد لهذه المفاوضات وان تستأنف من حيث توقفت وعلى أساس المرجعيات المتفق عليها لعملية السلام".
ودعت "قمة دعم صمود القدس"، الرئيس الامربكي باراك اوباما الى "التمسك بموقفه المبدئي والأساسي" الداعي الى وقف الاستيطان.
كما أكدت "أهمية الدور الذي تقوم به لجنة مبادرة السلام العربية وأهمية استمرار جهودها برئاسة دولة قطر".
كما قرر القادة العرب "عقد قمة استثنائية في موعد غايته اكتوبر/ تشرين الاول المقبل" لمناقشة الاقتراح اليمني بإقامة اتحاد الدول العربية ورؤية القذافي.
واتفق القادة على تشكيل لجنة خماسية تضم قادة ليبيا واليمن ومصر وقطر والعراق للإشراف على إعداد "وثيقة منظومة العمل العربي المشترك" لعرضها خلال هذه القمة. وقرروا كذلك مناقشة مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي الذي اقترحه موسى كذلك خلال هذه القمة الاستثنائية.
تفجيرات موسكو
من ناحية أخرى، أدان القرضاوي التفجيرات التي حدثت في مترو موسكو خلال الأسبوع الماضي. واستنكر ما يفعله بعض أبناء المسلمين في بلاد شتى باسم الإسلام وتحت راية الإسلام من تفجيرات تقتل البريء والمسيء، وتذهب حياة المدني والعسكري والناس العاديين الذين يركبون القطارات تحت الأرض وفوق الأرض، ثم يلاقون حتفهم بسبب تفجيرات ينفذها أناس يزعمون أنهم يعملون للإسلام.
وانتقد بشده موقف الذين يعتدون على أناس عاديين، ليسوا من العسكريين، ولا من القادة، ولا من السياسيين. وتساءل: كيف يستسيغ هؤلاء أن يقتلوا برآء لا ذنب لهم في العير ولا في النفير؟
واستشهد بقول الله عز وجل: "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً".
وأوضح أن دم الإنسان -أي إنسان- مهما كان دينه وجنسه ولونه غير مباح، مشيرا إلى أنه لا يجوز قتل الكافر طالما أنه لم يقاتل ولم يحارب المسلمين.
وذكر سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين خلال الحروب قائلا: "الإسلام ينهي عن قتل الرهبان والأطفال والنساء والشيوخ الطاعنين في السن، لأنهم ليسوا من أهل القتال". وأكد أنه لا يجوز قتل أناس أبرياء لوجود خصومة مع قادتهم.
وقال: "أنكر ما حدث ولا أجيز لمسلم أن يقتل أنساناً إلا عن دليل وبرهان وبينة، وأن يكون مستحقا للقتل". ونبه إلى أن الحكم بقتل فرد أو جماعة لا يفتي ولا يحكم به أي إنسان، وإنما يتم وفقاً لضوابط وشروط شرعية.
واعتبر ما تقوم به بعض الجماعات الإسلامية من قتل للمدنيين الأبرياء إساءة للإسلام والمسلمين في المشرق والمغرب.
وضرب أمثلة على ذلك بأن المسلمين أصبحوا متهمين بالعنف والإرهاب وسفك الدماء. مؤكدا براءة الإسلام من الإرهاب والعنف.
ووصف الذين يستبيحون دماء الأبرياء في الشرق والغرب بأنهم ليسوا مجاهدين وعملهم "ليس من الجهاد في شيء، وهو ظلم للأمة، وشر على المسلمين".
وطالب أتباع الجماعات المسلمة في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها بأن "يراجعوا أنفسهم، وأن يتقوا الله في أمتهم ودينهم، وأن يحكموا صوت العقل والبصيرة".
وأشاد بالجماعات الإسلامية التي راجعت نفسها وأصدرت كتبا عديدة تبين خطأها فيما ارتكبته من عنف وقتل. لكنه استدرك متسائلا: هل تحتاج كل جماعة إسلامية لتجربة خاصة بها في القتل وسفك الدماء، ثم تتوقف وتراجع نفسها وتعلن خطأها.
وقال: هل ننتظر مرور ربع أو ثلث قرن من القتل والعنف وتهييج العالم وتشويه سمعة الإسلام حتى تتوقف الجماعة المسلمة عن خطئها؟
وطلب الشيخ القرضاوي من قادة روسيا -التي شهدت آخر الانفجارات على يد جماعة مسلمة- بأن لا يكن كل همهم علاج العنف بالوسائل الأمنية وحدها، داعيا لبحث الأسباب التي دفعت مرتكبي الانفجارات لسلوك القتل.
وقال: "أدعو القادة الروس أن يجلسوا مع الإخوة في القوقاز والجماعات التي تسلك العنف، ويبحثوا معهم الأسباب التي دفعتهم للقتل". وأشار إلى أن معظم الأسباب سياسية، تحتاج إلى حل بالحوار والتفاهم وتنازل كلا الطرفين للآخر حقناً للدماء.
واقترح الاستعانة بحكماء من المسلمين للتوسط بين القادة الروس والجماعات الإسلامية। وخلص إلى أن الحل الأمني وحده لا يحل المشاكل، مشيرا إلى أنه يوقف العنف سنوات لكن لا يقضي عليه نهائيا، داعيا لحل المشاكل من جذورها حلا يقوم على الفكر والسياسة بالتفاهم والحوار البناء. وحذر من اللجوء لحوار المتكبر والمستعلي على الآخر، ومن حوار الطرشان، مرحبا بحوار الند للند، وصولا لحل المشاكل من جذورها.


محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق