من النادر أن تنظر إلي وجه شخص وهو نائم.. وتتأمله.. ومن النادر أكثر أن يكون هذا الشخص النائم نجما سينمائيا!! جلست أنظر إلي وجهه.. كان نائما وكانت ظروف السفر معا. تحتم أن نكون في غرفة واحدة في قطار في رحلة تصوير.. وغلبه النوم. ونام صديقي النجم بعد مقاومة كبيرة.
واستكان النجم.. ونامت كل ملامح النجومية مع نجمها في سبات عميق.. ونظرت إليه.. ان الإنسان عندما ينام يأخذ شكله الحقيقي في الظهور تماما.. فكل عضلات الوجه والجسد تأخذ وضعها المريح الذي لا مقاومة فيها.وعندما ينام الممثل النجم.. تظهر حقيقته تماما.. هو الآن في حالة خاصة جدا.. لا يمكن أن تحدث له في يقظته صامت.. هاديء.. لا يكون هناك ما يزعجه.. حتي مجرد الأحلام قد تنسحب من نومه..!!كان للصمت دور كبير في نوم النجم.. هذا شبح ابتسامة رقيقة جدا ظهرت علي وجهه وهو نائم.. لحظة.. واختفت الابتسامة.. وعاد وجهه إلي حقيقته مرة أخري.انه يتحدث الآن هو نائم.. بصوت لم أسمعه منه من قبل.. لا أفهم ما يقول.. حوار متداخل الألفاظ والجمل.. تغيرت ملامح وجهه بسرعة.. وتحركت عضلاته تأخذ شكلا آخر للوجه النائم تغييرات حركة الوجه.. والصوت غريبة لم أرها أو أسمعها من قبل ثم عادت الإبتسامة مرة أخري.. وهدأ الوجه النائم.. وارتاحت عضلات الوجه.. وعاد وجه النجم إلي حقيقته التي لا يراها الكثيرون.توقف القطار فجأة.. واستيقظ النجم. وملامح نجوميته كلها مرة واحدة.. وكانت كل أدوار عمره علي الشاشة قد حضرت ملامحها لتستقر علي وجهه.. وأسرعت حركته كأنه يحاول أن يخفي شيئا ظهر منه دون قصد.. ونظر حوله بسرعة فلم يجد إلا أنا. فأرتاحت ملامحه.. فأنا صديقه الذي يأمن له.. فالنجم لا يحب أن يراه أحد وهو نائم.. وتذكرت نصيحة الأطباء للنجوم في كل الفنون بالنوم حتي ترتاح عضلاتهم اليقظة دائما..! ونزلنا معا من القطار لننضم إلي باقي فريق تصوير الفيلم.. وكانت الجماهير في انتظار نجوم الفيلم.. ومعهم كاميرات خاصة بهم.. وكاميرات الموبايلات ترسل ضوء الفلاشات.. ونظرت إلي صديقي النجم.. فوجدت نجوميته قد ظهرت علي كل ملامحه وكأنه يقول.. ها أنا الآن عدت إلي نجوميتي يا صديقي!!
الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق