تستعد الفنانة صابرين حاليا لتصوير مسلسل «الشيماء»، الذى يتناول قصة حياة شقيقة الرسول صابرين: صلى الله عليه وسلم صابرين: فى الرضاعة وسط توقعات بأن يكون أحد أضخم الأعمال التليفزيونية إنتاجا، وذلك فى الوقت الذى تبدأ فيه قريبا عرض مسرحية «خالتى صفية والدير» المأخوذة عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائى بهاء طاهر.
ورغم أن المشروعين سبق تقديمهما فى أعمال فنية أخرى فإنها تتمسك بخوض المغامرة، حيث تؤكد أن «الشيماء» يختلف تماما عن الفيلم ويبدأ من حيث انتهى، وتعتبر أن العرض المسرحى يقدم رؤية جديدة لرواية «خالتى صفية والدير» خاصة أنها بمثابة رسالة للعلاقة المثالية بين المسلمين والمسيحيين.
وما الذى حمسك لتقديم مسلسل عن «الشيماء» التى قدمتها الفنانة سميرة أحمد من قبل؟
صابرين: تحمست لتقديم الشخصية بسبب دورها العظيم فى خدمة الإسلام، والذى يتجلى فى أمرين أولهما أنها كانت من أكثر من ساندوا الرسول، عليه السلام، فى الدعوة الإسلامية وكانت تجمع الرجال والنساء فى بيتها لشرح حقيقة الدين الإسلامى والدعوة لاعتناقه، فأنا أعتبرها بمثابة قناة فضائية للدعوة، وثانيا أنها امرأة عظيمة بيّنت مدى تعظيم الإسلام للمرأة ومكانتها الرفيعة وإيمانه بدورها فى كل شىء.
وما أوجه الاختلاف بين الفيلم والمسلسل؟
صابرين: نبدأ فى المسلسل من حيث انتهى الفيلم، فمثلا لا يعرف الناس ما الذى حدث بعد أن أسلم بيجاد وهل استمرت معه الشيماء وأنجبت منه أم لا؟، وسنطرح طفولة الشيماء وبيجاد، وهى فترة لن تأخذ كثيرا فى مجرى الأحداث كما سنمر سريعا على الأحداث التى ناقشها الفيلم ثم نتجاوزها لما بعد الفيلم، وسنشرح من خلال العمل مكانة المرأة العربية ودورها فى الدعوة والحروب، وكل ذلك يجعل المسلسل مغايرا تماما للفيلم لأن الفيلم مدته ساعة ونصف الساعة، ومن المستحيل أن يناقش كل تفاصيل حياة الشيماء.
وماذا عن استعداداتك لتقديم دور الشيماء؟
صابرين: سأتفرغ تماما للعمل حتى لو تطلب ذلك ألا أرتبط بأى أعمال أخرى وحتى لو استمر تصويره لمدة تزيد على عام، وسأقرأ كتبا عن الشيماء وأبحث على الإنترنت، وأيضا بمساعد المؤلف يحيى مرعى سأستطيع تأديتها جيدا.
ألست قلقة الدخول فى مقارنة مع الفنانة سميرة أحمد؟
صابرين: أشعر بالقلق الشديد لأن شخصية الشيماء ارتبطت فى أذهان الناس بسميرة أحمد، وهو ما يفرض علىّ أن أبذل مجهودا كبيرا حتى أقنع الجمهور، بالإضافة إلى أن سميرة أحمد ممثلة قديرة جسدت الدور ببراعة. قلت من قبل: «أنا الوحيدة الأنسب لتقديم شخصية الشيماء»..
ألا ترين فى هذا غرورا؟
صابرين: لم أصرح بهذا مطلقا وإنما قالتها الفنانة سميرة أحمد بعد أن شاهدتنى فى مسلسل «أم كلثوم» واقتنعت بانفعالاتى، وبما أنها قدمت هذه الشخصية من قبل فهى التى تعرف من الأصلح لتقديم الشيماء بعدها.
هل بالفعل وافقت على العمل لأنه إنتاج مشترك مشترك بين مصر والإمارات وسوريا؟ صابرين: نعم، فالشيماء تستحق أكثر من ذلك ولأن هذا المسلسل ينبغى ألا يقل فى إنتاجه عن أى أعمال أخرى ربما تكون أقل منه فى المستوى، وما يجعل مسلسل يتكلف 20 مليون يجعل هذا أيضا يتكلف بنفس القدر وربما أكثر، وإذا لم يتم تصوير المسلسل فى أماكنه الطبيعية كالجبال والصحارى فلن أشارك فيه، وأحب توضيح أنه ستتم الاستعانة بمخرج أمريكى للحروب وآخر مصرى للدراما وثالث سورى.
ولماذا لم تتكاتف شركات الإنتاج المصرية لإنتاج مثل هذا المسلسل الضخم؟
صابرين: لأنهم ليسوا متحمسين لهذا العمل، بالإضافة إلى رغبتهم فى الاستسهال وإنتاج أعمال أقل فى المستوى بتكاليف أقل.
ألا ترين أن خوض تجربة مسلسل دينى فى وقت لا تحظى فيه هذه النوعية باهتمام كبير نوع من المغامرة؟
صابرين: لا أرى ذلك على الإطلاق، لأن العمل ما دام جيدا ومبذولا فيه مجهود كبير وصُرف عليه جيدا، فالطبيعى أن يتابعه الجمهور، وأحب تأكيد أن الأعمال الدينية، التى لا تحظى بالاهتمام الكافى فهذا يكون نابعا من عدم صنعها كما ينبغى لكن مسلسل «الشيماء» مختلف ويحظى بميزانية ضخمة كفيلة برد الاعتبار للأعمال الدينية. الشروق: وماذا عن رد فعل الجمهور الذى ربما يتكاسل عن متابعة مسلسل سبق أن شاهده كفيلم؟ صابرين: أرى عكس ذلك، فمعرفة الناس بشخصية الشيماء من قبل من خلال الفيلم أمر فى صالحى لأن ذلك سيجعلهم متلهفين لرؤية المسلسل لاستكمال باقى التفاصيل التى لم يكملها الفيلم.
بعيدا عن «الشيماء» ألا ترين أن تقديم «خالتى صفية والدير» فى عمل مسرحى مغامرة؟
صابرين: بالعكس فأنا متحمسة لها جدا خاصة أن الدكتور أشرف زكى رأى أننى أصلح لهذا العمل ومن ثم أقنعنى بضرورة تقديم المسرحية، كما أن العمل يتناول العلاقة المثالية، التى يجب أن تكون بين المسلمين والمسيحيين، والتى تقوم على الحب والمودة والتسامح، وهذا فى حد ذاته رسالة مهمة جدا بصرف النظر عن المسرحية والرواية، هذا بالإضافة إلى تعلقى بشخصية صفية، التى ترمز للسيدة المصرية الأصيلة حتى النخاع.
لكن المسرحية ستكون عملا مكررا نظرا لتقديم الرواية من قبل فى 3 مسرحيات ومسلسل تليفزيونى؟
صابرين: لا على الإطلاق، لأن «خالتى صفية والدير» لم يسبق تقديمها من قبل فى شكل جماهيرى سوى فى مسلسل واحد من سيناريو وحوار يسرى الجندى وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، أما العروض المسرحية فكلها تنتمى للشكل التجريدى ولمسرح الهواة ولا نستطيع أن نصفها بالجماهيرية لأنه لم يقدمها نجوم كبار على المسرح. الشروق: وما المنظور الجديد الذى ستقدمون به المسرحية؟ صابرين: المسرحية ستكون غنائية فلكلورية نابعة من تراثنا الشعبى، وجميع العروض المقدمة ستكون كذلك، وسيتخللها أشعار وتعديد (أصوات دالة على الحزن الشديد)، وسيقوم الروائى بهاء طاهر بالتعليق على بعض الأحداث بصوته. الشروق: ألا تجدين أن بطولة مسرحية غنائية يتعارض مع حجابك؟ صابرين: لا أجد هذا مطلقا، لأن المسرحية فلكلورية والفلكلور جزء من تراثنا الشعبى، يماثله فى ذلك أيضا الحجاب والزى المحتشم الذى يعد من موروثاتنا القديمة، فنجد بعض السيدات فى الصعيد يرتدين الحجاب والزى الذى يغطيهن حتى أطراف الأصابع، وهى فى الخارج حتى لو لم تكن محجبة فى الأساس، بل بالعكس فأنا أجد حجابى يخدمنى ويخدم الدور كثيرا.
وهل ستقوم المسرحية بمناقشة العلاقة بين الطرفين بوجهة نظر معاصرة أم بوجهة نظر الفترة التى كُتبت فيها الرواية؟ صابرين: أستطيع القول إن الرواية تناقش وجهة النظر الصالحة لكل العصور، لأنها تحث على المؤاخاة والمحبة، والدليل الأكبر على نجاح الرواية ومنفعتها لكل العصور هو تقديمها من قبل فى 4 أعمال مقسمة بين مسلسل تليفزيونى و3 مسرحيات وكلها كانت على فترات متباعدة.
ألا تجدين أن الرواية تتفق أيضا مع الواقع الذى يثبت أن معظم حالات الثأر فى الصعيد يكون وراءها النساء؟
صابرين: طبعا فالرواية واقعية مائة بالمائة لأن صفية تظل تربى فى ابنها ليكبر ويأخذ بثأر أبيه وعندما تعجز عن ذلك تموت بحسرتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق