يتزامن25 يناير من كل عام مع ذكري عيد الشرطة.. ولمن يعرف تاريخ هذا البلد وبطولاته ونضاله فهو ليس عيدا للشرطة وحدها. بل هو عيد لكل مصري.. لارتباط هذا اليوم بفصل مهم من كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني قبل59 عاما. في هذا اليوم تعاون الضباط الشجعان الذين خدموا في منطقة القناة في الوقوف في وجه القوات البريطانية المستعمرة.هذا اليوم شهد وقائع سلسلة من العمليات الفدائية والمعارك دفعت بقائد القوات البريطانية آنذاك وكان يدعي إكسهام إلي إجلاء أفراد الشرطة المصرية بحجة مخالفتهم لقوات البوليس النظامي وأنهم لم يتدخلوا للقضاء علي أفراد المقاومة بل وجه إليهم الاتهام بمساعدة عناصر المقاومة.وتطور الأمر إلي فرض الاحتلال حظرا للتجوال بمدينة الاسماعيلية ثم حصارا للحي الأفرنجي بمئات الدبابات والمدرعات.ويروي التاريخ الأبيض لهؤلاء الرجال في ذلك اليوم كيف وفروا غطاء للمقاومين برفضهم الإنذار بتسليم أسلحتهم وعناصر المقاومة للاحتلال لتدور بعد ذلك واحدة من أشرف معارك الوطنية المصرية, ظل فيها الفدائيون صامدين حتي نفاد ذخيرتهم واستشهاد58 فردا منهم وإصابة80 آخرين ليجبر الباقون علي الاستسلام مرفوعي الرءوس, وتبقي هذه الصفحة عنوانا للوطنية.وفي سرده لوقائع هذا اليوم يروي المؤرخ الراحل الدكتور يونان لبيب رزق وجد ان ضابط البوليس صغير السن مصطفي رفعت لم يجد أمامه سوي الاتصال بوزير الداخلية متخطيا كل قياداته وأرسل زميلا له ليقفز علي السور لابلاغ وزير الداخلية فؤاد سراج الدين وأبلغه في الساعة الثانية صباحا بعد ايقاظه من النوم, وسأل سراج الدين الضابط الصغير عن إمكان الصمود ولم يكن أمام الضابط سوي الرد بالايجاب, وهنا أصدر الوزير أوامره بالصمود, ونفذ الضباط التعليمات حتي تهدمت المحافظة.. ثم صدرت تعليمات أخري بالاستسلام وخرج مصطفي رفعت في مواجهة الجنرال الانجليزي الذي قال: ما قام به هؤلاء لم يشهد له مثيلا طوال حياته, وطلب مصطفي رفعت من زملائه الإبقاء علي علم مصر مرفوعا علي مبني المحافظة
الاهرام
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق