قبل أن يتولي الملك فؤاد عرش مصر تزوج من الاميرة شويكار احدي بنات الاسرة المالكة في عام 1895 وكاد هذا الزواج يكلفه حياته فنتيجة لمعاملة فؤاد القاسية لزوجته المدللة المتقلبة الاهواء واختلاف كل منهما عن الآخر حيث كان فؤاد عصبياً। وبالرغم من تربيته الايطالية وحبه للمقامرة وللعاشقات الايطاليات فقد كان في نفس الوقت متمسكاً بالتقاليد والعادات المصرية نحو المرأة ـ في ذلك الوقت ـ مما جعله يحبس شويكار في الحريم من طلعة النهار حتي حلول الليل، ونتيجة لأن شويكار كانت لها عاداتها ورغبتها الشديدة في الانطلاق فإنها لم تتحمل عنف زوجها وحبسه لها خاصة بعد أن مات ابنها الوحيد وعمره تسعة أشهر والذي كان يؤنس وحدتها لذلك قررت العودة الي أسرتها دون ارادة زوجها ولكن فؤاد أعادها الي بيت الزوجية بقسوة وعنف مما أثار حفيظة أخيها الاصغر »سيف الدين« الذي أقسم علي تخليصها من الحياة مع زوجها وفي السابع من مايو 1898 اندفع الامير »سيف الدين« يرتقي سلالم »الكلوب الخديوي« الذي يقضي فيه الملك فؤاد سهراته، ولما عثر عليه في غرفة السلاملك أطلق عليه عدة رصاصات، مما أدي الي اصابة فؤاد بجروح شديدة لدرجة ان الاطباء أسرعوا بإجراء عمليات جراحية له فوق أرضية المكان الذي سقط فيه، فانتزعوا رصاصة من ضلوعه، وأخري من فخذه، وحاولوا استخراج رصاصة ثالثة استقرت في حلقه، وكانت قريبة من الشريان، ولكن استحالت اخراجها ومنذ ذلك الوقت حتي وفاة الملك فؤاد في عام 1936 أصبح حديثه يعوقه مما قيل انه »نباح عصبي مرتفع النبرة« لدرجة ان كلامه كان يصعب فهمه بسهولة. وقد حكم علي الجاني بالاشغال الشاقة لمدة خمس سنوات، وخلال ذلك ادعي الجنون، ووضع في مصحة للامراض العقلية، ونتيجة لما حدث طلق فؤاد زوجته شويكار التي تزوجت بعد ذلك عدة مرات كان آخرها الزواج الخامس من »إلهامي حسين باشا« في عام 1927 أما فؤاد فقد اختاره الانجليز للسلطنة المصرية خلفاً لحسين كامل. ولكي ينجب فؤاد وريثاً له علي العرش تزوج »نازلي صبري« في ابريل 1919 وظل فؤاد يحكم مصر حتي وفاته في 28 ابريل 1936. أما شويكار فرغبة منها في التشفي من الملك فاروق وعائلته، فعملت علي إفساد فاروق بإشباع نزواته، وشجعته علي لعب القمار ومع ذلك فقد كان فاروق سعيداً بالتردد عليها، وحضور حفلاتها التي اشتهرت بالبذخ المفرط والاسراف الشديد. وهكذا كانت الحياة داخل القصور الملكية وما اشتملت عليه من صراعات ومؤامرات وبذخ وإسراف بينما كان الشعب المصري في معظمه يعاني الكفاف والضياع خاصة وأن الملك فاروق الذي تولي عرش مصر بعد وفاة والده فؤاد عاش نزواته وحياته الخاصة دون أن يعبأ بمشاكل الناس وحياتهم، وانتهي الامر بقيام ثورة يوليو 1952.
الوفد - عبدالمنعم الجميعى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق